مجازر بوتشا الأوكرانية.. روسيا تصفها باستعراض مسرحي فاشل.. وغضب أوروبي واسع
“بوتشا” مدينة أوكرانية اتجهت الأنظار إليها في الأيام الأخيرة بسبب ما يحدث بها وبين مزاعم أن الضرب والجثث بها ما هي إلا خدعة كبرى في الحروب لتزوير الحقائق بات الجميع يتساءل عن ماذا يحدث في بوتشا وهل حقيقة أم كذب؟
وبعد أن أظهرت مقاطع مصورة جثثًا متناثرة على طرقات مدينة بوتشا الأوكرانية واتهام القوات الروسية بارتكاب مجازر بحق المدنيين، بدأت الحرب الكلامية على السوشيال ميديا بين فبركة المقاطع المصورة وأخرى تدافع عن صحتها.
تعليقات أمريكية
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وصف ما يحدث في بوتشا الأوكرانية خلال تصريحاته الأخيرة بأنه عبارة عن أعمال وحشية متعمدة ترتكب من قبل الروس بحق المدنيين.
وقال بلينكن اليوم الثلاثاء قبل التوجه إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إن ما حدث لم يكن "عملا عشوائيا من وحدة مارقة"، مضيفا إنها حملة متعمدة للقتل والتعذيب والاغتصاب وارتكاب الأعمال الوحشية". وأشار إلى أن التقارير الخاصة بما حدث في بوتشا تتحلى "بأكبر قدر من المصداقية"، مضيفا أن الدلائل "متواجدة هناك كي يراها العالم".
رد روسيا
ومن جانبها ردت وزارة الدفاع الروسية على الاتهامات الموجهة إلى الجيش الروسي بشأن الصور الفوتوغرافية ومواد الفيديو التي نشرتها كييف، والتي يُزعم أنها تشهد على جرائم الجيش الروسي في المدينة القريبة من العاصمة كييف ما هي إلا استفزاز آخر، مشددة على أن المدينة طيلة فترة بقائها تحت سيطرة الجيش الروسي لم يتعرض فيها أي مواطن محلي لأي نوع من الأذى.
اتهام ونفي
واعتبر ديمتري بوليانسكي، النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن فيديو "الجثث بشوارع بوتشا" الأوكرانية مفبرك، وأنه عبارة عن تمثيلية، قائلا في منشور على تويتر، الأحد الماضي، إن "أوكرانيا تنتج فيديوهات مزيفة" لتشويه سمعة الجيش الروسي وأن هناك فيديو يرصد جثة تلوح بيدها فجأة! و"جثة" تجلس فجأة بعد مرور السيارة في المرة القادمة سيجدون ببساطة ممثلين أفضل!".
ورد عليه مغرد بفيديو لصفحة "أورورا إنتل" حللت فيه المقطع، الذي يظهر أن "الذراع المتحركة" المزعومة هي في الحقيقة مجرد "قطرة مطر على الزجاج الأمامي للسيارة".
وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية نشرت الفيديو الأصلي، مساء السبت، بعد دخول القوات الأوكرانية إلى مدينة بوتشا في شمال غربي كييف، ووصفت الوزارة ما حصل بـ "سربرنيتشا جديدة"، في إشارة إلى المجزرة التي حصلت بحق البوسنيين المسلمين عام 1995، وقالت إن "مدينة بوتشا الأوكرانية كانت في أيدي وحوش روسية لعدة أسابيع، وتم إعدام مدنيين تعسفيا، وتم تقييد أيدي بعضهم خلف ظهورهم، وتناثرت جثثهم في شوارع المدينة".
غضب أوروبي
بعد مزاعم العثور على نحو 340 جثة عقب مذبحة في بلدة بوتشا قرب كييف، تعالت أصوات مسؤولين أوروبيين لمحاسبة روسيا على "جرائم الحرب" و"الإبادة الجماعية المحتملة"، في وقت تنفي فيه موسكو مسؤوليتها.
من جهته قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ا امس إن هناك حاجة إلى فرض مجموعة جديدة من العقوبات على روسيا وإن ثمة مؤشرات واضحة على أن القوات الروسية مسؤولة عن قتل المدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية.
وبدوره، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يناقش بشكل "عاجل" فرض مجموعة جديدة من العقوبات على روسيا استجابة لطلب فرنسا وألمانيا بصورة خاصة. وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان إن التكتل "يدين بأشد العبارات الفظاعات التي أفيد أن القوات المسلحة الروسية ارتكبتها في عدة مدن أوكرانية محتلة باتت الآن محررة".
من جانبه تحدث رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن "إبادة جماعية" محتملة في بوتشا الواقعة شمال غرب كييف بعد تحريرها من القوّات الروسيّة. وقال سانشيز أثناء منتدى اقتصادي: "سنقوم بكل ما في وسعنا كي لا يبقى أولئك الذين يرتكبون جرائم الحرب هذه بدون عقاب ويتمكنوا من المثول أمام المحاكم، وفي هذه القضية المحدّدة أمام المحكمة الجنائية الدولية على خلفية حالات مزعومة تشمل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ولمَ لا نقولها أيضًا، إبادة جماعية".
ودعا رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي الإثنين إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن "الإبادة الجماعية" التي ارتكبها وفق قوله، الجيش الروسي في مدن أوكرانية بينها بوتشا.
وصرّح مورافيتسكي أن "هذه المجازر الدامية التي ارتكبها الروس، جنود روس، تتطلب أن تُسمّى باسمها إنها إبادة جماعية، ويجب أن يُحاسبوا عليها"، وأضاف: "لذلك نقترح تشكيل لجنة دولية للتحقيق في جريمة الإبادة الجماعية هذه".