تحذير روسي وإصرار فنلندي.. أين تتجه أوروبا حال انضمام هلسنكي إلى الناتو؟
تعتبر أزمة الانضمام إلى حلف الناتو، من أكبر الأزمات التي تهدد مستقبل القارة الأوروبية، بل العالم بأثره، حيث أشعل طلب أوكرانيا الانضمام للحلف نار حرب شرسة مع جارتها روسيا، التي ترفض فكرة وجود قوات للناتو على حدودها وهو ما تعتبره موسكو تهديدا صريحا لأمنها القومي.
أوكرانيا
ولم يقتصر الأمر على أوكرانيا فقط، فهناك دول أخرى لديها رغبة في الانضمام للناتو، منها فنلندا، وهي تعتبر من أولى الدول التي أعلنت الحياد في ظل الحرب الباردة التي أندلعت بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة والاتحاد السوفيتي وقتها، من جهة أخرى.
وترغب فنلندا في الانضمام إلى حلف الناتو، ولكن روسيا لا يعجبها ذلك، فقد أطلقت تحذيرات شديدة اللهجة من مغبة أي قرار أو طلب تتقدم به فنلندا إلى الناتو.
وتخشى هذه الدول من أن تطالها نار الحرب التي أشعلتها روسيا في أوكرانيا على خلفية تقدمها بطلب للانضمام إلى الناتو.
وتعتبر فنلندا من ضمن الدول القلائل في الاتحاد الأوروبي التي لا زالت تطبق نظام التجنيد الإجباري، ولم تخفض انفاقها العسكري، منذ اندلاع الحرب الباردة.
ونظرا للحدود الجغرافية التي تربطها بروسيا من جهة الشرق، فإن موسكو ترى أن انضمام فنلندا إلى الناتو يمثل تهديد لأمنها القومي، وهو ما قد يشعل فتيل الحرب في مناطق أخرى من أوروبا.
فنلندا
ومن جانبها قالت رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين، السبت، إن على بلادها اتخاذ قرار بشأن عضوية "الناتو" خلال هذا الربيع بعد أن أجرت الحكومة والبرلمان تقييما دقيقا لإيجابيات وسلبيات الانضمام إلى الحلف.
وأضافت مارين أن "الانضمام وعدم الانضمام هما خياران لهما عواقب. نحن بحاجة إلى تقييم الآثار قصيرة المدى وطويلة الأجل. يجب أن نضع في اعتبارنا هدفنا، وهو ضمان أمن فنلندا والفنلنديين في جميع المواقف".
وحول جدية فنلندا في طرح فكرة الانضمام للناتو، قال مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، إن فنلندا ستنضم إلى الناتو "عاجلا وليس آجلا".
وقال ألبيركي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن انضمام فنلندا للحلف الأطلسي قد يحدث في قمة الناتو القادمة بمدريد، والتي من المقرر أن تنعقد يومي 29 و30 في يونيو المقبل.
وأوضح ألبيركي أن انضمام فنلندا إلى "الناتو" من شأنه أن يقلل بشكل كبير من احتمالية نشوب حرب في أوروبا، حيث لن يكون لدى روسيا أي طريقة قابلة للتطبيق لمهاجمة الغرب.
وأظهر استطلاع رأي أن 62 في المئة من الفنلنديين، يؤيدون الانضمام إلى "الناتو"، بعدما كانت النسبة عند 53 في المئة مع بداية الحرب بأوكرانيا.