رئيس التحرير
عصام كامل

صحيفة فرنسية تتوقع دخول بيلاروسيا حرب أوكرانيا لإنقاذ اقتصادها

بوتين ورئيس بيلاروسيا
بوتين ورئيس بيلاروسيا

تواجه بيلاروسيا المتعبة اقتصاديا والمضطربة سياسيا ضغوطا متصاعدة من جانب روسيا لإرسال قواتها للقتال في أوكرانيا، فيما لا تزال البلاد مترددة للغاية بالنظر إلى التوازنات التي تفرضها طبيعة الصراع والعلاقة مع جيرانها.

مهمة وحيدة 

 

وقالت صحيفة ”لوفيجارو“ الفرنسية في تقرير يوم الأربعاء، إن ”الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أكد منذ ما قبل بدء الحرب أنه لن يرسل جنودا للقتال في أوكرانيا وأعلن أن المهمة الوحيدة للجيش هي الدفاع عن البلاد على أراضيها“.


وأضاف: ”لكن مع تصاعد الأزمة يبدو لوكاشينكو مترددا في هذا الالتزام المباشر الذي لا يراعي مصلحة بلاده إلا إذا كان بإمكانه ضمان مقابل مادي كبير من موسكو“.


وجدد الرئيس البيلاروسي التأكيد على موقفه بعد إطلاق ”العملية العسكرية الخاصة“ الروسية قائلا ”إن البيلاروسيين، على المستوى الجيني، لا يقبلون الحرب“.

وكرر يوم الجمعة الماضي، خطابه في هذا السياق مستخدما إحدى صيغه المؤكدة ودعا مواطنيه إلى الرد بهدوء على ”الدعاية الغربية“.

وأشار تقرير الصحيفة الفرنسية إلى أن ”لوكاشينكو، الذي ظل الرجل القوي لمينسك، بعد أن تغلب على مظاهرات حاشدة بمساعدة موسكو، يواجه ضغوطا من روسيا لجره إلى الصراع“.

وذكر مصدر من حلف شمال الأطلسي لـ ”سي أن أن“ الأسبوع الماضي، أن ”احتمال انضمام بيلاروسيا إلى الصراع آخذ في الازدياد“.

ونقلت ”لوفيجارو“، عن أرتيوم شريبمان، المحلل في مركز ”كارنيجي بموسكو“، قوله، في مذكرة نشرت في أوائل فبراير الماضي، أنه ”سيكون من الصعب على لوكاشينكو شرح المشاركة في الحرب خاصة مع أوكرانيا حتى لمؤيديه“.

وأضاف شريبمان أنه ”خلال سبعة وعشرين عاما في السلطة مثّل السلام والهدوء نجاحا رئيسيا له وهو النجاح الذي يبرر كل الصعوبات التي عانى منها السكان“ بحسب تعبيره.

وذكر أن ”الرئيس البيلاروسي البالغ من العمر 67 عاما الآن يعتبر في وضع هش للمخاطرة بما يبقى رصيده السياسي الرئيسي وهو ”راحة البال لجمهوره الانتخابي“.

وأوضح أنه ”لا تزال هناك فرضية واحدة صالحة ولم تكن الأكثر احتمالا وهي أن ألكسندر لوكاشينكو مجبر على التجنيد لأداء واجبه كأقرب حليف لروسيا، مع وضع معطى أساسي في الاعتبار وهو أن تكون موسكو أكثر سخاء قليلا عند التفاوض على قرض جديد لصالح بيلاروسيا“.

المعارضة البيلاروسية
 

وتحدثت سفيتلانا تيخانوفسكا، إحدى قادة المعارضة البيلاروسية في المنفى من جانبها، عن ”احتمال دخول القوات البيلاروسية إلى أوكرانيا“ وحثت جنود بلادها على عدم حمل السلاح.

وفي كييف قدر مسؤول أمني أوكراني كبير، فيكتور ياجون، مؤخرا أن ”بيلاروسيا يمكنها إرسال ما بين عشرة إلى خمسة عشر ألف جندي إلى أوكرانيا، أي وحدة كبيرة من قواتها العملياتية تقدر بخمسة وأربعين ألف رجل“.


وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية التي أنتجتها شركة ”ماكسار“ الأمريكية تراكم أسلحة هجومية على الحدود الأوكرانية البيلاروسية حول مدينة غوميل البيلاروسية، ومن هذه المنطقة فتح الجيش الروسي في 24  فبراير الماضي، إحدى جبهات هجومه بالآليات المدرعة والغارات المروحية، بحسب ”لوفيجارو“.

وتابعت الصحيفة أنه ”قبل ذلك بعدة أسابيع تم حشد حوالي 130 ألف جندي روسي، بصواريخ ودبابات وطائرات هليكوبتر، في بيلاروسيا رسميا من أجل ”التدريبات“.

وأشارت إلى أنه ”من جانب أوكرانيا لا تزال هناك خشية من أن يصبح هذا الجار أكثر من مجرد قاعدة خلفية لروسيا، من حيث الواقع التكتيكي أو الهجوم المعلوماتي حيث أبلغت المخابرات الأوكرانية مرارا وتكرارا عن استفزازات ضد بيلاروسيا التي يمكن أن يقوم بها عملاء روس من أجل أن تكون ذرائع لدخول مينسك ميدان المعركة“.

الجريدة الرسمية