عمر خيرت لـ«فيتو»: أول تمرد في حياتي كان اختياري طريق الفن
في ليلة استثنائية بالمتحف القومي للحضارة المصرية، وقّع الموسيقار القدير عمر خيرت مذكراته الخاصة المعنونة بـ«المتمرد».. وأقام حفلًا أوركستراليًّا ضخمًا حرص على حضوره مختلف جنسيات الوطن العربي.
وعن سؤاله سر تسمية مذكراته بـ «المتمرد» قال الموسيقار عمر خيرت في تصريح خاص لـ«فيتو»: السر ببساطة لأن حياتي كلها ما هي إلا سلسال من الحرية والانطلاق التي وصلت في أحيان كثيرة إلى التمرد الصحي.. بداية من اختياري طريق الفن كهواية ودراسة، عكس جميع عائلتي المحبة للفن كثيرًا ولكن لم تعتمده كدراسة إلا القليل منهم.. فالجميع كان يدرس أشياء أخرى بجانب الفن.. فلم يقترن الفن بالفن في عائلتي إلا من خلالي، ذلك بجانب التمرد الأكبر على الموسيقى الشرقية لإدماج آلات جديدة..
حفل عمر خيرت بمتحف الحضارة
وبدأ حفل الليلة بعرض فيلم تسجيلي يجسد رحلة الصعود الفنية المتميزة لـ«عمر خيرت» ومن ثم حفل توقيع مذكراته المعنونة بـ«المتمرد» الصادرة عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع.
فيما تفاعل الجمهور مع موسيقى عمر خيرت التي اشعلت مسرح المتحف القومي للحضارة المصرية.. حيث قدم خلال الحفل؛ خلي بالك من عقلك، كل الجروح ليها دوا، مين ميحبش فاطمة، قضية عم أحمد، حنان وحنين، والله ما طلعت شمس ولا غربت، زي ما هي حبها، واختتم برائعته «فيها حاجة حلوة».
مذكرات عمر خيرت
تحتوي المذكرات على فصول عدَّة تطرق كافة جوانب حياة «خيرت» ومشواره الفني، بدءًا من الحديث عن جده محمود خيرت، صاحب الصالون الثقافي الشهير في بدايات القرن العشرين، إذ كان محاميًا وكان مهتمًا جدًّا بالفنون وشاعرًا وأديبًا ومترجمًا ورسامًا وموسيقيًّا، مرورًا بحكاياته عن عمه الموسيقار أبوبكر خيرت، المهندس المعماري الأشهر، ومؤسس «الكونسرفتوار» المصري، الذي أثرى المكتبة الموسيقية المصرية بأعمال سيمفونية رائعة، ومصمم مبناه الأول، والعديد من المباني الأخرى.
ويحكى «عمر خيرت» في المذكرات عن ذكريات طفولته في الشارع المسمى باسم عائلته: «خيرت»، وكذلك العديد من المواقف الشهيرة في حياته الموسيقية والخاصة.
كتاب المتمرد
وكان قد استقر عمر خيرت على تسمية المذكرات باسم «المتمرد» لأنها الصفة التي يراها منطبقة عليه تمامًا، ولاسيما أنه كان متمردًا على الشكل الواضح للموسيقى العربية، والتى تعتمد على الأغنية والمطرب، ومحاولته الخروج بها إلى براح الموسيقى ذاتها، وكذلك تجربته الثرية مع فريق «لو بيتي شاه» الذي أسسه مع الراحل عزت أبو عوف ووجدي فرانسيس، والتحق بهم بعد ذلك الراحل عمر خورشيد، والموسيقار هاني شنودة.
واستغرق العمل في الكتاب نحو عامين، بداية من الفكرة، مرورًا بجلسات العمل والحكي والكتابة، وصولًا إلى الشكل الذي توافق عليه صاحب المذكرات: عمر خيرت، ومحررها: محمد الشماع.
فيما يضم الكتاب مجموعة من الصور والوثائق المهمة التي تخص عائلة خيرت، وكذلك تخص الموسيقار الكبير في رحلته الموسيقية الطويلة، التي بدأت منذ منتصف الستينيات وحتى الآن.
موسيقى عمر خيرت
ذلك وتحدث الموسيقار عمر خيرت عن حكاياته مع النساء تزامنًا مع عيد الأم..
ويقول عمر خيرت: «تحية طيبة لكل نساء الأرض.. وأحب قوي إني إنسان شرقي جدًّا بنسبة تكاد تقترب من 80 %، وهو ما يجعل كل صفات الرجل الشرقي متوفرة عندي، ولذلك أرى من وجهة نظري أن المرأة لا بدَّ أن تتغير حسب زوجها وليس العكس، إلا في حدود معينة تخص بعض عيوبه، والمرأة الذكية هي التي تحافظ على نفسها وجمالها، كي تظل مرغوبة طوال الوقت، تعرف متى تتحدث، ومتى تسكت تعرف ألا تكون مملة».
وأضاف: «بالتأكيد الزواج ضروري للغاية، فلا غنى عن المرأة في حياة الرجل، والفنان في النهاية رجل، وأنا رجل أسري، أحب الحياة الأسرية وإخوتي كلهم كذلك، وتربيت وعرفت أهمية الدفء العائلي».
واستكمل: «تزوجت أكثر من مرة ولم يكن لي حظ في الزواج، وكان سبب انفصالي عن زوجاتي هو وجود ضرة لهن، وهي الموسيقى».