فاتن أمل حربي.. خطوة لاسترجاع حقوق النساء
لا شك، يأتى مسلسل «فاتن أمل حربي» ليشكل العمل الأبرز على شاشة الدراما الاجتماعية فى موسم رمضان، لما يملكه من عناصر الجاذبية والتشويق في خطف القلوب والأبصار بداية من الأسم المميز للمسلسل "فاتن امل حربي " حيث اختار الكاتب اسم النجمة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التى قدمت فيلم (أريد حلًا) وأسهم العمل في تعديل القانون، ويأمل صانعو العمل أن تتغير القوانين المجحفة أو يتم تعديلها من أجل استرجاع حقوق المرأة المطلقة والمعيلة في المجتمع المصري.
وجاءت باقي التسمية "أمل حربي"تيمنا بالشاعر أمل دنقل والذي كان يناصر حقوق النساء" كذلك تبعا للكتلة الرمزيه وجماليات السرد جاء ترتيب الأسماء "فاتن" لترمز للفتاة في سن الشباب والتى تفتن بالحياة ويفتن بها الرجل "أمل" ليرمز للأمل في حياة افضل عند تكوين أسرة مع الحب وشغف البديات، واختتم الاسم بـ"حربي" ليصف حال البطلة وهي كل سيدة تعاني فالمجتمع وتخوض الحروب من أجل الوصول لحقوقها.
ومن فن إختيار الإسم إلى فن إختيار كلمات الأغنيه عند بداية المسلسل والتى غنتها المطربة انغام بإحساس رائع اختصرت فيه كل الحلقات عبر تلك الكلمات وكانت على النحو التالي:"أنا مش ضعيفة وليا في الحياة مطرح.. ومش قابلة أكون كومبارس على المسرح وزي ما هتجرح هجرح".
وهو ماعبر عنه السيناريو المتقن مع الأداء والصورة والإخراج مما خطف المشاهد منذ الحلقة الأولى عقليا ونفسيا، وتلك هى النقطة الأهم فقد خلقت حالة من التوحد مع أحداث المسلسل وبطلته وهي تعانى المشكلات وتخوض حربا اجتماعية لإسترجاع حقوقها حيث تتصاعد مشاعر الخنقة والغضب كل حلقة مع تزايد الصعوبات التى تجسدها البطلة لتجدد مشاعر الألم بداخل كل السيدات اللاتي تُعانين من آثار الطلاق مما يجعل المشاهد الرجل يرى بنفسه مدى الظلم الواقع على كاهل النساء في المجتمع بسبب التشريعات غير المنصفة للمرأة، والتي تضع على كاهلها أعباء لا يمكن تحملها، حيث تتنقل بين أقسام الشرطة والمحاكم والشوارع وكأنها تتسول حقوقها وحقوق أطفالها مما يدمر المرأة نفسيا وجسديا ويجعلها لا تستطيع ان تقوم بحماية نفسية أطفالها امام كل ذلك العنف.
وترصد الأحداث قصة «فاتن»،والتى تعاني من سوء معاملة الزوج والذي كان يقوم بضربها وإهانتها وسرقة كل أثاث المنزل وطردها للشوارع مع ابنتيها ما جعلها تطلب الطلاق وترفع قضيه للخلع ظنا منها أن الحياة ستستقر وتخلو من المشكلات، لكنها تفاجأ منذ اليوم الأول بأن كل الفنادق في مصر تمنع المرأة ان تستأجر غرفها دون وجود زوجها او رجلا يضمنها فيقوم المسلسل بفضح ممارسه عنصرية ضد النساء والذي لا يستند على أي نص قانوني ولا يوجد ما يمنع النساء سن الأربعين من الإقامة بدون مرافق، بنص الدستور المصري في مادة 62 على: “حرية التنقل، والإقامة، والهجرة مكفولة للجميع”، كما تنص المادة 92 على "الحقوق والحريات اللصيقة بشخص المواطن التي لا تقبل تعطيلا ولا انتقاصًا ولا يجوز لأي قانون ينظم ممارسة الحقوق والحريات أن يقيدها بما يمس أصلها وجوهرها".
وتقوم "فاتن" البطلة بمواجهة قانون للأحوال الشخصية، والذي قد يحرمها من ابنتيها إذا تزوجت من رجل آخر. لذلك ومع التسلسل الزمني للمسلسل ستحاول البطله بالأمل تارة وبالحرب تارة أخر تحت سماء المعاناة مع طليقها التصدي للمطالبة بتغيير هذا القانون المجحف، لتتمكن من الاحتفاظ بحضانة ابنتيها وتغيير القوانين لإنصاف النساء وهذا ما سيعرضه باقي المسلسل لتصبح " فاتن أمل حربي " خطوة فعالة لتغيير قوانين الأحوال الشخصية لصالح المرأة بعد خمسين عاما من أريد حلا.