ما سر عدم منح عبد الناصر وسام الدولة لعبد الحليم حافظ.. وما دور أم كلثوم وصلاح نصر
في مجلة آخر ساعة عام 1985 كتب الصحفي وجدي قنديل مقالا كشف فيه حقيقة علاقة الرئيس جمال عبد الناصر والمطرب الراحل عبد الحليم حافظ قال فيه: حقيقة أحب الرئيس عبد الناصر المطرب عبد الحليم حافظ بل إنه شجعه وكان دافعا له وفى المقابل عرف عبد الحليم بحبه وولائه للثورة ولعبد الناصر، إلا أن على صبرى وصلاح نصر كانا يكرهان عبد الحليم ويترقبان له الهفوة والسقطة للوشاية عنه عند الرئيس عبد الناصر، مستغلين منافسته لأم كلثوم وعداء أم كلثوم له في البداية وهى التي كان يضايقها تشجيع الرئيس له وإشراكه بالغناء في حفلات أعياد الثورة.
وكان عبد الحليم حافظ يشعر بالمكائد التي تدبر للنيل من مكانته لدى الرئيس ودفعه طموحه وعناده ليضاعف جهده رغم معاناته وظروفه الصحية لإرضاء الزعيم بالرغم من أن مكانته لديه لم تصل إلى مكانة أم كلثوم أو عبد الوهاب أو فريد الأطرش، والدليل على ذلك أن عبد الناصر لم يصدر قرارا بعلاج عبد الحليم على نفقة الدولة ولم يكرمه بوسام الدولة مثلما فعل مع أم كلثوم وعبد الوهاب في عيد العلم عام 1965، ولا حتى قلادة النيل التي منحها لفريد الأطرش.
شعر عبد الحليم بحزن دفين بسبب تجاهل عبد الناصر له خاصة بعدما أعطى أذنه لوشاية عن صلة عبد الحليم بالأمراء السعوديين في فترة كانت هناك أزمة بين الزعيم وملك السعودية كان بطلاها على صبرى وصلاح نصر، حتى أن اتهم عبد الحليم بتجارة العملة وأثبت بعد ذلك تبديل العملة من أجل دفع مصاريف علاجه بالخارج.
تولى الإنفاق على علاج عبد الحليم حافظ بالخارج الملك الحسن ملك المغرب الذى نقله بطائرته الخاصة إلى باريس للعرض على البروفيسير سارازان أستاذ الكبد الفرنسي لإنقاذه من النزيف، كما تولى الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز نفقات علاج صديقه عبد الحليم حافظ في لندن أثناء علاجه عند الدكتور روجرز.
لم تتحمل الحكومة المصرية أي مصاريف علاج لعبد الحليم حافظ وهو مطرب الثورة، ورغم ذلك لم يشكو لأحد، أيضا اعتقد عبد الحليم أن سبب عدم رضاء الرئيس عنه هو علاقته وصداقته بالكاتب مصطفى أمين وموقفه الغامض بسبب القبض عليه بتهمة التخابر ومحاولته التدخل للإفراج عنه وتقدمه بطلب إلى مدير المخابرات صلاح نصر للإدلاء بشهادته في القضية، إلا أن صلاح نصر رفض وطلب منه الابتعاد عن ذلك الموضوع، وفوجئ بعدها عبد الحليم بالحد من إذاعة أغانيه في الإذاعة.
مكالمة الرئيس عبد الناصر
نصحه أصدقائه ومنهم عبد الوهاب بالاتصال بالرئيس وابلاغه بما يحدث وعلى الأقل أن يتصل بالمشير عامر إلا أنه لم يفعل حتى جاء يوم دق جرس التليفون في بيت عبد الحليم وكان المتحدث الرئيس عبد الناصر قائلا: ياعبد الحليم متاعبك في الإذاعة سوف تنتهى وانا سمعت انك تشكو ان أغانيك لم تذاع كثيرا وأنا أرفض ذلك لأنك ثروة قومية، بس لازم تحافظ على صحتك أنا رأيى انك تتجوز علشان حد يرعاك، صحيح الجواز ليس بالأمر لكن الاستقرار كويس.
شكر عبد الحليم الرئيس وقال له أوامرك ياريس وضحك الرئيس وانتهت المكالمة ن لكن وقعت أحداث النكسة وما تبعها من انتحار المشير عبد الحكيم عامر ودخول مصر حرب الاستنزاف وبعدها رحيل الرئيس.