الصحف الأجنبية.. مصر ضحية "مرسي".. اعتصام "رابعة" ملاذ آمن للمجرمين.. الإخوان يوافقون على انتخابات مبكرة بعد عودة "المعزول".. "نكسة" الجماعة تشبه نكسة 11 سبتمبر.. الأسد هو الفائز من القتال السورى
اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم السبت بالأوضاع في المنطقة العربية، وتحديدا الشأن المصري والسوري، باعتبارهما بؤرة الأحداث في الشرق الأوسط في الفترة الحالية..
وأعدت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقًا حول مدينة الفيوم والاشتباكات التي دارت بها بعد الإطاحة بالمعزول محمد مرسي، وألقت الضوء على نقص الخدمات بالفيوم وصورت مدى احتياج المدينة للمساعدات، والحكومة التي ينتظرها أهل هذه المدينة التي تعاني من حالة اختناق مثل باقي محافظات مصر وخروج مسيرات تطالب بالتغيير، ووقوع اشتباكات إثر سقوط مرسي من الحكم، بين معارضيه ومؤيديه وأسفر عنها قتل اثنين من بينهما طفل عمره 16 عامًا.
وأوضحت الصحيفة أن مدينة الفيوم تعاني من حالة نقص المياه والبطالة، في حين وعد جماعة الإخوان بتغيير أفضل عند توليهم الحكم، وكانت الفيوم معقلا للإسلاميين وحصل الإخوان على أعلى نسبة من التصويت من الفيوم لكنهم لم يحققوا شيئا للمدينة التي كانت معقلا للتصويت لهم.
وأشارت الصحيفة إلى اتهام الإخوان بأن الإطاحة بمرسي متفق عليه من الفلول الذين يرغبون للعودة مثلما كانوا في عهد مبارك، واتهموا الشرطة بأنها متحالفة مع البلطجية لمداهمة مكاتب الإخوان ومكاتب حزب الحرية والعدالة.
والتقت الصحيفة حمدي طه، عضو بجماعة الإخوان، وكان عضوا في البرلمان في مكتبه حيث قال: "لقد هاجمت البلطجية مكاتبنا، وهى مدعومة من الشرطة"، ورفض الانتقادات لجماعة الإخوان وقال: إن الإخوان عملوا ليلًا ونهارا لكي يحموا الشعب وعندما سألت عن إنجازات الإخوان كان يتجنب الرد وعندما ألح في السؤال، قال: "هذا ليس الوقت المناسب للتقييم"، وأجاب أن أسعار الوقود انخفضت والخبز تحسن.
وأشارت الصحيفة إلى معاناة المزارعين في الفيوم ونقص القمح وارتفاع أسعاره منذ العام الماضي وغلاء الأسمدة على المزارعين.
وترى الصحيفة، أنه على الرغم من رحيل مرسي إلا أنه تسبب في تأثير جوهري في مصر، ولن يقتصر على رحيله بل سيؤثر على مصر على مدى الأعوام القادمة.
وفي تقرير آخر للصحيفة قالت إن اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في بمدينة نصر أصبح ملاذا آمنا للمطلوبين أمنيا من قادة هذه الجماعة.
وأوضحت أنه مع دخول شهر رمضان بدأ أنصار مرسي في الاحتشاد بشكل كبير في رابعة العدوية حيث تضخم هذا الاعتصام خلال الفترة الأخيرة، فنجد تزايد مكبرات الصوت التي تعلق على أعمدة الإنارة ومئات الخيام التي أثرت حتى على حركة المرور في الشوارع الجانبية، حيث ينام المتظاهرون الصائمون على البطانيات وأجزاء من الورق المقوى في هذا الجو الحار.
وأضافت الاعتصام يعتبر أيضا منطقة آمنة لقادة الإخوان المسلمين وآخرين من بين المئات الذين تم وضعهم على قوائم المطلوبين من قبل السلطات منذ الإطاحة بمرسي.
وأشارت إلى أنه على سبيل المثال نجد من ضمن هؤلاء المطلوبين محمد البلتاجي، القائد بالجماعة الذي تتهمه السلطات، ومعه قادة آخرون من الإخوان بالتحريض على العنف ضد الجيش.
وتحدث البلتاجي للمعتصمين وأكد أنه لن يغادر الاعتصام قائلا: "أنا لست خائفا، ولكن أود البقاء هنا من أجل الثورة.
كما رفض البلتاجى تصريحات رئيس الوزراء المؤقت الجديد الذي أعلن إمكانية مشاركة جماعة الإخوان في الحكومة المقبلة، وقال: "إنهم يطلقون النار علينا ويسمونا إرهابيين فكيف يمكن أن نتولى حقائب وزارية؟".
ونفى وجود أي مفاوضات بين قادة الإخوان والحكومة المؤقتة التي يقودها الجيش لإنهاء الأزمة، وأوضح أن الإخوان تقبل بانتخابات رئاسية مبكرة، ولكن فقط إذا تمت عودة مرسي إلى السلطة.
فى حين رأت صحيفة جارديان البريطانية: أن الإطاحة بالرئيس محمد مرسي لحظة مهمة في تاريخ الثورة المصرية التي لم تكتمل، ما يثير عدة تساؤلات حول قدرة الإسلاميين على الاحتفاظ بالسلطة وعن مصيرهم، وقدرتهم على تولى مقاليد الحكم في دول أخرى.
وقالت الصحيفة: إن دول الخليج منحت مصر هدايا رمضان العديد من المليارات، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت، كمكافأة للإطاحة بمرسي وتوجيه صفعة قوية لجماعة الإخوان المسلمين.
وتساءلت الصحيفة حول قدرة الإسلاميين على الاحتفاظ بالسلطة إذا وصلوا إليها، وهل يمكن الإطاحة برئيس لعدم تمتعه بشعبية أو كفاءة في أكبر بلد عربي مثل مصر، وهو أول رئيس منتخب ديمقراطيًا، ما يعني أن دول أخرى يمكن أن تتجاهل صناديق الاقتراع الانتخابية وتلجأ إلى العنف وتطيح برؤسائهم المنتخبين ديمقراطيًا.
ونقلت الصحيفة عن المؤرخة السعودية مضاوي الرشيد، أن ما حدث لجماعة الإخوان المسلمين نكسة وتشبه عواقبها هجمات 11 سبتمبر.
وقالت الرشيد: "إن جماعة الإخوان المسلمين استطاعت أن تضع نفسها في قالب تيار إسلامي معتدل، وازدادت الآمال بعد اندلاع الثورات العربية في عام 2011 ولكنها الآن عادت إلى المربع الأول".
وأشارت الصحيفة إلى الاتفاق النادر بين السعودية وسوريا، وهو ترحيب كل من السعودية والرئيس بشار الأسد بالإطاحة بمرسي، في حين أن السعودية تؤيد وتمول معارضي الأسد، ودائما ما نجد الأسد يظهر معارضيه على إنهم جهاديون إرهابيون.
ورأت الصحيفة أن الموقف السعودي تجاه الإطاحة بمرسي يرجع لأمرين الأول، رغبتها في وقف النفوذ الإيراني في المنطقة وأن يستمر تصدي مصر لإيران وتظل مصر بجوار الولايات المتحدة، والدافع الآخر انزعاجها من دولة قطر التي دعمت مرسي والإخوان بالأموال والإعلام من خلال قناة الجزيرة.
وأوضحت الصحيفة أن كلا من إيران وتونس وتركيا رفضت الإطاحة بمرسي واعتبرته انقلابًا وهى دول يتولى مقاليد الحكم بها الجماعات الإسلامية.
ونقلت الصحيفة عن محللين سياسيين " إن هزيمة الإخوان المسلمين تثير المخاوف من صعود الإسلاميين المتشددين الذين لا يؤمنون بالديمقراطية أو فكرة صناديق الانتخابات".
قالت صحيفة التايمز البريطانية: إن أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، يشعرون بغضب شديد ويشنون هجمات انتقامية ضد المدنيين وقوات الأمن ولقد عثر على مسيحي مقطوع الرأس في مدينة الشيخ زويد بمحافظة سيناء.
وأشارت إلى حادث قتل المواطن المصري القبطي، مجدي يعقوب، الذي عثر عليه مقطوع الرأس، يأتي الحادث ضمن سلسلة العنفالتي تشهدها سيناء منذ الإطاحة مرسي.
وأوضحت الصحيفة أن أنصار مرسي يعتبرون عزله أنقلابًان وشنت الجماعات الجهادية هجمات ضد المدنيين وقوات الأمن وأطلقوا صواريخ على إسرائيل وهددوا السفن العابرة في قناة السويس.
ونقلت الصحيفة عن بعض مسئولين مصريين اعتقادهم بأن قتل القبطي مجدي يحمل بصمات جماعة جبهة النصرة السورية التي ترتبط بتنظيم القاعدة.
ورأت الصحيفة أن المسيحيين في مصر وخصوصا سيناء أصبحوا عرضه للخطر لدعوتهم للإطاحة بمرسي، ومسيحيو سيناء لا يتمتعون بحماية القبائل ومستضعفين للغاية ما يجعلهم مهددين طوال الوقت.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الوضع في سيناء أصبح خطيرا للغاية مما جعل الجيش المصري يتفق مع إسرائيل لإرسال آلاف الجنود المدعومين بالمروحيات ومقاتلات "اف 16 " لمواجهة المسلحين هناك.
قال الكاتب البريطاني "روبرت فيسك": إن مقتل كمال حمامي، القيادي في الجيش السوري الحر، بأيدي مسلحين من الجماعات الجهادية التي تقاتل ضمن صفوف المعارضة، نقطة تحول وسيكون الرابح الوحيد الرئيس السوري بشار الأسد، وهو بالطبع سعيد الآن.
وأشار "فيسك" في صحيفة إندبندنت البريطانية إلى أن قتل حمامي يثير العديد من التساؤلات حول اتجاه الصراع في سوريا وسيكون لصالح لمن هذا الصراع.
وقال "فيسك": إن الدور جاء على الأسد ليشمت في صفوف المعارضة وسيتكرر المشهد بعد رؤية الأسد الابتسامة في وجه أوربا والولايات المتحدة التي ابتهجت لحدوث انشقاقات في نظام الأسد، ولكن الآن كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يحبسان أنفاسهما، بعد ما بدت المعارضة منقسمة وتقاتل بعضها البعض، وقد أعلنا من قبل عن رغبتهما بتسليح المعارضة السورية التي تحارب من أجل تحقيق الديمقراطية ضد النظام الفاشي للأسد، ولكن بدت المعارضة تسير باتجاه الصراع الداخلي فميا بينهم وتبدو أنها منقسمة، تقاتل بعضها البعض.
وأضاف: إن ما يحدث بين المعارضة السورية يؤكد قول الأسد حول أن أعداءه منقسمون، وأصبح الآن الجيش السوري الحر الذي يضم جماعة الأخيار يواجه جماعة الأشرار التي تنتمي لتنظيم القاعدة وهي جماعة دولة العراق والشام الإسلامية المتشددة.
ولكن ماذا سيحدث إذا أرسلت القوى الأجنبية أسلحة للجيش الحر الذي يمثل الخير وهزم أمام الأشرار المنتمين لتنظيم القاعدة، بالطبع الإجابة ستقع الأسلحة في أيادي غير مقصودة، ولن يستطيع الجيش الحر محاربة الجماعات الجهادية ولن يجد معينا له في محاربته لهم، وسيرحب الأسد بمواجهة الاثنين ولكن من المحتمل أن يطلب الأسد انضمام الجيش الحر لمواجهة قوات الشر.
ويوضح فيسك أن وقوع الأسلحة في الأيدي غير المقصودة ليست الجماعات الجهادية بل في أيدي جماعة البعث السورية وهي الأسوأ من الجماعات الجهادية.
وأعرب "فيسك" عن تشاءمه تجاه تسليح الثوار لاحتمال سقوطها في الأيدي غير المقصودة وطالب من القادة الغربيين التمهل والتفكير قبل اتخاذ قرار إرسال الأسلحة للمعارضة السورية وعليها أن تستنتج الطرف الفائز الذي سيفوز بسقوط الأسلحة في قبضته.