بعد حرمان الفتيات من التعليم والطائرات.. طالبان تطرد غير الملتحين من وظائفهم
لا تكاد تهدأ افغانستان حتى تشعلها حركة طالبان بقرار ولا أغرب؛ فلم تكتفي حركة طالبان المتشددة في التضييق على النساء في أفغانستان بفهم مغلوط للدين الإسلامي الحنيف الذي كرم المرأة بل تخطت إلى وقف الرجال غير الملتحين من الوظائف في حادثة ولا أغرب.
إدارة طالبان
وقررت سلطات حكومة طالبان في أفغانستان، وقف الموظفين الحكوميين غير الملتحين، عن العمل وسيرت ”وزارة الآداب العامة التابعة لإدارة طالبان،أمس الإثنين، دوريات في مداخل جميع المكاتب الحكومية للتأكد من إطلاق الموظفين لحاهم والتزامهم بالزي الرسمي“.
وأكدت الحركة في بيان أن ”ممثلين لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمروا جميع الموظفين الحكوميين بعدم حلاقة لحاهم وارتداء لباس محلي مكون من قميص طويل وفضفاض وسروال وعمامة“ في تصرف أشبه بفرض زي موحد على كافة رجال أفغانستان.
وتابعت أنه ”تم إبلاغ الموظفين بأنهم من الآن فصاعدا لن يتمكنوا من دخول المكاتب وسيتم فصلهم من وظائفهم في نهاية الأمر إذا لم يلتزموا بالزي الرسمي“.
ولم يمضى سوى بضع أشهر على سيطرة حركة طالبان على مفاصل الدولة الأفغانية عقب انسحاب القوات الامريكية من كابول وسقوط حكومة الرئيس أشرف غني إلا واتخذت الحركة مجموعة من الإجراءات المتشددة في منظومة تصاعدية بقرارات بالغة المغالاة في فهم الدين الاسلامي ما ينذر بكارثة حقيقية في كابول.
ففي تصرف متشدد وبأمر وزارة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تم تخصيص أيام منفصلة للنساء للتواجد في الأماكن العامة في العاصمة كابول.
وأوضحت الوزارة التي حلت محل وزارة شؤون النساء التابعة لحكومة الرئيس الافغاني السابق أشرف غني أنه بإمكان النساء الذهاب إلى الحدائق أيام الأحد والإثنين والثلاثاء، على أن يذهب الرجال في الأيام الأخرى.
وتوعدت الوزارة المستحدثة بأمر طالبان المخالفين بعقاب رادع؛ بينما قال المسؤول في الوزارة محمد يحيى عارف، لوكالة الأنباء الفرنسية: ”ليس أمرًا من الإمارة الإسلامية، ولكنه أمر من الله أن لا يلتقي رجال ونساء غرباء في المكان نفسه“.
ولم يكن منع النساء من التواجد في الأماكن العامة هو التصرف الأول لمحاصرة النساء في كابول على الرغم من كونه الأكثر قسوة بعد قرار منع الافغانيات من ركوب الطائرة بدون محرم.
حيث أصدرت حركة طالبان الخميس الماضي خلال اجتماع في مقر قيادة شرطة الحدود بمطار كابول الدولي تعليمات لجميع شركات الطيران العاملة في أفغانستان بحظر سفر النساء بدون محرم على رحلاتها.
وذكر مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته: "تقرر ألا يتم سفر أى امرأة على أى رحلة بدون محرم"؛ وأكد مسؤولان آخران لوكالة الأنباء الألمانية أنه تم منع عشرات من السيدات من الصعود لرحلات طيران الجمعة امتثالًا للقرار.
نظام جديد
واتت التصريحات متضاربة بعدما قال إمام الدين أحمد المتحدث باسم وزارة المواصلات والطيران المدني أنه سيستوضح بشأن النظام الجديد بينما اكد المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد قبل شهر خلال مؤتمر صحفي إن النساء لم يعد مسموحًا لهن بالسفر دون محرم.
وفي تصرف هو الأقسى من وجهة نظر المنظمات الحقوقية حول العالم وفي 23 مارس الماضي أمرت حركة طالبان الأفغانية،بإغلاق مدارس الفتيات الثانوية مجددا؛ وذلك بعد ساعات فقط من إعادة فتحها لأول مرة بعد أكثر من سبعة أشهر من استيلاء الحركة على السلطة وفرض قيود صارمة على حقوق المرأة في التعليم.
إغلاق مدارس البنات
ووفقا لوكالة "فرنس برس"، أكد مسؤول أن حركة طالبان أمرت بإغلاق مدارس البنات الثانوية في أفغانستان اليوم، الأربعاء، بعد ساعات فقط من إعادة فتحها، مما أثار ارتباكًا بشأن التراجع عن السياسة من قبل الجماعة المتشددة.
وردا على سؤال لتأكيد التقارير التي تفيد بأن الفتيات تلقيا أوامر بالعودة إلى منازلهم، قال المتحدث باسم طالبان، إنعام الله سمنجاني، لوكالة فرانس برس: "نعم، هذا صحيح".
بينما خرجت العشرات من المدرسات والطالبات وناشطات حقوق المرأة نظمن مسيرات في كابول في وقت سابق ضد حظر التحاق الفتيات بالمدارس بعد الصف السادس.
ونشرت وسائل إعلام محلية لقطات فيديو لبضع عشرات من النساء مع فتيات يرتدين الزي المدرسي ويحملن كتبًا مدرسية، يطالبن بحقوقهن في الدراسة والعمل بأفغانستان ويردن إعادة فتح مدارس البنات بجميع أنحاء البلاد.
وبين فرض الحظر على السناء والقيود على الرجال يعيش الشعب الأفغاني حالة من التشدد يصعب وصفها تنزر بعواقب كارثية قد تجر كابول التي عاشت تحت الغزو الامريكي لـ20 عاما في اتون مواجهات دامية تنهك فيها البلاد المنكوبة من جديد.