المصريون يعلنون الإضراب عن العمرة بسبب غلاء الأسعار.. والأغنياء يلجأون لتأشيرات "السجل التجاري"

موسم هو الأغلى في أسعار برامج العمرة؛ حيث شهدت أسعار البرامج قفزة كبيرة لم تشهدها من قبل بسبب الإجراءات الاحترازية والصحية والتي أقرتها كل من السعودية ومصر، لحماية المعتمرين من انتشار فيروس كورونا المستجد، قبل ان تتخذ الأولى قرارًا برفع كافة الإجراءات الاحترازية لدخول المصلين بالمسجد الحرام والحرم النبوي الشريف.

أعلى الأسعار

وقرَّرت وزارة السياحة والآثار تحديد سقف لموسم العمرة للعام الجاري بـ60 ألف معتمر يتم تقسيمها بمعدل 20 ألف لكل شهر «رجب وشعبان ورمضان» وفقًا لقرار مجلس الوزراء باقتصار موسم العمرة على 3 أشهر فقط، مع تطبيق كافة الاجراءات الاحترازية لحماية المعتمر المصري من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وأعدت وزارة السياحة والآثار ضوابطَ صارمةً يخضع لها المواطن المصري وشركات السياحة مما أدى إلى وجود عزوف من المواطنين على حجز برامج العمرة.

وقال عاطف بكر عجلان، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة: إن ارتفاع أسعار برامج العمرة في مصر يرجع الي ضعف الموسم في 20 ألف تأشيرة لكل شهر؛ حيث وصلت حصة كل شركة وثقت عقودها للعمل بالعمرة إلى 15 تاشيرة فقط، بسبب قلة تأشيرات السياحة المصرية، ولا تتعدى حصة الشركة في رحلة العمرة 5 تأشيرات ويتم تنظيمها بالتعاون بين الشركات وبعضها البعض، قائلًا: «كلما انخفض المعروض زالت الأسعار»، مما نتج عنه زيادة تكاليف الإقامة بالفنادق وتكاليف كافة الخدمات، فوصلت تكلفة ١٥ معتمرًا، ما يقارب تكلفة ٤٥ معتمرًا عوضًا على عدم اهتمام الفنادق السعودية بالشركات المصرية وإعطاء أسعار مغالٍ فيها جدًّا خاصة أن طلب الشركة من الفندق لا يزيد على ٥ غرف في الرحلة.

ارتفاع الأسعار

وأضاف عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة لـ«فيتو»: إن ارتفاع أسعار برامج العمرة أدى إلى وجود إقبال على شركات الخدمات السياحية وغير الحاصلة على تراخيص للعمل بالعمرة عن طريق التأشيرات التجارية والفعاليات والزيارة بمختلف أنواعها كلف خزينة الدولة والنقد الأجنبي المصري أرقاما خرافية بعيدا عن يد الدولة ومراقبتها دون تحصيل أي ضرائب.

خاصة أن في ظل الأرقام المتضاربة على مواقع التواصل الاجتماعي بين شركات السياحة عن سفر أكثر 100 ألف مواطن لعمل العمرة عبر تلك التأشيرات، وأشار إلى أنه وفقًا للقانون، يحق لأي مواطن يمتلك سجلا تجاريا الحصول على تأشيرة دخول السعودية وعمل العمرة، وهو ما يعني أن كافة ضوابط العمرة المصرية تطبق على الفقراء أو الطبقة الوسطي من المجتمع المصري وهي تسمى «سياحة الغلابة في مصر»، خاصة أن الأغنياء يحصلون على تأشيرات زيارة يؤدون بها مناسك العمرة، متسائلا عن أسباب التضييق علي السفر إلى العمرة، وهل هناك جهة ما تستطيع المقارنة بين أعداد المعتمرين وأعداد المسافرين لدبي وتركيا وألبانيا.

ومن المسؤول عن ضياع ملايين الجنيهات على الخزينة المصرية نتيجة تحديد أعداد المعتمرين وعدم تحصيل الضرائب لسفر أغلب المصريين من أبواب خلفية وعلى الأقل بـ٥ أضعاف التكلفة الفعلية من النقد الأجنبي في حالة سفرهم بتأشيرات عمرة نظامية، وأوضح أن فتح باب العمرة وعدم تحديد سقف عددي للمعتمرين سيؤدي إلى انخفاض أسعار برامج العمرة بأكثر من 10 آلاف جنيه، وتعود الأسعار إلى ما قبل انتشار جائحة فيروس كورونا خاصة مع قرار السعودية برفع كافة الإجراءات الاحترازية.

الإجراءات الاحترازية

وقال ياسر سلطان، عضو اللجنة العليا للحج والعمرة الأسبق: إن قرار المملكة العربية السعودية برفع الإجراءات الاحترازية سيؤدي إلى انخفاض أسعار برامج العمرة في مصر بنسبة تتراوح من 2000 إلى 5000 جنيه، خاصة أن القرار إلغاء الحجر الصحي الذي كان يفرض على المعتمرين.

بالإضافة إلى إلغاء مسحات PCR للكشف عن فيروس كورونا قبل السفر وبعد الوصول هناك وبعد انتهاء فترة الحجر الصحي التي كانت مفروضة على المعتمرين، مما سيؤدي إلى ارتفاع الرغبة لدى المواطنين في السفر إلي السعودية لعمل مناسك العمرة، خاصة أن شهر رجب شهد إحجاما من الراغبين في السفر بسبب التعقيدات الصحية التي كانت مفروضة على المعتمرين.

نقلًا عن العدد الورقي…