ناشيونال إنترست: غزو أوكرانيا غير ميزان القوى في أوروبا إلى الأبد
اعتبرت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية، أن الغزو الروسي لأوكرانيا ”أحدث تحولًا أبديًا في ميزان القوى بأوروبا“، وأن هذا الميزان سيكون في صالح دول القارة وليس روسيا.
ولفتت المجلة في تقرير نشرته أمس الأربعاء، إلى أن إيجاد صيغة سلام في أوكرانيا سيكون صعبا للغاية، ما يعني أن عملية التفاوض ستطول وستظل الحرب متوقفة نسبيا.
ورأت ”ناشيونال إنترست“ أنه من المحتمل أن تعتبر واشنطن ذلك على أنه سيناريو مقبول، على أمل أن يؤدي ذلك إلى إضعاف كل من الدولة الروسية وسلطة الرئيس فلاديمير بوتين.
وقالت المجلة: ”بينما تمزقت أوكرانيا، تسبب الغزو الروسي في إحداث تحول في ميزان القوة من شأنه أن ينتج فوائد استراتيجية ليس فقط لأوروبا ولكن للأمن العالمي.. وقد أيقظت حماقة روسيا في أوكرانيا حلفاء أمريكا الأوروبيين، إذ بدأ كثير منها في عملية تحديث جيوشها حتى تتمكن من الدفاع بشكل أفضل ضد أي عدوان روسي باستثناء هجوم نووي.. ويمكن للأوروبيين تحقيق ذلك، إذ إن الجيش الروسي أظهر في أوكرانيا أنه ليس ذلك الغول الذي كان يخشاه الغرب.“
وفي مقارنة بين الطرفين، أوضحت ”ناشيونال إنترست“، أن إجمالي الناتج المحلي لحلف ”الناتو“ (الأوروبيين) يبلغ حوالي 20.4 تريليون دولار، أي ما يعادل تقريبًا مثيله في الولايات المتحدة، فيما يبلغ ناتج روسيا 1.5 تريليون دولار فقط.
وأشارت إلى أن عدد السكان في روسيا يبلغ نحو 146 مليون نسمة مقارنة مع حوالي 600 مليون في الدول الأوروبية، مضيفة أنه يجب أن تكون بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب 26 من الحلفاء الأوروبيين الآخرين، قادرة على مواجهة أي محاولة روسية متهورة لغزو إحدى دول ”الناتو“.
ووفقا للمجلة، يمتلك أعضاء الاتحاد الأوروبي وحدهم قوة عسكرية تبلغ حوالي 1.26 مليون جندي مقارنة بنحو 900 ألف جندي روسي في الخدمة الفعلية قبل غزو أوكرانيا.
ورأت أنه يجب أن تكون الأولوية القصوى للسياسة الخارجية للولايات المتحدة هي العمل على خطة طويلة لتحويل الجزء الأكبر من مسؤولية قيادة الدفاع الأوروبية إلى الحلفاء، ما يعني تقليص البصمة العسكرية الأمريكية في أوروبا تدريجيًا.
واعتبرت المجلة أن ذلك التعديل الاستراتيجي للموارد العسكرية سيتيح للولايات المتحدة إعادة نشر قواتها لمواجهة التحديات العالمية الأخرى.
وقالت: ”على مدى السنوات الخمس والسبعين الماضية كانت سياسة الأمن القومي للولايات المتحدة ملتصقة بالمبدأ القائل بأن الولايات المتحدة يجب أن تمارس القيادة العسكرية العالمية لحماية الديمقراطية“.
وتابعت: ”بينما تنظر أوروبا في بدائل لبناء قوة قتالية أكثر فاعلية، يجب على الدبلوماسيين الأمريكيين والبنتاغون قبول حتميتها التاريخية.. وسواء كان ذلك في إطار الناتو أو إلى جانب بدائل أخرى، مثل قوة الدفاع الأوروبية، يجب أن يكون الهدف هو دعم الحلفاء الأوروبيين في إيجاد الصيغة الصحيحة لأمنهم.. كما يجب أن تكون النتيجة الاستراتيجية للغزو الروسي أن تتخلى الديمقراطيات الأوروبية عن هيكل الحرب الباردة الذي عفا عليه الزمن، والذي تمحور لفترة طويلة جدًا على درع أمريكي ممتد للغاية“.