جولة داخل أقدم محل بيع وصناعة الطرابيش في صعيد مصر | فيديو
أجرت “فيتو” بثًّا مباشرًا داخل أقدم محال صناعة وبيع الطرابيش بمحافظة قنا والذي أنشئ منذ عام ١٩٣٠ ميلادي.
ففي وسط زقاق ضيق بحارة صغيرة بمنطقة السوق الفوقاني، بمدينة قنا العتيقة، يوجد محل كبير بين جدرانه محفورة علامات التاريخ، وبداية مدخله أدوات نحاسية تحكي حقبة تاريخية تعود لعام 1930 تقريبًا، ورجل يقترب من نهاية الخمسينيات، يرتدي قميصًا وبنطلونًا ويقف على تلك الأدوات النحاسية، وبجواره راديو قديم يعمل على إذاعة أغاني السيدة أم كلثوم، وأعلى جدران المحل صور لأشخاص يرتدون طرابيش، للوهلة الأولى تشعر أن آلة الزمن عادت بك إلى أواخر الأربعينيات، وفجأة يخرج صوت يقول لك "نرجع بالزمن للوراء وتسمعوا التاريخ".
رحيل الزمن الجميل
قال أشرف حسني صبري الطرابيشي، صاحب أقدم محل لصناعة وبيع الطرابيش في صعيد مصر من أسوان حتى قنا، الذي أكد أنه توارث تلك المهنة عن آبائه وأجداده الذين توارثوا هذا المحل منذ عام 1930 تقريبًا، منوهًا بأنه لا يتذكر كثيرًا تاريخ جده ولم يعاصره، ولكنه كان يسمع أنه كان أقدم صانع طرابيش في صعيد مصر، وكان المحل يأتي إليه العديد من الأفندية والبهوات في هذا الوقت، وكان وقتها الطربوش بالنسبة للرجل قامة وهيبة لا مثيل لها.
أسعار بيع الطرابيش
وأكد أسعار الطرابيش اختلفت كثيرًا عن ذي قبل ففي عام ١٩٣٠ كانت تصل إلى ٥ إلى ٧ جنيهات ومنذ ٥ سنوات كانت ٥٠ جنيهًا فأكثر أم حاليًّا وصلت إلى ٤٥٠ جنيهًا بسبب ارتفاع أسعار الخامات.
لافتًا إلى أن الطربوش له مواصفات في الشراء من ناحية الخامات حتى لا يكون كغيره من الأنواع الرديئة التي لا تستمر طويلًا وتبهت اللون على رأس الشخص.
الحرير بالجرام والخوص باللفة
وأضاف أن من أكثر الصعوبات التي تواجه الصناعة ارتفاع أسعار المستلزمات فشراء الحرير كان باللفة وأصبح حاليًّا بالجرام، مشيرًا إلى أن سعر الخوص زاد بطريقة رهيبة أيضًا فبعد أن كانت لفة الخوص بــ50جنيهًا أصبحت بـ75 جنيهًا، ومن أهم مستلزمات الصناعة الجيدة هو أن يكون بهذا الشكل وبتلك المستلزمات ولا نستطيع الاستغناء عنها مهما كلفنا الأمر من رفع سعر.
لن نبيع أدواتنا
وأكد أشرف على أن «تلك الأدوات النحاسية لا يوجد لها مثيل في أي مكان مصر، فهذه الأدوات قديمة جدًا وتم توارثها منذ عشرات السنين، وأن هذه الأدوات تراث قديم لا يقدر بثمن ومهما كانت المبالغ المدفوعة لن توفي قيمة هذا التاريخ والتراث الذي يحكي حقبة زمنية من تاريخ بلادنا وصناعتنا، ولذا فأنا حريص على الاحتفاظ بها وعدم التفريط فيها، ورغم أني لم أعلم أحدًا من أولادي فهم جميعًا بنات إلا أني أحكي لهم دومًا عن قيمتها، وتركت كل شيء كما هو وحتى الخشب الموجود في هذا المكان كله تراث والأدوات وصور جدي ووالدي، واحتفظ بأسطوانات الغاز ووابور التشغيل والمخرطة والتضليعة التي يتم بها تطبيق وكي الطربوش بشكل مضلع كما هو واضح في شكل طربوش الشيخ».
أشهر زبائنه
وأكد «أشرف» أن من أشهر الذين كانوا يترددون عليهم الشيخ محمد سليمان الحلفاوي، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد وبعض رجال الدين المعروفين بالمحافظة، والصعيد أيضًا، والكثير كان يشتري كهدايا إلى أشخاص آخرين وهو ما جعل شهرتنا معروفة للكثير من الزبائن.