رئيس التحرير
عصام كامل

أوكرانيا: الجيش الروسي المنسحب ينشر الألغام في الطريق والبلدات

الجيش الروسي المنسحب
الجيش الروسي المنسحب ينشر الألغام في الطريق

أعلنت القوات الأوكرانية أن الجيش الروسي سحب قواته من شمال البلاد بالتزامن مع تراجع هجماته الجوية بحسب قناة "العربية".

 

القوات الأوكرانية 

وأكدت القوات الأوكرانية أن قوات الجيش الروسي المنسحبة تنشر ألغامًا في الطريق وبعض البلدات.

وكانت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، قد قالت أمس السبت: إن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة بالكامل على أراضي منطقة كييف.

وأضافت في منشور على الإنترنت: "تم تحرير منطقة كييف بالكامل".

 

38 يومًا

ومرَّ 38 يومًا منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي لا زالت في تواصل وسط تعقد المشهد بعد إعلان موسكو ما يمكن أن يُوصف بالمنعطف في العمليات العسكرية.

إذ أعلنت روسيا صرف النظر عن العاصمة كييف، مقابل التركيز على ما قالت إنه "تحرير" إقليم دونباس الذي يوجد فيه انفصاليون موالون لروسيا.

وتساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، حول سبب تعثر الجيش الروسي في السيطرة على العاصمة الأوكرانية "كييف"، رغم تفوقه الواضح من حيث العتاد والمقاتلين.

وذكر المصدر أن السيطرة على كييف كانت هدفا مهما بالنسبة لروسيا، فسعت طيلة أسابيع لأن تحكم القبضة على المدينة الاستراتيجية.

وتكتسب كييف أهمية بالغة نظرًا لكونها مقر الحكومة، فيما كانت موسكو تسعى إلى تغيير ما تقول إنها "نخبة حاكمة نازية وفاسدة" في أوكرانيا.

وحاول الجيش الروسي أن يتقدم صوب كييف من ضفتي نهر دنبير، لكن المحاولات لم تتكلل بالنجاح، فيما تقول أوكرانيا إنها أبدت مقاومة شديدة في الدفاع عن العاصمة.

 

طريق كييف الصعب 

ومن بين العراقيل التي اعترضت الروس؛ مساحة كييف، فهي مدينة مترامية الأطراف، حتى أنها أكبر من مدينة نيويورك الأمريكية، وتعادل خمسة أمثال مدينة ماريوبول.

وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الروس لم يتوقعوا أيضا أن يستميت الأوكرانيون على نحو كبير في الدفاع عن الأرض، لكن "الانهيار السريع" لم يحصل.

ومن العوامل المؤثرة أيضا، أن الجيش الروسي له خبرة في القتال بأماكن مفتوحة، ولم يكن مستعدا لخوض معارك وسط المدن.

وتقول الصحيفة: إنه حتى لو كان الجيش مدربا على نحو جيد، فإنه ليس من السهل أن يخوض المعارك في كل أرجاء كييف حتى يستطيع تأمين المدينة، ولذلك، فإن "الجيش الروسي لم ينجح حتى في تطويق العاصمة".

 

أخطاء موسكو 

وتضيف "نيويورك تايمز"، أن الأمور سارت على نحو خاطئ منذ اليوم الاول لانطلاق العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا، أي في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.

وأوردت أن هذا الخطأ وقع عندما هاجمت مروحيات روسية مطار "هوستوميل" في أوكرانيا، فجوبهت بمقاومة شرسة، وهو الأمر الذي أعاق تجهيز قوات محمولة جوا حتى تقتحم العاصمة كييف.

وبعد ذلك، أرسل الجيش الروسي قوات محدودة صوب كييف، في مسعى لسيطرة سريعة على المدينة، لكن هذا المسعى لم ينجح، لأن الاستيلاء على مدينة كبرى، أمر صعب ومعقد، كما تشوبه "إسالة دماء غزيرة"، ويستغرق وقتًا طويلًا.

وتقدمت دبابات وعربات مدرعة روسية بالفعل إلى شارع يصل لمركز العاصمة كييف، لكن هذه الخطوة لم تنجح.

القيادة الروسية

ويقول المحلل والخبير في الشؤون العسكرية بمعهد "رويال يونايتد" للخدمات، ريك راينولد: إن "القيادة الروسية خُدعت بأن أوكرانيا ستنهار بمجرد اندلاع أول إشارة للقتال"، وسرى الاعتقاد بأن الرئيس فولوديمير زيلينسكي سيهرب من البلاد، وهذا الأمر لم يحصل.

ووصف الباحث عدم فهم المجتمع الأوكراني والدولة الأوكرانية بـ"الفشل الكارثي"، فيما كان المقاتلون الروس يفوقون أعداءهم الأوكرانيين من حيث العدد، بواقع عشرة مقابل واحد.

الجريدة الرسمية