حصان طروادة السلفى
مثلما نجح الإغريق في خداع أهل طروادة فأدخلوا حصانهم العملاق داخل مدينتهم فدمروها بليل.. أفلح الوهابيون منذ سبعينيات القرن الماضى في إدخال السلفيين بمصر تحت غطاء الدين، ولم يلبثوا إلا قليلًا حتى ظهر وجههم الإرهابى الحقيقى متمثلًا في الجماعات الإرهابية الدموية التي عاثت في أرض مصر الفساد والقتل والترويع طيلة سنوات طوال فقتلوا السادات وأزهقوا أرواحًا بريئة من المصريين وضربوا ضيوفها الآمنين من السائحين في مقتل، ولأنهم يشكلون عصابات إرهابية عدوانية وضعوا منهج السمع والطاعة أساسًا لتابعيهم من الشباب الساذج والمُغَيّب.
وفى الوقت الذي ظهرت فيه الخلافات العقائدية بين السلفية الجهادية والعلمية والتعبدية والإخوان اجتمعوا على هدف واحد متفق عليه وهو ضرب مصر وإسقاط مفهوم المواطنة والوطن لصالح مفهوم الإسلام السياسي الذي هو في حقيقته ذات المشروع الأموى القديم، الذي قام على أحداث الفتنة الكبرى، فهم بحق أتباع منهج الخلفاء الأمويين سافكى الدماء الذين كان أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم هم أول ضحاياهم، وقد رأينا هؤلاء السلفيين يتحالفون مع جماعة حسن البنا الدموية مشكلين الثالوث المتأسلم المكون من الإخوان والسلفيين والجهاديين ونزلوا في مشهد الشارع الثورى المصرى من أجل سرقة ثورة المصريين وتحويلها في اتجاه مشروعهم الفاشى.
إن واقعهم من حولنا مزرى ومحبط، فهم في الصومال قراصنة بحر وعصابات خطف، وفى أفغانستان التعبير الأمثل عن التخلف والجهل، وفى باكستان هم أهل العداء والعدوانية لكل ما يدب على الأرض ويحيا، وفى سوريا هم عملاء الناتو الساعون لتقسيمها المدمرون لمدنها، وقد قتلوا في الجزائر ربع مليون نفس من شعب واحد ذي دين واحد وثقافة واحدة، وفى ليبيا هم عصابات النفوذ والقتل والترويع، وهم المفارقون لجماعة الأمة والوطن بينما يدَّعون أنهم أهل الجماعة، فهم أهل الفتن والمحن أينما حلوا، وهم أتباع ماضٍ قد خلى وانقضى بكل ما فيه، لا نفوس تريد أن تحيا واقعها بإيجابية وترتب لمستقبلها بطموح، وهم العدو الواضح فاحذروهم، لأنهم سوف يجتهدون من أجل تحقيق ما عجز عنه إخوانهم من جماعة البنا في إطار المؤامرة الكبرى التي رسمت لإسقاط مصر وتقسيمها كما يفعلون في سوريا الآن، وقد ظهرت نذر ذلك في مواقفهم وتحركاتهم.