كيف ساعد "الدعم الغربي الفضائي" أوكرانيا على التصدي للهجوم الروسي
لعبت صور الأقمار الصناعية والقدرات التحليلية التي يقدمها الغرب لأوكرانيا دورًا مهمًا في مساعدة كييف على مقاومة الجيش الروسي.
وإلى جانب المعدات العسكرية التي يرسلها الغرب لأوكرانيا، يقدِّم الحلفاء يد المساعَدة بالوسائل التكنولوجية المتقدمة.
وتقول صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، في تقرير لها: إن "الصور الفضائية فرضت نفسها في الصراع مع قدر هائل من الصور التي شكلت مصدر معلومات مفتوح".
ونقل التقرير عن مختص في هذا الشأن، قوله: "لا تمتلك أوكرانيا قدرات أقمار صناعية قادرة على القيام بأبحاث مستهدفة، لكن الحلفاء قادرون على تزويدها بواحدة من قدراتها، ولا سيما الولايات المتحدة".
الجيش الأمريكي
وأضاف: "مع وجود أكثر من 20 قمرًا صناعيًّا للاستخبارات في المدار، فإن الجيش الأمريكي قادر على رؤية الأراضي الأوكرانية من خلال التغلب على بعض العوائق مثل الزوايا القاتمة".
عوائق
لكن مسؤولًا استخباراتيًّا، قال إنه "من المستحيل رؤية كل شيء في نفس الوقت.. يجب أيضًا الأخذ بعين الاعتبار الأحوال الجوية".
وأضاف المسؤول: "في البداية لم يكن لدينا الكثير من الصور.. أدت السحب المنخفضة التي غطت جزءًا من أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، إلى تعتيم المكون البصري للأقمار الصناعية، حتى لو تمكنت الأشعة تحت الحمراء من تمييز بعض النقاط الساخنة".
وللتغلب على مشكلة السحب، بين المسؤول أن "الأقمار الصناعية الرادارية قادرة على اختراق مظلة السحب وتحديد الكتل المعدنية على وجه الخصوص".
وتابع: "كما يمكن للأقمار الصناعية الاستخباراتية الكهرومغنتاطيسية أن تكتشف وتميز الأنظمة العسكرية".
طائرات الناتو
ونقلت صحيفة ”لوفيجارو“ عن الخبير في شؤون الدفاع جوزيف هينروتين، قوله إن ”الوضع فوق أوكرانيا يخضع للمراقبة باستمرار“.
وأضاف هينروتين: ”يمتلك الناتو 14 طائرة من طراز أواكس في أوروبا، وأشار الحلف إلى أنه منذ غزو أوكرانيا يراقب الأسطول المجال الجوي لحلف الناتو من أجل تقديم ضمانات للحلفاء وحمايتهم“.
وتابع: ”مع قدرة مراقبة تزيد عن 310 آلاف كيلومتر مربع، وسعة تحرك لمدة 8 ساعات طيران، يمكن لطائرات أواكس مراقبة النصف الغربي من الأراضي الأوكرانية دون اختراق مجالها الجوي“.
وأشار إلى أن هذه الطائرات ”صُممت أيضا للكشف عن إطلاق الصواريخ الباليستية“.
شرق أوكرانيا.. نقطة مظلمة
وقالت ”لوفيجارو“: إنه ”يتم تعزيز هذه القدرات من خلال العمليات التي تنفذها حاملات الطائرات الفرنسية أو الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط“.
وأوضحت أنه ”مع طائرة الاستطلاع Hawkeye التي تراقب التحركات البحرية في البحر الأسود عن كثب، قد يتم نقل جميع المعلومات التي تم جمعها إلى الأوكرانيين“.
لكن التقرير أشار إلى أنه ”مع ذلك يفتقر الحلفاء إلى الموارد في الجزء الشرقي من أوكرانيا، والذي يظل النقطة المظلمة للحرب، بعيدا عن متناول بعض الوسائل التقنية“.
وأضاف: ”لا تقتصر مصادر الاستخبارات على قدرات المراقبة من الفضاء.. كجزء من عملياتهم السرية احتفظ الحلفاء بأجهزة استشعار بشرية على الأرض. لديهم أيضا وسائل إلكترونية“.
وتابع: ”داخل الناتو يتم التأكيد على القول إن استخبارات الحلف هي شكل من أشكال القوة“، مشيرا إلى المعلومات الاستخباراتية الأمريكية قبل بدء الحرب التي أكدت أن روسيا عازمة على مهاجمة أوكرانيا، وهو ما حصل فعلا.
واختتمت الصحيفة الفرنسية، تقريرها بالقول: إن ”تبادل المعلومات، حتى بين الحلفاء وكذلك مع دولة غير عضو في الحلف، ليس أمرا بديهيا“، موضحة أن ”الجميع حريص على الحفاظ على مصادره، ولا أحد لديه مصلحة في الكشف عن تقنياته أيضا“.
وأضافت: ”يبقى التشارك في المعلومات مؤطرا ومحدودا بعناية، حتى بين الحلفاء“.