رمضان شكل تاني.. حكايات من داخل ورش زينة الخيامية في الحسين | فيديو وصور
بعدما تنتهي من عبور بوابة المتولي في منطقة تحت الربع المواجهة لشارع المعز لدين الله الفاطمي بمنطقة الحسين، وتحديدا تحت السقف الذي يسمى منذ مئات السنين باسم "شارع الخيامية"، تجد عم مجدي مهران الخمسيني يجلس أمام ماكينة الخياطة، تتراص حوله الخيام التي انتهى من تفصيلها، المفارش المخصصة لتزيين المنزل في شهر رمضان، وكافة صنوف الزينة التي تدخل تحت اسم "الخيامية"، تلك المهنة التي امتهنها عم مجدي منذ أن كان في السابعة من عمره وفي كل عام يستقبل العم مجدي الشهر الفضيل على طريقته الخاصة.
زينة الخيامية وخيام السحور
الزينة الملونة تلك التي تجمع العديد من الألوان والطابع الفريد الذي يميز شهر رمضان المبارك عن بقية شهور العام، وما نطلق عليها نحن زينة الخيامية ونحرص على الذهاب إلى منطقة تحت الربع أو باب الخلق أو أي مكان يبيع تلك الزينة لتكون أول ما يستقبل شهر رمضان في منازلنا، هذه الزينة وتلك الخيام التي يهوى البعض شرائها وتناول وجبات الإفطار أو السحور بها، لتغيير "المود" العام لأجواء الإفطار والسحور، يعكف عم مجدي على صناعتها في ورشة أبناء سعودي أحد أقدم صانعي الخيام في مصر.
"أنا دخلت المهنة دي من وأنا عندي 7 سنين، ابتديت مراحل التعليم فهمتها واستوعبتها رغم صعوبتها على كثير من الناس لكن حبيتها لما عرفت إنها مذكورة في القرآن لما ربنا سبحانه وتعالى قال حور مقصورات في الخيام، حسيت بقيمتها وإنها مش زي أي مهنة"، يتحدث عم مجدي عن بدايته مع مهنة الخيامية أو صناعة الخيام والزينة "الخيامية" بينما يندمج في قص الأقمشة وتفصيلها لصناعة "شباك الخيمة"، "في رمضان الشغل بيزيد فيه ناس مش بس بتطلب مفارش وزينة الخيامية لا كمان بيشتروا خيام ينصبوها في البيت ويفطروا أو يتسحروا فيها ويعملوا اجواء مختلفة".
بداية من شهر شعبان من كل عام وفي هذا المكان الذي يحمل سنوات ربما تتجاوز المائة وعشرين عاما، يستعد عم مجدي رفقة أصحاب الورشة، علما بأنه أكثرهم خبرة وأقدمهم في المهنة منذ أن كان الآباء يعملون بها، لاستقبال الشهر الكريم، :"شغل رمضان مناسب للطابع الرمضاني زي البلم الترك أو الخيمة وبها طابع رمضاني من الداخل أو الخيمة القشرة وبها الطابع من الخارج، في رمضان فيه ناس بتاخد الخيم تعملها رحلة في الفيلا أو المكان اللي هو فيه فيغير الشكل العام في البيت"، إلى جانب ذلك يهتم المصريون بشراء المفارش وأفرع الزينة والخيام ذات الأحجام المختلفة، تلك التي يحب البعض اقتناءها ووضعها في الفيلا أو المنزل وتناول الإفطار أو السحور بها، فتشعر الأسرة بأجواء التخييم وكأنهم يتناولون الإفطار أو السحور في "خيمة رمضان".
يؤكد عم مجدي أنه في كل عام يتم إدخال بعد التحديثات على الخامات التي يتم صناعة زينة رمضان بها،:" عندنا الجديد زي الساتانات دي جميلة في رمضان وعليها طلب زائد المفارش اللي بنحاول نطور فيها كل سنة". الخيام أيضا تختلف وتتعد أحجامها بحلول شهر رمضان: "الوقت اللي احنا فيه ده أحدث كنا نشتغل في قلع 40 سم وبقى 50 و90 و60 وبيكون على الإيد وكل ما التطور يدخل عليه الانتاج اللي بيطلع أكتر من اللي كان زمان، وفي رمضان بيكون الطلب الأكتر على الخيام الكبيرة اللي بتوضع في الساحات الفاضية أو الفيلل".
ويقارن عم مجدي الذي قضى كل حياته في هذه المهنة حتى وصفها بأنها "روحه"، بين أسعار الخيام الرمضانية ذات الطابع الخاص بها، وفقا لوصفه، في الماضي واليوم،:"كنا زمان ممكن الخيمة متتكلفش أكتر من 100 أو 120 جنيه، لكن دلوقتي فيه خامات بتبدأ من 600 و800 جنيه وفيه خيمة ممكن توصل لحوالي 3000 جنيه، التطوير دخل على الماكينات كان زمان الشغل يدوي بكمية قليلة لكن الآن العكس".