ثورة لفك شفرات الأمراض.. نشر أول خريطة كاملة للجينوم البشري
نشر علماء أولَ خريطة كاملة للجينوم البشري مكملة جوانب منقوصة في جهود سابقة، في حين تقدم أملًا جديدًا في مجال البحث عن دلائل بخصوص الطفرات والتحورات المسببة للأمراض والتنوع الجيني بين 7.9 مليار إنسان يسكنون العالم.
كان باحثون كشفوا النقاب عام 2003 عما وُصف آنذاك بأنه التسلسل الكامل لخريطة الجينوم البشري، لكن لم تُفك شفرات نحو ثمانية في المئة منها بالكامل، ويرجع ذلك أساسًا إلى أنها تتكوَّن من أجزاء شديدة التكرار من الحمض النووي يصعب ربطها بالباقي.
وحلت مجموعة علماء ذلك في بحث نشرته دورية ساينس العلمية، وأُعلن عن البحث بشكل أولي العام الماضي قبل العملية الرسمية لمراجعة النظراء.
وقال إريك جرين، مدير المعهد الوطني لأبحاث الجينوم البشري، التابع للمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة في بيان: "إيجاد تسلسل كامل للجينوم البشري يمثل حقًّا إنجازًا علميًّا مذهلًا؛ إذ يوفر أول نظرة شاملة لمخطط الحمض النووي الخاص بنا".
وأضاف: "هذه المعلومات الجوهرية ستعزِّز الجهود العديدة المبذولة لفهم جميع الفروق الوظيفية الدقيقة للجينوم البشري والتي بدورها ستمكِّن من الدراسات الجينية للأمراض البشرية".
وكان الدكتور الطيب عباس، مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، شارك في الفعالية التي نظمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ضمن فعاليات إكسبو دبي تحت عنوان "الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين".
وحضر الفعالية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الإماراتي والرئيس الأعلى لهيئة الإمارات للأمراض الجينية، والسير دكتور مجدي يعقوب طبيب القلب المصري المعروف، وعدد كبير من أبرز العلماء والمتخصصين من مصر ودولة الإمارات العربية.
وأوضح الدكتور الطيب عباس ان المشروع يستهدف دراسة جينوم قدماء المصريين مما يتيح توافر المعلومات الوراثية التي ترجع لآلاف السنين والتي بدورها سوف تخدم علم الوراثة البشرية في مصر.
جينوم قدماء المصريين
وشارك في مشروع الدراسة عدد من الجهات العلمية والتنفيذية في مصر، متمثلةً في وزارات كل من السياحة والآثار والدفاع والصحة والسكان والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتعليم العالي، وكذلك عدد من الجامعات والمراكز البحثية ومؤسسات المجتمع المدني المصري.
دراسة عينات الشعب المصري
وأكد الدكتور الطيب عباس أنه خلال أعمال تنفيذ المشروع سيتم دراسة 100000 عينة ممثلة للشعب المصري مما يتيح المعلومات اللازمة التي يمكن من خلالها تحديد أهم الأمراض الوراثية وكذلك الأمراض الأكثر شيوعًا وانتشارًا عند المصريين ودراستها بشكل أكثر دقة وتخصصا.
مشيرًا إلى أنه من الناحية الطبية يساهم المشروع في توفر معلومات كافية ودقيقة عن كافة الأمراض الجينية لدى المصريين مما بدوره سوف يساعد في عمل علاجات فردية لكل حالة جينية على حدة والتي من الممكن أن يتم علاجها بطريقة مختلفة من حالة لأخرى نظرًا لاختلاف جيناتهم الوراثية، كما يساهم المشروع في تشخيص الأمراض بشكل أكثر دقة وكذلك التنبؤ بها مبكرا.
وأشار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش الإماراتي والرئيس الأعلى لهيئة الإمارات للأمراض الجينية، أن المشروع المصري الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي في مارس 2021 يعتبر خطوة هامة في مجال البحث العلمي من أجل اكتشاف الجينات الوراثية لدى الإنسان المصري.
وشدد دكتور مجدي يعقوب على أهمية المشروع وما يمثله من طفرة في دراسة الجينات الوراثية للمصريين وخاصة تلك الجينات المسببة لأمراض القلب.
كما حصر الفعالية كل من الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية السابق، والدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي، واللواء طبيب خالد عامر مدير مركز البحوث الطبية والطب التجديدي بوزارة الدفاع، وكوكبة من العلماء والمتخصصين المصريين والإماراتيين.