موائد الصائمين فوق السحاب.. خلافات الركاب والطاقم حول الإفطار.. وزينة رمضان تزيد شكل الطائرة جمالا
السفر بالطائرة يعتبر من أكثر التجارب الممتعة خلال الصيام، ويعتبر الأقل إرهاقا مقارنة بوسائل النقل الأخري وخاصة في دول الشرق الأوسط والطيران العربي بشكل عام نظرا لطول وقصر الرحلة.
وفي ضوء التقرير سنوضح كيف كان يتم صيام رمضان على الطائرة:
المسافر الصائم سواء طيار أو مضيف أو مسافر بيحظى بتجربة تعتبر مميزة نظرا للأجواء الرمضانية وخاصة في المطارات العربية، ومن المعلوم أن الإنسان كلما ارتفع عن سطح الأرض كلما تأخر غروب الشمس فى حقه، وبناءً على ذلك: فالإفطار المعتبَر فى حق المسافرين بالطائرة إنما هو برؤيتهم غروبَ الشمس بالنسبة إليهم وفى النقطة التى هم فيها، ولا يفطرون بتوقيت البلد التى يُحَلِّقُون عليها، ولا التى سافروا منها، ولا التى يتجهون إليها، بل عند رؤيتهم غروب الشمس بكامل قُرصِها، وفقا لآراء العلماء.
وبالنسبة لأجواء رمضان الموجودة على الأرض فإن شركات الطيران وخاصة العربية تحرص على إضافة تلك الأجواء على متن الطائرة فوق السحاب، سواء من خلال زينة رمضان والفوانيس، وكذلك من خلال الحلويات التي يتم تقديمها وكذلك الوجبات.
بداية بالنسبة للطيارين بيكون هناك اتفاق غير معلن بينهم بضرورة أن يكون الطيار أو مساعده غير صائم، وذلك للمحافظة على تركيزه أثناء الرحلة خاصة في الرحلات الطويلة، وحتى لا يتم تهديد سلامة الركاب، ويحدث في بعض الأحيان أن يكون قائد الطائرة ومساعده غير صائمين والعكس، وفقا لتصريحات بعض المضيفين بإحدى شركات الطيران العربية، كما أن ساعات عمل الطيار لا تتجاوز رحلة خلال اليوم وفقا لجدول تشغيل الشركة، ولكن الأمر بيختلف في الرحلات الداخلية نظرا لقصر مدة السفر.
أما فيما يخص المضيفات بالنسبة للصيام فيشير مضيف جوي أن الأمر يعود إلى مدى قدرة أي فرد من الطاقم على الصيام إلى جانب خدمة المسافرين دون تقصير حيث أن هناك عدة عوامل تحدد ذلك ولكن أكثرها تأثيرا زمن الرحلة، لافتا إلى أنه في حال قصر مدة الرحلة كالسفر إلى بيروت أو عمان أو رحلات داخلية، فالمضيف وفقا لجدول عمله يستطيع الصيام، أما في حالة زيادة زمن الرحلة كالسفر ناحية الغرب "نيويورك، تورنتو، هنا المضيفات بياخدوا الرخصة ويفطروا بعد الإقلاع لأن الصيام ممكن يوصل لحوالى ٢٢ ساعة.
أما عن أصعب الأوقات التي يقابها المضيف خلال الصيام، والتي يتعرض فيها لضغط شديد، وقت الإفطار لكثرة مطالب الركاب، واختلفت الآراء حول موعد الافطار على الطائرة، فالبعض يرى أن الإفطار يكون في حال غياب الشمس، فيما يرى بعض الطيارين الإفطار وفقا لتوقيت الدولة التي تمر بها الطائرة، حيث أشار مضيف أنه يتم الاعتماد في تحديد وقت الإفطار بشكل دائم من خلال رؤية الشمس، أو أبليكشن بيتم استخدامه لمعرفة وقت أذان المغرب فى النقطة التي تمر بها الطائرة، مشيرا إلى أنه يتم إبلاغ الركاب بوقت الإفطار في الإذاعة الداخلية للطائرة.
وأوضح مضيف طيران، أنه فيما يتعلق بتقديم الوجبات فذلك يتم وفقا لجدول الرحلة، لافتا أنه في حال وجود ركاب من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية، بيتم تحديد أماكن كل واحد منهم، حيث يتم إنزال وجبات للراكب الاجنبي، وعند موعد الإفطار يتم تقديم وجبة الإفطار للصائمين، بمنتهى الرضا والأمل، لأن الشركة ملتزمة بالجدول الأساسى لها.
ويسرد مضيف بعض الطرائف المضحكة التي تحدث خلال رحلات الطيران في رمضان فيقول: "أثناء إحدى الرحلات إلى جدة فى رمضان كان وقت الإقلاع نفس وقت أذان الفجر، الطاقم كان بيفكر يعمل إيه علشان الركاب يتسحروا لأن مستحيل نقدم لهم الوجبات أثناء الصعود للطائرة، قبل صعودهم وزعنا على كل كرسى علبة عصير وزجاجة مياه، وكنا بننبهم وهم داخلين الطيارة، وبعد الإقلاع وزعنا الوجبات"، أما عن المواقف السلبية الأكثر شيوعًا بين الركاب فيقول: "الطرائف المضحكة المحزنة، بتكون لما وقت الهبوط فى القاهرة هو نفس وقت المغرب، والركاب راجعين من الدول العربية بالذات عايزين يفطروا على الطيارة، كل راكب يبقى عاوز المضيف أو المضيفة واقف جنبه ومايراعيش إنه المفروض بيتعامل فى نفس الوقت مع حوالى ٢٠٠ أو ٣٠٠ صايم، وغالبا ميكونش الطاقم كسر صيامه اصلا، وتلاقي ركاب تردد: "فطرونا يا كفرة، حرام عليكم".