أسباب السقوط
من أهم الأسباب التي أدت إلى فشل الدكتور مرسي في إدارة شئون البلاد خلال عام مجموعة من العوامل، أهمها:
١) فقدان الرؤية الإستراتيجية.
٢) انعدام الخبرة والتجربة.
٣) محاولة اعتماد الرجل على قدرات وكفاءات أفراد الجماعة في المجالات المختلفة، بالرغم من قلتها كما ومحدوديتها كيفًا.
٤) الفشل في الاستعانة بموظفي الدولة من غير الإخوان.
٥) عدم الاستجابة وتجاهل أي نصح أو نقد.
٦) عدم إدراك حقيقى للمشكلات والأزمات التي تمر بها البلاد، وكأنه يعيش في كوكب آخر.
٧) فقدان القدرة على التواصل مع الجماعة الوطنية.
٨) الوصول بالبلاد إلى حالة من الانقسام والتشرذم، والاحتراب الأهلي، والعنف المجتمعي، فضلا عن القتل والخطف وانتهاكات حقوق الإنسان، ويكفي أن يقال إن عدد القتلى في عهد الدكتور مرسي وصل إلى ١٥٤ قتيلا، أغلبهم من المعارضين.
٩) الفشل في اتخاذ أي خطوة نحو العدالة الاجتماعية.
١٠) غض الطرف تماما عن تطبيق العدالة الانتقالية، رغم تعهد الدكتور مرسي بالقصاص للشهداء.
١١) ازدياد حجم الأزمة الاقتصادية بشكل مخيف، ناهينا عن أزمة البنزين والسولار.
١٢) عدم اتخاذ أي خطوة نحو هيكلة وزارة الداخلية.
أضيف إلى ما سبق، حقيقة مهمة وهى أن الدكتور مرسي أسلم رئاسة مصر لقيادات نافذة في مكتب إرشاد الجماعة.. لم يكن الرجل هو الرئيس الفعلى.. كان هناك من يحكم من وراء ستار.. وقد نبهنا إلى ذلك مرارا وتكرارا، بل حذرنا منه ومن مغبته وآثاره وتداعياته، لكن كما يقولون: قد أسمعت إذ ناديت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي..
لقد كان الإعلان الدستورى الذي أصدره الدكتور مرسي في ٢١ نوفمبر ٢٠١٢، والذي تضمن قرارات ديكتاتورية بامتياز، هو كارثة الكوارث.. كانت هذه نقطة البداية، أو الصعود نحو الهاوية.. ومع ذلك كان من الممكن أن ينقذ الرجل نفسه والجماعة والوطن لو أنه استجاب لطلبات المعارضة.. كانت أمامه فرص كثيرة، لكنه للأسف، أهدرها.. وفى ٣٠ يوليو خرج عشرات الملايين من المصريين في مشهد مهيب ومذهل وغير مسبوق في تاريخ البشرية ليقولوا كلمتهم: "ارحل..ارحل"..حتى الفرصة الأخيرة التي لاحت له مساء الثلاثاء ٢ يوليو، فشل في استغلالها..وخرج خطابه مهلهلا، مشتتا، ومشحونا بالغضب والتوتر والانفعال ليعلن بوضوح نهايته..
نحن نذكر أسباب السقوط، لا للشماتة أو التشفى، لكن للتاريخ.. للدرس والعظة والاعتبار..لا نريد أن نقع في الشرك مرة أخرى، فيكفى ما فات.. فمصر تستحق ما هو أعظم وأروع..لا نريد أن نقوم بتمزيق الوطن بالوكالة عن الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني..
أرجو أن يتوقف الإخوان عن تظاهرات "الشرعية" التي سقطت، ربما من قبل أن يخرج عشرات الملايين في ٣٠ يوليو، وأن يبتعدوا عن التحريض على الفتنة والفرقة والقتل، وأن يراجعوا أخطاءهم ويعيدوا حساباتهم..لا نريد إقصاء لأحد، والباب مفتوح على مصراعيه للبدء من جديد.. لست مع البكاء والنواح والعويل، ومحاولة استعادة دور الضحية الذي لا يفيد.. لكننا نريد البناء على أسس نظيفة وسليمة، خالية من الجروح والتقيحات.. ولن يتم ذلك إلا من خلال عدالة انتقالية تكشف الحقيقة عن قتلة الشهداء أيام مبارك، والمجلس العسكري، ومحمد مرسي، والمستشار عدلى منصور.. ودون ذلك هو في الحقيقة قبض ريح.
