جمعوا الجثث بمكان واحد.. كييف تتهم الروس بمخطط مريب في ماريوبول
ذكرت المخابرات العسكرية البريطانية اليوم الأربعاء، أن القتال الضاري والضربات الجوية الروسية مستمران في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة.
وقالت وزارة الدفاع "الوضع الإنساني في المدينة يزداد سوءا"، ومعظم السكان المتبقين البالغ ليس لديهم كهرباء أو اتصالات أو دواء أو تدفئة أو ماء. القوات الروسية منعت وصول المساعدات الإنسانية، ومن المرجح أن تضغط على المدافعين عن المدينة للاستسلام".
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القوات الروسية بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى ماريوبول المطلة على بحر آزوف، من أجل "كسب الوقت، حتى تتمكن من تنظيف وإخفاء جرائمها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان"، وفق تعبيره.
جمع جثث
فيما أشارت وكالة الأمن الأوكرانية (SBU) إلى أن بيانات أظهرت أن القوات الروسية "تخطط لجمع جثث سكان ماريوبول الذين قتلوا على يد عناصرها أنفسهم، في مكان واحد وتقديمهم كضحايا سقطوا برصاص القوات الأوكرانية".
وكان زيلينسكي أكد في وقت سابق أمس، أن الوضع صعب في ماريوبول، موضحا أن الجهود الأوكرانية لصد القوات الروسية عن المدينة، تواجه صعوبات جمة.
فيما أعلن فاديم بويتشينكو، رئيس بلدية تلك المدينة المحاصرة منذ أسابيع عدة، أنها "دمرت بنسبة 90%"، فيما أضحت "40% من بنيتها التحتية غير قابلة للإصلاح"، لافتا أيضا إلى وجود آلاف المدنيين المحاصرين.
وفي نفس السياق أعلن حاكم لفيف في غرب أوكرانيا عدم ورود أي تقارير عن إصابات من جرّاء انفجارات دوّت في منطقته مساء الثلاثاء، في حين أسفر قصف مدفعي روسي على قريتين قرب العاصمة كييف عن سقوط 12 قتيلًا.
وتحدّث الحاكم مكسيم كوسيتسكي عبر تطبيق تلجرام عن سماع ”دوي انفجارات قرب راديخيف“، البلدة الواقعة على بُعد نحو 70 كيلومترًا شمال شرقي لفيف، ودعا ”الجميع إلى البقاء في الملاجئ“.
وفي منشور لاحق أورد الحاكم أنّه ”حتى الساعة لا معلومات عن سقوط ضحايا“.
وفي منطقة كييف قالت النيابة العامة الأوكرانية في منشور على تطبيق تلجرام إنّ 12 شخصًا قتلوا في قصف مدفعي روسي استهدف قريتي فيليكا دميركا وبوجدانيفكا القريبتين من العاصمة.
يذكر أن محاولات متكررة جرت على مر الأسابيع الماضية لفتح ممرات آمنة تسهل خروج المحاصرين (170 ألفا بحسب السلطات الأوكرانية) في تلك المدينة بظروف إنسانية كارثية، لكنها فشلت، فيما حمل كل جانب الطرف الآخر المسؤولية.
ومنذ انطلاق العملية العسكرية التي وصفتها موسكو بالمحدودة في 24 فبراير الماضي على الأراضي الأوكرانية، شكلت ماريوبول التي تطل على بحر آزوف، هدفًا استراتيجيًا للروس، لاسيما أن السيطرة عليها ستتيح ربط المناطق الواقعة تحت سلطة الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق، مع شبه جزيرة القرم (جنوبا) التي ضمت إلى الأراضي الروسية عام 2014.