رئيس التحرير
عصام كامل

بعد مضاعفة قواتها.. هل تسقط ماريوبول في أيدي بوتين؟

الحرب الروسية في
الحرب الروسية في أوكرانيا

ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، أنه مع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها الثاني، تتزايد المخاوف من سقوط ماريوبول في أيدي روسيا، وذلك بعد أن ضاعفت القوات الروسية هجماتها على أهداف استراتيجية في أنحاء أوكرانيا، مع أنباء عن معارك عنيفة حول العاصمة كييف.

حصار ماريوبول

وأوضحت الصحيفة أن القوات الروسية فشلت إلى حد كبير حتى الآن في تحقيق هدفها الأول المتمثل في الاستيلاء على أكبر المدن وقلصت الأهداف المباشرة إلى حصار مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية ومدينة تشيرنيهيف ذات الموقع الاستراتيجي في الشمال.

وقالت الصحيفة إنه ”بالرغم من أن موسكو حولت خطتها العسكرية للتركيز على منطقة دونباس، إلا أن بعض الوحدات الروسية شوهدت وهي تنسحب إلى بيلاروسيا في الشمال لإعادة تجميع صفوفها وإعادة تجهيزها لشن هجوم أوسع على المناطق الأخرى، على سبيل المثال هجماتها المدفعية الروسية المكثفة التي استمرت حول تشيرنيهيف، شمال شرق كييف، أمس“.

ورأت الصحيفة أن ”القتال في جميع أنحاء البلاد يظهر أن القوات الروسية تعمل على تعزيز مواقعها في المناطق الرئيسية شمال كييف ومقاومة المحاولات الأوكرانية لكسر قبضتها هناك مع التركيز بشكل كامل على السيطرة على ماريوبول“.

وقالت في تحليل لها: ”بعد أسابيع من الحصار في المدينة الساحلية، واجه الجنود والمدنيون الأوكرانيون المحاصرون ظروفًا قاسية بشكل متزايد، دون طعام وماء، ما أجبر الناس على استخدام مياه الصرف الصحي غير المعالجة للبقاء على قيد الحياة“.

ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم: ”إن القوات الروسية، التي تواجه صعوبات في خطوط الإمداد، يتعين عليها التحرك ببطء والتركيز على هدف واحد في كل مرة“، مشيرين إلى أن القوات الأوكرانية ”وعلى الرغم من نجاحاتها في نصب الكمائن وتعطيل الوحدات الروسية في جميع أنحاء البلاد، لم تتمكن من عكس المكاسب الروسية بأي شكل من الأشكال“.

عقبات بوتين

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية أنه مع دخول الرئيس الروسي شهره الثاني من الحرب ضد أوكرانيا، تتزايد الأسئلة حول القيود التي قد يواجهها وهو يمضي قدمًا ”في غزو تسبب بالفعل في خسائر كبيرة للجيش الروسي وترك البلاد في عزلة شديدة“.

ورأت الصحيفة أن بوتين يواجه ”قيودًا تكتيكية معينة“ في ساحة المعركة، فضلا عن بعض القيود الجيوسياسية والاقتصادية، مشيرة إلى أنه ”من المحتمل أن تجعل هذه القيود قدرته على شن حرب طويلة الأمد في أوكرانيا أكثر صعوبة، لكنها بعيدة عن أن تكون مستحيلة“.

ونقلت الصحيفة عن المحللة السياسية الروسية، تاتيانا ستانوفايا، قولها: ”إن الوقت ليس في صالح بوتين“، مشيرة إلى أنه ”مع اشتداد الحرب والعقوبات، من المرجح أن تتفاقم تداعيات الحرب على روسيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن ”الخسائر الروسية الكبيرة لا تبدو بالضرورة قيودا سياسية على بوتين في الداخل ولكنها تعيق فاعلية وحداته في القتال“، معتبرة أن ”ارتفاع أعداد القتلى والجرحى من القوات الروسية قد يؤثر سلبا على الروح المعنوية وقدرة القادة على المضي قدما في العملية العسكرية“.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن ”استمرار حرب متعددة الجبهات على المدى الطويل سيتطلب المزيد من القوات بشكل كبير وتعبئة أوسع لم يقم بها الكرملين حتى الآن“.

وعن عقبة أخرى في طريق بوتين، قالت الصحيفة في تحليل لها: ”إن مقاومة القوات الأوكرانية يمكن أن تحد أيضا مما يعتقد بوتين أنه قادر على تحقيقه وتجبره على إعادة ضبط أهدافه. وفي الوقت نفسه، تواجه القوات الروسية صعوبات في استمرار تشغيل خطوط الإمداد على جبهات متعددة“.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن نيك رينولدز، الباحث في معهد ”رويال يونايتد“ للخدمات ومقره لندن، قوله: ”إن الكرملين سيواجه بشكل متزايد قيودا في ما يتعلق بالذخائر والقوى العاملة والروح المعنوية، فضلًا عن الخدمات اللوجستية“.

وأضاف المصدر، وفقًا للصحيفة، أن ”هذه العقبات قد تجبر بوتين على تغيير هدفه من الإطاحة بحكومة أوكرانيا إلى تغييرات إلزامية في الموقف السياسي لأوكرانيا، أو تركيز الحرب على جبهة واحدة.

واعتبرت الصحيفة في تحليلها أن ”تسريع تسليم الأسلحة لأوكرانيا من الولايات المتحدة وأوروبا سيخلق أيضًا المزيد من القيود على قوات بوتين في ساحة المعركة، نظرًا لأنها (الأسلحة) يمكن أن تلحق الضرر بشكل خاص بالقوات الروسية في القتال في المناطق الحضرية“.

وتحت عنوان ”لماذا يصمد بوتين حتى الآن؟“، أوضحت الصحيفة أن الرئيس الروسي تمكن حتى الآن من النجاة من العقوبات المفروضة على روسيا من خلال الاستمرار في بيع النفط والغاز لعملاء مثل الصين والهند، بالإضافة إلى أوروبا، وإجبار مصدري الطاقة الروس على التعامل بالروبل (العملة الروسية)، ما يمنع الانهيار التام للعملة.

الجريدة الرسمية