الخطة "ب".. تفاصيل مخطط بوتين لضرب مناطق مدنية في أوكرانيا
قالت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية، اليوم الثلاثاء، نقلا عن مسئولين سابقين وخبراء: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر تطبيق الخطة البديلة ”ب“ التي تشمل حصار مدن وضرب مناطق مدنية، بسبب المقاومة الأوكرانية.
ونقلت المجلة عن هؤلاء قولهم ”إنه من غير المرجح أن يأمر بوتين قواته بدخول العاصمة كييف؛ لأنه يفتقر للموارد والقوات الكافية“.
تكتيكات جديدة
وقال جون هيربست، السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا، إنه ”منذ ما يقرب من خمسة أسابيع منذ الغزو يتحول بوتين الآن إلى تكتيكات جديدة، تشمل فرض الحصار والهجمات على المواقع المدنية وسط مقاومة أوكرانية شديدة وانخفاض الروح المعنوية لقواته“.
وأضاف: ”رأينا قصفًا مكثفًا لمواقع مدنية بشكل واضح، وهذا هو التكتيك الذي أصبح أكثر بروزًا مع تعثر القوات الروسية في جميع أنحاء البلاد“.
هل تخلى بوتين عن كييف؟
وبحسب المجلة، بعد وقت قصير من غزو أوكرانيا، أعرب مسؤولو المخابرات الأمريكية عن مخاوفهم من سقوط كييف في أيدي القوات الروسية في غضون أيام.
وقال ثلاثة مسؤولين إنهم يتوقعون سقوط المدينة في أيدي القوات الروسية القادمة في غضون 96 ساعة، وإن المقاومة الأوكرانية سيتم تحييدها بشكل فعال بعد ذلك بوقت قصير.
ومن جهته، أكد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، الأسبوع الماضي، أن روسيا ”لم تعد تحلم بالاستيلاء على كييف“ وسط مؤشرات على تباطؤ التقدم الروسي نحو العاصمة.
وأعرب جون هيربست، السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا، عن اعتقاده بأن بوتين لم يتخل بالضرورة عن الاستيلاء على العاصمة، لكنه يفتقر إلى الموارد اللازمة للقيام بذلك.
وقال: ”لن أقول إنه تخلى تمامًا عن الاستيلاء على كييف، لكن لا أعتقد أن لديه قوى كافية هناك لتحقيق ذلك على المدى القريب.. أعتقد أن الروس ليسوا في وضع يسمح لهم الآن بالاستيلاء على كييف“.
وفي اليوم السابع من الشهر الجاري، أعلن البنتاجون ”أنه مع استمرار القوات الأوكرانية في المقاومة يبدو أن موسكو تعاني من نقص في الموارد، والقادة يكافحون للحفاظ على قواتهم في القتال“.
وبدوره أعرب نيكولاي بيتروف، باحث أول في برنامج روسيا وأوراسيا في ”تشاتام هاوس“ البريطاني، عن الرأي نفسه، إذ قال: ”فشلت خطة بوتين الأولية إلى حد كبير بسبب المقاومة البطولية للأوكرانيين.. أعتقد أن الجيش الروسي غير قادر على السيطرة على كييف وعلى الأرجح لن يحاول القيام بذلك“.
إستراتيجية وحشية
واعتبر بتروف أن هناك تحولا إلى إستراتيجية عسكرية ”أكثر وحشية“، مع فرض الحصار كما حدث في مدينة ”ماريوبول“ التي تضررت بشدة، مشيرا إلى تصريحات للمدير السابق لوكالة المخابرات المركزية ديفيد بتريوس، الأحد الماضي، وقال فيها ”إن المدينة تبدو على وشك السقوط في أيدي القوات الروسية“.
ووفقا لهيربست، بدأت القوات الروسية في محاولة فرض حصار حول كييف أيضًا على الرغم من أن لديها عددًا أقل بكثير من القوات في المكان مقارنة بحجم المدينة وقوة الدفاع.
ومن جانبه، قال ماتيو بوليج، الباحث في برنامج روسيا وأوراسيا في ”تشاتام هاوس“، إنه يعتقد أن كييف ”لا تزال في الميزان“ مضيفا: ”لا أعتقد أن هناك في نهاية المطاف قرارا اتخذ للسيطرة على كييف أم لا؛ لأن الأمر سيستغرق شهورا من الحصار“.
وتابع: ”لا يوجد حصار في الوقت الحالي؛ لأن القوات الروسية لا تطوق المدينة بالكامل، ولا تسيطر على جميع الطرق حول كييف؛ لأن القوات الأوكرانية تناوشهم عليها بشدة“.
ماذا سيفعل بوتين؟
ورأى بوليج أن روسيا بحاجة الآن لحساب المكان الذي تريد أن تذهب إليه، ويحتاج بوتين إلى معرفة ما يريد أن يفعله بعد ذلك؛ لأن البلاد تفتقر إلى القوات والعتاد ”لتحقيق كل الأهداف العملياتية التكتيكية“.
وأشار أنه نظرًا لأن روسيا غير قادرة على السيطرة على العديد من المدن الأوكرانية، فإن ماريوبول هي ”هدف سهل“ بالنسبة لروسيا ”لإظهار النصر“.
وقال: ”إنها مدينة صغيرة.. لقد قُصفت بشكل عنيف خلال الأيام القليلة الماضية، وهذا هو المكان الذي يتركز فيه الكثير من القوات في أوكرانيا“.
وأضاف: ”أعتقد أن ما سنراه في الأسابيع 2-4 القادمة من الصراع، سيكون لدينا بالتزامن سقوط ماريوبول والمزيد من الدفع داخل الحدود الإدارية لدونباس، وبمجرد تحقيق ذلك، ربما يكون شكل من أشكال الجمود في القتال وتموضع القوات“.