عادل عبدالحفيظ يكتب: "اللهم بلغنا حركة المحافظين
بات مؤكدا ان هناك فجوة حقيقية فى المحافظات بين طموحات واحلام وخطط القيادة السياسية لتنمية المجتمعات الريفية او الحضارية داخل مدن المحروسة، وخاصة فى صعيد مصر، وبين ما يتم على الارض من سوء تطبيق للأفكار والخطط، وحتى أحيانا للمشروعات الخدمية، ووصولا حتى للتعامل مع المواطنين والاعلام، وبات مؤكدًا ايضا ان المسؤول عن هذه الفجوة هم المحافظون انفسهم، وقدراتهم فى التعاطى مع مجريات الامور السريعة على الارض.
محافظات الصعيد
لا أحد ينكر ان محافظات الصعيد سبق، وأخرجت قامات ورجال دولة من الطراز الفريد تولى منصب المحافظ فيها، وثم تولى بعدها ارفع المناصب، وتركوا وراءهم ارثًا من الانجاز لن يسناه "الصعايدة" أهل الأصل والاعتراف بكل من قدم لهم ولو كلمة طيبة.
محافظات الصعيد سبق وخرج من دواوينها اثنان وزراء داخلية واثنان وزراء تنمية محلية ونائب رئيس حكومة وغيرها من المناصب المهمة فى مفاصل الدولة.
حركة المحافظين
كثر الحديث عن حركة محافظين قادمة باتت حتمية وبات تأخرها ليس فى المصلحة العامة مطلقا وتسبب فى تنامى الضجيج والنواح من "أهل الشر" عبر صفحات التواصل نتيجة الترهل الشديد فى مختلف دواوين المحافظات الجنوبية.
وبل سيطرة اصحاب النفوذ من شخصيات لا يختلف عليها الشجر والحجر والماء والهواء على "سوء ادارتها ومخالفاتها" على القرار داخل بعض المحافظات، وأصبح بعض المحافظين يغلقون آذانهم تماما ويغضون ابصارهم عن اى مواطن او شخصية تنصحهم وتوضح لهم خروج القرار من بين ايديهم الى ايدى غير نظيفة تتعمد تصدير صورة سلبيه للمواطن وتضيع جهود الدولة فى ايصال خدماتها اليه وسط سؤال لكل مواطن "أين دور الأجهزة الرقابية" ؟!
وبات ايضا وجوبيا ان ينتزع وزير التنمية المحلية من المحافظين التعيينات بقرار "تكليف" فى المدن والاحياء نظرا لما حدث مؤخرا من تعيينات لقيادات قال القانون كلمته فيها وتم الالتفاف علي القانون ذاته.
مبادرة "حياة كريمة"
بات على المحافظ انه يعلم انه صوت ويد القيادة السياسية التى لا تنام من اجل سعادة المواطن، وانفقت ما يزيد عن 200 مليار جنيه مؤخرا خدمات فى الشارع "ضمن مبادرة حياة كريمة العظيمة وغير المسبوقة " وعندما لا يجيد فى ايصال هذه الخدمة او الصوت فعليه ومتطوعا ان يعتذر حتى لايحرج القيادة ذاتها.
لااعرف هل تتابع " ادارة التفتيش والمتابعة " بوزارة التنمية المحلية ما يحدث فى محافظات الجنوب وهل اذا علمت ترفع تقريريها الى وزير التنمية المحلية، وهل اذا علم الوزير يرفع تقريره الى القيادة السياسية والتى لايمكن ان تكون تعلم كمية التراخي وتوغل اصحاب النفوذ وتداخلهم فى القرار واستفزاز المواطن وتترك هؤلاء فى مناصبهم.
ونحن ومع قدوم شهر رمضان المبارك، بات الدعاء واجبًا، وبات ان "تؤمنوا خلفننا" مطلب شرعى وديني، ونحن نقول: "اللهم بلغنا حركة المحافظين"، واخرجنا منها غير مفتونين.