أشعة فوق بنفسجية تقتل الفيروسات المنتقلة بالهواء في الأماكن المغلقة
توصلت دراسة جديدة منشورة في مجلة ”ساينتفيك ريبورتس“ الأمريكية إلى أن نوعًا من الضوء فوق البنفسجي يُدعى ”يو في سي فار“ قد يغير بشكل جذري طريقة مكافحة الفيروسات التي تنتقل بالهواء في الأماكن المغلقة.
وأشار الباحثون، في دراستهم، إلى فاعلية التقنية الجديدة، مقارنة بالحلول الحالية المنطوية على تغييرات كبيرة وغير مستساغة في سلوك الأشخاص، مثل: عمليات الإغلاق، والتباعد الجسدي.
وقال ديفيد برينر، عالم الفيزياء الحيوية في المركز الطبي في جامعة كولومبيا الأمريكية، إن ”الأشعة فوق البنفسجية بعيدة المدى تقتل الميكروبات النشطة في الهواء بسرعة كبيرة وبفاعلية تصل إلى 100%؛ ما يجعل الهواء في الأماكن المغلقة آمنًا بقدر الهواء في الأماكن المفتوحة“؛ وفقا لموقع ساينس أليرت.
ورغم معرفة العلماء منذ عقود بخصائص الأشعة فوق البنفسجية ذات الموجة القصيرة في إبادة الجراثيم، فرضت آثارها الجانبية الخطيرة، مثل: الحروق الشمسية، وسرطان الجلد، والأضرار المتعلقة بالعين، ضوابط صارمة على استخدامها الذي اقتصر تقريبا على تعقيم المعدات الطبية.
لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن هناك نوعًا من الأشعة فوق البنفسجية ذات الطول الموجي الأقصر والمعروفة باسم مصابيح ”كريبتون كلوريد“ آمنة على البشر والفئران مع الاحتفاظ بفاعليتها ضد مسببات الأمراض بشتى أنواعها.
واختبر الباحثون فاعلية تقنيتهم بتركيب 5 مصابيح في غرفة هباء حيوي مضبوطة بمساحة 3*4 أمتار، وضخوا فيها رذاذا يحتوي مكورات عنقودية ذهبية.
كما أكد الباحثون في هذه الدراسة أن الأشعة فوق البنفسجية نجحت في القضاء على 98.4% من الحمل الفيروسي في غضون دقائق، وحافظت على مستوى إشعاع آمن؛ وفقا لمعايير اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع غير المؤين.
ورأى الباحثون،أيضا، أن النتائج فاقت التوقعات، وأن التقنية واعدة جدّا، ولكنهم أقروا بوجود صعوبات للتغلب على الاستخدام المحتمل لها في العالم الحقيقي، وبشكل خاص في ضمان المستوى الآمن من الإشعاع عند تركيب المصابيح.
وحين ينجح الباحثون في تحقيق المستوى الآمن من الإشعاع، فإن تطبيق التقنية الجديدة قد يقلب الموازين، في ظل انخفاض تكلفتها وسهولة تطبيقها وفاعليتها الكبيرة ضد فيروس كورونا المستجد ومتحوراته، وقد تمنع انتشار الوباء مستقبلا.