آثار الحرب الروسية الأوكرانية تصل عنان السماء.. أكبر محطة فضاء مهددة بالسقوط
لم تتوقف آثار الحرب الروسية الأوكرانية عند حدود الكرة الأرضية، بل اخترقت الغلاف الجوى لتصل إلى الفضاء، فبعد فرض العقوبات على روسيا، أعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية "ديمتري روجوزين"عن قلقه حول تأثر محطة الفضاء الدولية، وسقوطها سقوطا غير آمن فى البر أو البحر الأمر الذى ينذر بكارثة.
محطة الفضاء الدولية
محطة الفضاء الدولية هي أكبر محطات الفضاء التي صنعها الإنسان، فهى تزن 500 طن حسبما صرح ديمتري روجوزين رئيس وكالة الفضاء الروسية، وهى عبارة عن مشروع تعاونى متعدد الجنسيات، تشارك فيه وكالة الفضاء الروسية، ووكالة الفضاء الأوربية، ووكالة الفضاء الكندية، ووكالة ناسا التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، ووكالة جاسكا التابعة لليابان، ويسكنها 13 طاقما فضائيا، وتدور حول كوكب الأرض كل 93 دقيقة، أى تدور 15.5 دورة حول الأرض فى اليوم الواحد، وهى عبارة عن مختبر لأبحاث الفضاء والجاذبية الصغرى.
تنقسم المحطة إلى قسمين: جزء مدارى روسى وتشرف عليه روسيا، وجزء مدارى يتم تشغيله من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ومع فرض العقوبات على روسيا حذر ديمترى من سقوط المحطة سقوطا غير منضبط فى البحر أو البر، مؤكدا أن روسيا آمنة من حطام المحطة حال سقوطها واختراقها الغلاف الجوي للأرض.
المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة أكد أنه حال عدم تعاون الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا فى استمرار عمل المحطة، وإرسال مركبات الوقود لها، فإن هذا حتما سيؤدى إلى سقوط المحطة، وهو الأمر الذى يشبه سقوط طائرة فى منطقة مأهولة بالسكان، علما بأن حطام المحطة سيكون على نطاق أوسع، وذلك لثقل حجمها والذى بسببه سيكون الغلاف الجوى غير قادر على حرق حطام المحطة، وبالتالي ستسقط المحطة بشكل عشوائى غير مخطط له.
نهاية محطة الفضاء الدولية سيناريو لم تسهو عنه ناسا، حيث كانت قد خططت بأن يتم سقوط المحطة فى 2030 فى الجزء المعزول فى المحيط الهادى بين نيوزيلندا وساحل تشيلى على بعد 1670 ميلا من أقرب نقطة فى الأرض، ولكن جاءت الحرب لتغير خطط ودراسات ناسا، وتقلب الموازين وتعجل موعد سقوط المحطة.
انهيار المحطة
أبو زاهرة أكد أنه من أجل الحفاظ على ارتفاع مدار المحطة فى الفضاء، لابد من وجود دفعات منتظمة من الوقود، وإلا ستكون المحطة تحت رحمة جاذبية الأرض والغلاف الجوى حال توقف شحنها بالوقود، وبالتالى مع مرور الوقت ستنهار،وقال إن شحن محطة الفضاء الدولية بالوقود يتم من خلال مركبات "بروغرس " الروسية، حيث تقوم بنقل الوقود إلى محركات الدفع الخاصة بوحدة الخدمة الرئيسية لتزويد المحطة بالوقود، أو تشغيل محركاتها أثناء الالتحام بالمحطة وبالتالى يرتفع مدار المحطة.
واضاف أنه فى حال عدم وجود تعاون أمريكى روسى ستنهار المحطة، وهي أكبر محطة فضاء تم تصنيعها، وأوضح أن سقوط محطات الفضاء يتم وفقا لتخطيط مسبق حتى لا تسقط فى منطقة مأهولة بالسكان، وهو ما حدث فى 2001 مع محطة الفضاء الروسية "مير" حيث تم تقليل ارتفاع المحطة والخروج من المدار وبالتالى سقوطها للأسفل ودخولها إلى الغلاف الجوى للأرض، مما يسمح لمراكز التحكم بجعل الحطام يتناثر جنوب المحيط الهادئ الشاسع قليل السكان، وما يتبقى من الحطام يفتكك أعلى الغلاف الجوي للأرض، وهو ما كان سيتم فعله مع محطة الفضاء الدولية فى 2030، لكن عقوبات الحرب الروسية الأوكرانية يبدو أنها قد تغير من قدر المحطة.
نقلًا عن العدد الورقي…