التفاصيل الكاملة للتحقيق مع صاحب محل ملابس وضع كاميرا لتصوير الفتيات.. واعترافات صادمة للمتهم
أقدم صاحب محل ملابس "اتيليه" على وضع كاميرا مراقبة داخل شفاط التهوية للتجسس على الفتيات وتصويرهن "خلسة" داخل غرفة تبديل الملابس "البروفة"، وفور إخطار الأجهزة الأمنية تحركت وتمكنت من القبض على المتهم وتحريز الكاميرا وهاتف المتهم المحول وإحالته للنيابة التي فتحت تحقيقات موسعة.
وأمرت نيابة الزيتون بتفريغ كاميرا المراقبة وكلفت المباحث الجنائية بسرعة إجراء التحريات.
وأدلى المتهم باعترافات تفصيلية، وقال إن الشيطان هو من أغواه حيث رأى أن معظم الترددات على محله فتيات صغيرات جميلات فأراد أن يراهن ويشبع رغباته الشيطانية.
وأشار المتهم إلى أنه كان ينقل الصور إلى هاتفه المحمول، ثم يقوم بارسالها الي الفتيات وابتزازهن ماديا مقابل عدم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف المتهم إلى أنه كان يهدد الفتيات اللاتي يرفضن الدفع بوضع صورهن على المواقع الإباحية.
تصوير الفتيات بمحل ملابس
وكان قسم شرطة الزيتون تلقى بلاغا من إحدى السيدات، تفيد أنها أثناء دخولها لتبديل ملابسها داخل محل ملابس "أتيليه" بدائرة القسم، تفاجأت بقيام صاحب المحل بتصويرها أثناء تبديلها ملابسها، وتم تشكيل فريق بحث وتحرى من صحة البلاغ.
وبإجراء التحريات تبين أن صاحب محل يدعى "م س" 60 سنة، قام بوضع كاميرا سرية في غرفة مجاورة لمكان تبديل ملابس مرتادي المحل لتصوير الفتيات والتجسس عليهن.
وعقب تقنين الإجراءات تمكن رجال المباحث من ضبطه، وبفحص هاتفه عثر على عدد من الصور لبعض الفتيات وقيامه بابتزازهن ماديا
وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق، التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات
الابتزاز الإلكتروني
أكد الأزهر الشريف أنه تابع ما يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي من مواقع وتطبيقات لتزييف وفبركة الصور ومقاطع الفيديوهات، والتي يوظفها بعض المستخدمين في الابتزاز الإلكتروني بغرض جني المال أو دفع عدد من الناس قسرًا إلى أفعال منافية للآداب أو إلى جرائم جنسية، تحرمها الأديان، وتجرمها القوانين، وتأباها التقاليد والأعراف.
حكم ابتزاز الناس
ويؤكد الأزهر أنه من المحرَّم شرعًا والمجرَّم قانونًا استخدام البرامج والتقنيات الحديثة؛ سيّما تقنية «التزييف العميق - Deep Fake»، في فبركة مقاطع مَرْئية أو مسموعة أو صور لأشخاص، بغرض ابتزازهم ماديًّا أو الطعن بها في أعراضهم وشرفهم، أو دفعهم لارتكاب أفعال محرمة؛ مشددًا على أن هذه الأفعال من الإيذاء والبهتان الذي ذم الله صاحبه؛ فقال سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}. [ الأحزاب: 58]
الأزهر الشريف
وانطلاقًا من ثقة الأزهر الشريف في وعي المجتمع المصري، وأخلاق شبابه، وتأكيدًا منه أن السُّلوكيات المشينة في هذا الشأن لا تعدو أن تكون سلوكيات فردية لأشخاص اتبعوا خطوات الشيطان، مُتجردين من كل تعاليم الدين والقيم الأخلاقية؛ فإنه يُذكِّر بتحذير الإسلام من تتبع العورات، وتوعّده مُرتكبي هذه الجريمة بالفضيحة؛ ليكون جزاؤهم من جنس عملهم؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه». [أخرجه أبو داود]
كما يشيد الأزهر بدور أجهزة الدَّولة في تتبع أصحاب هذه الأفعال المشينة، وتقديمهم للعدالة؛ ليكونوا عبرة لكل من تُسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الأفعال، كما يناشد المُشرّعَ القانوني بتغليظ عقوبات كافة الجرائم التي تنتهك حرمة الحياة الخاصة أو تبتزّ الأبرياء بما قد يتسبب في إنهاء حياتهم حال زيادة الضُّغوط المُجتمعيَّة والنفسيَّة عليهم.
حكم الانتحار
مع تأكيد الأزهر أن طلب الراحة في الانتحار وهمٌ؛ لكونه كبيرة من كبائر الذنوب، ولا راحة في الموت لصاحب كبيرة، وليس بعد الموت توبة أو مُستعتَب؛ مُشددًا على أن التّخلّص من الحياة بإزهاق الرّوح، التي هي ملكٌ لله سبحانه معصية لا مبرّر لها على الإطلاق، وليست حلًّا ولا مهربًا؛ بل هي اعتداءٌ على خلق الله، واستعجال ما قَدّر؛ قال سبحانه: {...وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}. [النساء: 29 -31]
ولسنا هنا في معرض الحكم على مصائر العباد أو مآلاتهم التي لا يعلمها إلا الله، وإنما هو تذكير بالله وبيانًا لأحكامه وتعاليمه
وفي هذا السياق يدعو الأزهر الشريف المجتمع والأسرة آباءً وأمّهات وإخوة إلى ضرورة الوقوف إلى جانب من يتعرض لخسة هؤلاء المُجرمين، وعدم تضييع حقوق ذويهم بتوجيه اللوم والتّسرع في إصدار الأحكام على الأبرياء، كما يطالب الفتيات اللائي يتعرضن للابتزاز بسرعة توجّههنّ لرب الأسرة أو من يقوم مقامه وإعلامه بما يمارس ضدّهنّ؛ لينال المُجرم جزاءه، ويتخلص المُجتمع من شر هذه الشرذمة الفاسدة.