أوجه التشابه والاختلاف.. هل يتكرر السيناريو السوري في أوكرانيا؟
قال تقرير فرنسي، إن هناك احتمالات بتكرار السيناريو السوري في أوكرانيا، حيث تتعرض مدن الأخيرة إلى قصف روسي مكثف، كما حدث في البلد العربي لا سيما حلب خلال عام 2016.
السيناريو السوري
وذكر التقرير الذي نشرته صحيفة ”لوفيجارو“ الفرنسية، أن ”جمود الهجوم الروسي في أوكرانيا قد يؤدي إلى تفاقم آثاره المدمرة مع نفس التوجه، كما في سوريا، لطرد السكان المدنيين“.
وأشارت الصحيفة إلى أن ”ماريوبول وميكولايف ومدن أوكرانية أخرى تعرضت لقصف مكثف من قبل الجيش الروسي، وهناك يتم استحضار مأساة حصار حلب في عام 2016 لوصف (الكابوس) وحتى (الجحيم) الذي يعاني منه السكان المدنيون“.
ولفتت إلى أن ”صور عازف (التشيلو) وهو يعزف وسط أنقاض مدينة خاركوف، في شهادة مقاومة للقصف الوحشي، تذكرنا بصور عازف البيانو الذي ارتجل عام 2015 في قلب اليرموك المنكوب بضواحي دمشق“.
وتابع التقرير أنه ”في أوكرانيا اليوم، كما في سوريا آنذاك، يعد تدمير روسيا للبنية التحتية المدنية أو المدارس أو الملاجئ أو المستشفيات جزءًا من قرار على أعلى مستوى، يهدف إلى ترويع السكان وعدم ترك أي خيار لهم سوى الخضوع والنزوح“.
وأشار إلى طبيب من إدلب شمال سوريا، وهو ينصح الأوكرانيين بـ ”تحصين مستشفياتهم بكتل إسمنتية، لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يميز بين المدنيين والجرحى والمقاتلين“.
وقالت ”لوفيجارو“ مستحضرة أوجه التشابه بين الحالتين السورية والأوكرانية إن ”الرسائل التي تم توجيهها في المسيرات الداعمة للثورة السورية، في الداخل والخارج، تشير إلى التضامن الفعال مع الشعب الأوكراني وتشجيعه على (عدم التنازل) لا عن أرضه ولا قضيته، لأنه من سوريا إلى أوكرانيا، العدو واحد“.
ونوهت إلى دعم الحكومة السورية غير المشروط لروسيا، واستعداد دمشق، لتجنيد متطوعين للقتال في أوكرانيا.
وبينت أن ”بوتين وافق في 11 مارس الجاري، على حشد حوالي 16000 متطوع من الشرق الأوسط، ويتوافق هذا التقدير مع الطلبات المقبولة في سوريا من قبل الجماعات شبه العسكرية التابعة لمجموعة (فاجنر) وشركائها المحليين“.
وأوضحت أن ”عدد المجندين المحتملين يبلغ ضعف هذا العدد مع احتمال الحصول على راتب يتراوح بين مئتين وثلاثمئة دولار شهريًا“.
”لكن الالتزام يمكن أن يكون أيديولوجيًا صريحًا كما في حالة زعيم الميليشيا السوري نبيل العبد الله، الذي تعهد بـ“تلقين الأوكرانيين درسًا“ وهذا ”بمجرد أن يأمر الرئيس الأسد والرئيس بوتين“، حسب ما نقلته الصحيفة الفرنسية.
وأضافت: ”أدت الضربات في أوكرانيا التي استهدفت ترويع المدنيين ودفعهم إلى الفرار بالفعل خلال شهر واحد إلى نزوح جماعي، كان أسرع بكثير مما حدث في سوريا“.
وتابعت ”لوفيجارو“ أنه ”إضافة إلى 3.7 مليون أوكراني (من بين ما يقدر بنحو 45 مليون نسمة) وجدوا ملاذًا خارج حدود بلادهم، اضطر ما يقرب من 6.5 مليون أوكراني إلى مغادرة منازلهم بينما ظلوا على الأراضي الأوكرانية“.
وأشارت في تقريرها إلى أنه ”بالمقارنة بين البلدين فقد استغرق الأمر عدة سنوات من الصراع بالنسبة للسكان السوريين الذين يبلغ عددهم نصف عدد الأوكرانيين بعد تجربة إراقة الدماء هذه“.