علي جمعة: الإمام مالك كان يكره قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم في رمضان
طالب الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، المسلمين بالإكثار من قراءة القرآن في شهر رمضان، الذي خصه الله بنزول القرآن، مؤكدًا أن السلف الصالح والعلماء كانوا يكثرون من قراءة القرآن في شهر رمضان.
تلاوة القرآن في رمضان
وأكد علي جمعة أن أبي حنيفة كان يختم القرآن في رمضان ستين ختمة، أما الإمام مالك فكان يكره وينفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم في رمضان، ويقبل على تلاوة القرآن في المصحف.
وكتب علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "على المسلم أن يخص رمضان بالإكثار من تلاوة القرآن كما أن ربه خصه بإنزال القرآن فيه، وكما كان حال رسوله الكريم ﷺ، فقد صح عن النبي ﷺ أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل عام مرة وكان ذلك في شهر رمضان، وقد شعر النبي ﷺ بقرب أجله في العام الأخير لأن جبريل قد عارضه القرآن مرتين.
بكاء وضحك فاطمة
وقال "فعن عائشة قالت «كن أزواج النبي ﷺ عنده لم يغادر منهن واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله ﷺ شيئا، فلما رآها رحب بها فقال: مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارها فبكت بكاء شديدا فلما رأى جزعها، سارها الثانية فضحكت. فقلت لها: خصك رسول الله ﷺ من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين ! فلما قام رسول الله ﷺ سألتها ما قال لك رسول الله ﷺ ؟ قالت: ما كنت أفشي على رسول الله ﷺ سره."
وتابع جمعة قائلًا: "قالت فلما توفي رسول الله ﷺ قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله ﷺ. فقالت: أما الآن فنعم، أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين وانه عارضه الآن مرتين وأني لا الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك. قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت. فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال: يا فاطمة أما ترضي أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة. قالت: فضحكت» [رواه البخاري ومسلم]."
السلف الصالح والقرآن
وأضاف علي جمعة "ولذا كان السلف الصالح والعلماء يكثرون من مدارسة القرآن وتلاوته في شهر رمضان، فكانت عائشـة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعت الشمس - أي ارتفعت- نامت."
وقال "كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوة القرآن، وكان النخعي يختم في كل ثلاث ليال في العشرين الأول من رمضان، وفي العشر الأواخر يختم في ليلتين سوى الصلاة."
وتابع قائلًا: "كان لأبي حنيفة ستون ختمة في رمضان، وكان مالك إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن في المصحف، وكان للإمام الشافعي ختمتان في كل يوم سوى الصلاة."
واختتم حديثه قائلًا: "فلعل هذه الأخبار تحفز المسلم وترغبه في الإقبال على القرآن الكريم ويتلوه في هذا الشهر العظيم، وينبغي أن يحرص المسلم على ختم القرآن على الأقل مرة واحدة في رمضان."