وداعا الشاعر السوداني أبو العباس.. حكاية 70 عامًا من الإبداع الفني
غيب الموت خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس 31 مارس الشاعر السوداني الكبير أبو العباس الشهير بـ"السر قدور" عن عمر يناهز الـ 88 عامًا..
السر قدور
وحرص على نعى السير قدور عدد كبير من أبرز الأسماء الأدبية والسياسية والفنية بمصر ومختلف الدول العربية.. وخلال السطور التالية نستعرض مسيرة مُبدع من طراز خاص يحمل اسم “السر قدور”:
السر قدور هو شاعر غنائي متعدد المواهب.. وممثل مسرحي وكاتب صحفي من موليد 1934 بالسودان.. صاحب إسهامات بارزة في شتي فنون الدراما السودانية خاصةً مع بداية ظهور التلفزيون في مطلع ستينات القرن الماضي.
ولد قدور بقرية الجباراب الواقعة بمنطقة أمبوري جنوب مدينة الدامر حاضرة ولاية نهر النيل في شمال السودان.. ثم انتقل مع عائلته من الجباراب إلى الشعديناب بمدينة الدامر شمال السودان بعد فيضان عام 1946 وانتقل مرة أخرى إلى مدينة أم درمان حيث استقرت أسرته.
عقب ذلك غادر قدور السودان في سبعينيات القرن الماضي إلى مصر مع زوجته المصرية الأصل وبناته ثريا وزينب ونبيلة وأمل… وفي مصر أقام مدة 26 عامًا متواصلة بحي الزمالك بالقاهرة، وعاد في عام 2000 إلى السودان من جديد، وانشغل خلال السنوات الأخيرة قبل رحيله على تسجيل برنامجه ” أغاني وأغاني“ الشهير الذي تبثه قناة النيل الأزرق في شهر رمضان من كل عام.
أبرز الأعمال
بدأ الراحل مسيرته في الإذاعة السودانية في وقت مبكر من حياته وعمل مع مجموعة من الممثلين المسرحيين في إعداد وتقديم التمثيليات الإذاعية القصيرة التي تبث ضمن برامج إذاعية مثل برامج الأسرة والمرأة والطفل والتعاون والإرشاد الزراعي والصحي..كما كتب السر قدور عددا من النصوص المسرحية من بينها مسرحيات” المسمار“ و“الرجل الذي ضحك أخيرا“ و“شهر العسل الرابع“ و“يحلها الشربكها“.
ذلك وشارك قدور في تقديم تمثيليات قصيرة على الهواء يتم تقديم معظمها ارتجالا وبتلقائية مع بداية ظهور التلفزيون في السودان في سبعينيات القرن الماضي. كما عمل الراحل بإذاعة ”ركن السودان“، وإذاعة ”وادي النيل“ وفضائية ”النيل الأزرق“.
وقد السر قدور العديد والعديد من القصائد الغنائية ومن بينها قصائد ”ست البنات“ و“أرض الخير“ و“حنيني إليك“، و“أنا بهواك“، و“إتلاقينا مرة“.. وتغنت وردة الجزائرية بقصيدة السر قدور المعنونه بـ ”اسألوا الورد“.
كما صدرت لـ “السر قدور” 4 مجلدات في توثيق فن الغناء السوداني والمغنين السودانيين، منها:” الفن السوداني في 50 عاما (1908-1958)- و“الحقيبة شعراء وفنانون“- وكتاب” أحمد المصطفى فنان العصر“- وأخيرا” الكاشف أبو الفن“.