رئيس التحرير
عصام كامل

"الإخوان" تبدأ "خطة الأرض"..أبناء "المعزول" يسعون لاحتلال ميادين جديدة بجانب "رابعة" و"النهضة".. شعبان: الجماعة تلعب في الوقت الضائع.. حسب الله: معركة الأنفاس الأخيرة.. عيسى: الشرطة ستواجه هذا "العته"

احدى تظاهرات انصار
احدى تظاهرات انصار الرئيس المعزول محمد مرسى - صورة ارشيفية

منذ أيام كشف قيادي بالجماعة الإسلامية عن نية قيادات إسلامية وإخوانية تنفيذ ما اسموه بـ"خطة الأرض"، والتي تقوم على فكرة تجميع أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميادين جديدة بهدف الاستيلاء عليها، أو الاعتصام بالقرب من معارضيهم وذلك حتى يظهروا أمام وسائل الإعلام العالمية وكأنهم أعداد كبيرة لها تأثير.


وبالفعل فقد استطاع مؤيدو مرسي، أمس الجمعة، نقل تظاهرهم إلى عدد من الميادين والطرق الرئيسية مثل ميادين الجيزة ورمسيس وكوبري أكتوبر وشارع الطيران ووزارة الدفاع بالإضافة إلى رابعة العدوية وميدان النهضة، الأمر الذي اعتبره البعض تنفيذا لمخطط عملية "الأرض".

وحول قدرة الجماعة على تنفيذ هذا المخطط قال أحمد بهاء الدين شعبان، وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري والمنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير: إن كل ما تقوم به جماعة الإخوان الآن ما هو إلا "لعب في الوقت الضائع" حيث أوضح أن أنصار الجماعة يحاولون إيقاف عجلة الزمن وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء في محاولات بائسة وفاشلة منهم.

وأضاف أن الجماعة تؤمن بأن مصر أصبحت "فعل ماضي" إلا أنها تحاول تنفيذ ما اسموه "خطة الأرض" لأنهم لا يدركون أن الموجة الجديدة للثورة في 30 يونيو شارك فيها حشود ضخمة لم تشهدها مصر من قبل.

وأكد شعبان أن ما يقوم به أنصار الجماعة من اعتصامات واشتباكات وقتل للجنود ما هو إلا وسيلة لتحسين شروط المرحلة القادمة، موضحا أن قادة الجماعة متهمون بعدة قضايا كالتخابر والتحريض على القتل وأبسطها حيازة أسلحة وبالتالي فإنهم لجأوا إلى استخدام مؤيديهم كدروع بشرية حتي يمكنهم التفاوض لينجوا من مصير تقديمهم إلى المحاكمات ومن جانب آخر فإنهم يريدون البحث عن مخارج تحفظ تنظيمهم.

وقال الدكتور صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر: إن جماعة الإخوان يخوضون حاليا معركة "الأنفاس الأخيرة" موضحا أنهم يعتقدوا بأنهم في تنافس مع حزب سياسي ولا يدركون أن معركتهم الآن مع المواطنين المصريين الذين تصدوا لاعتصامهم في ميدان رمسيس أمس.

وعن تبني الجماعة لخطة "الأرض" قال: إن الجماعة تهدف إلى إعاقة مفاصل الدولة وإحداث شلل مروري في الميادين والطرق الرئيسية في محاولات استفزازية منهم للتصادم مع الجيش والشرطة.

ورفض حسب الله الرأي القائل بأهمية قيام القوى الثورية بالدعوة إلى مليونيات جديدة في مواجهة اعتصام الإخوان، مؤكدا أن وقت المليونيات انتهي بعد 30 يونيو، وجاء وقت النزول إلى الشارع والاهتمام بمشكلات الناس وتقديم الأعمال الخدمية استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة.

أما الكاتب الصحفي صلاح عيسي، رئيس تحرير جريدة القاهرة، فقد أكد عدم قدرة جماعة الإخوان المسلمين على تنفيذ مخططهم المسمى بخطة "الأرض" مشيرا إلى أن الجماعة ليس لديها العدد الكافي من الجماهير حتى تحقق هذا الهدف.

وأوضح أن الجماعة لديها "مخزون أساسي" ثابت وهو موجود أمام مسجد رابعة العدوية ويتم سحبه وتوزيعه على الميادين والطرق الأخرى إلا أن هذا العدد لن يكفي حتى لتغطية القاهرة الكبرى واصفا ما تقوم به الجماعة بأنه "لعبة مفضوحة وجزء من المناورات السياسية".

وأكد عيسى أن قيام الجماعة أمس باحتلال عدد من الميادين والطرق يعني رغبتهم في إعاقة الحياة في مصر وإحداث شلل مروري، مشيرا إلى أن قوات الشرطة تترك لهم المجال حتى يمارسوا هذا "العته" على أمل أن ينصرفوا ويفضوا تجمعهم.

في حين قال الناشط السياسي جورج إسحاق القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني: إن كل ما تقوم به جماعة الإخوان المسلمين من اعتصامات في عدة أماكن يعتبر "كلام فارغ" في إشارة منه إلى قيام أنصار الجماعة باحتلال عدد من الميادين والطرق والدعوة للاعتصام فيها.

وعن تبني الجماعة لخطة "الأرض" قال: إن الجماعة لا تدرك أن عداءها الآن أصبح مع المصريين وليس مع الخصوم السياسيين، فمن يستاء من أفعالهم الآن هم المواطنون البسطاء وبشكل عام فالمرحلة الحالية لها خارطة طريق محددة ومن لا يريد الالتزام بها فليبقي في الميادين.

وأكد إسحاق أن الملايين التي خرجت في مظاهرات لم يشهدها العصر الحديث أسقطت مرسي وجماعته وبالتالي فكل ما يقومون به الآن من تظاهرات أو اعتصامات أو أعمال عنف كلها أمور ستنتهي مع الوقت.

ومن جانبها فقد قالت الكاتبة فريدة الشوباشي: إن أعداد المتظاهرين من أنصار الإخوان المسلمين لا يتعدون بضعة آلاف وهو عدد ليس صعبا على أي فصيل مشاغب أو معادي للوطن أن يجمعه، مشيرة إلى أن هذه الأعداد لا يمكنها أن تحفظ للجماعة ماء الوجه بأن تظهرها أمام العالم وكأنها قوة يحسب لها وفقا لمخططهم الذي يسعون إلى تنفيذه "خطة الأرض".

وأشارت إلى أن القوات المسلحة عليها أن تنتزع من هؤلاء المتظاهرين أدواتهم التي تعتبر مصدر ضعف وليس قوة والتي تتمثل في الشوم والعصي والخرطوش والمولوتوف وصولا إلى القنابل، معتبرة أن الجيش يتحاشي الاشتباك مع هذه العناصر حتى لا تنفذ لهم مبتغاهم في توريطهم بصراع أهلي.

وأضافت الشوباشي أن ثورة 30 يونيو أنقذتنا من "أحقر مخطط في تاريخ مصر" وهو مخطط المتأسلمين الخونة الذين يشترون رضا الولايات المتحدة ببيع سيناء للفلسطينيين والتنازل عن حلايب وشلاتين للسودان، والذين طالبوا بالتدخل الأجنبي من أجل منع إسقاط رئيسهم.
الجريدة الرسمية