نقيب الفلاحين: العالم يتجه للروبوتات والمزارع المصري ما زال يستخدم المنجل والفأس ( حوار )
آن الأوان لإرسال الفلاحين للخارج في بعثات للوقوف على أحدث تطورات المجال الزراعي
لابد من إدخال التكنولوجيا الحديثة في الزراعة، لأنها توفر وقتا وجهدا
مصر قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتى من السلع الاستراتيجية خلال 3 سنوات
أكد حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، أن مصر قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتى من السلع الإستراتيجية، خاصة القمح، خلال ثلاثة أعوام على الأكثر.
وأضاف فى حوار لـ"فيتو" أن إدخال التكنولوجيا الحديثة فى الزراعة ومواكبة التطور التكنولوجى فى مجال الزراعة وطرق الرى مع زيادة أسعار المحاصيل الإستراتيجية التي تتسلمها الدولة من المزارعين ستشجع المزارع على زراعة هذه المحاصيل والتوسع فيها وغيرها من الحقائق فى سطور الحوار التالي:
*فى البداية هل مصر قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الإستراتيجية وخاصة القمح؟
نعم مصر قادرة على ذلك، وليس القمح فقط، ولكن من كافة السلع الإستراتيجية خلال عامين أو ثلاثة على الأكثر، خاصة أن مصر تنتج نحو 50% من احتياجاتنا من القمح ونستورد الباقى، ولتحقيق هذا الهدف وهو الاكتفاء الذاتى من المحاصيل لا بد من إدخال التكنولوجيا الحديثة فى الزراعة، مثل استنباط أصناف جديدة واستخدام الميكنة الزراعية، لأنها توفر وقتا وجهدا، خاصة أن المزارعين فى مصر ما زالوا يستخدمون ميكنة وآلات زراعية تقليدية قديمة وثقيلة ومرتفعة الأسعار.
وتؤدى إلى زيادة تكلفة الزراعة وزيادة الفاقد وضغط التربة، ما يؤدى للحد من نمو جذور النبات ونقص الإنتاجية الزراعية وارتفاع أسعار المنتجات الزراعية بما يضر المستهلك ولا يفيد المزارع.
إلا أن العالم يتجه الآن لاستخدامات الروبوتات وتكنولوجيا المعلومات، ويتحول المزارعون فى العالم المتحضر إلى مبرمجين وخبراء فى تحليل البيانات فى ظل التحديات العالمية فى إنتاج مزيد من الغذاء، لكن المزارع المصرى ما زال يستخدم المنجل والفأس والجرارات الزراعية القديمة.
*وكيف يمكن الوصول إلى الاكتفاء الذاتى وتحقيق هذا الهدف؟
يجب أن نعلم أننا نزرع 3،7 مليون فدان، وهذه المساحة ليست كافية للوفاء باحتياجاتنا من السلع الإستراتيجية، مع ضرورة تغيير نظام الرى ليصبح بوسائل الرى الحديث، بالإضافة إلى ذلك لا بد من خفض الاستهلاك خاصة، ونحن نستهلك حوالى 21 مليون طن من السلع الإستراتيجية، ولابد من استخدام بدائل مثل الذرة والشعير إلى جانب زيادة الرقعة الزراعية من البنجر هذا فيما يتعلق بالسكر.
ولو تحقق ذلك سنحقق الاكتفاء بنسبة 90% فى حالة زيادة مساحة البنجر، أما الأرز فنحن نزرع مليونا و75 ألف فدان، وننتج 3 ملايين و200 ألف طن محليا، وأما الطماطم فلدينا اكتفاء ذاتى، وكذلك البطاطس، وعلينا زيادة المحاصيل الزيتية والذرة لتوفير احتياجاتنا من الزيوت.
*فى رأيك، كيف يمكن مواكبة التطور الزراعى الذى يشهده العالم لزيادة إنتاج المحاصيل الإستراتيجية؟
بالفعل هذا الأمر صحيح، وعلينا لمواكبة التطور المذهل للزراعة فى العالم التفكير بشكل جذري بشأن تحديث التعليم الزراعى بمصر والمناهج الزراعية والاتجاه إلى توفير الآلات الزراعية الخفيفة والحديثة للحفاظ على خصوبة التربة وعدم انضغاطها وتقليل نسبة الهادر نتيجة استخدام المعدات القديمة
وأطالب بضرورة توفيرها عن طريق طرح هذه الآلات الحديثة بأسعار مناسبة وعلى أقساط بفائدة بسيطة للمزارعين من خلال البنك الزراعي، بالإضافة إلى أنه آن الأوان لإرسال الفلاحين وطلبة المدارس والجامعات الزراعية للخارج فى بعثات تعليمية وتثقفية للوقوف على أحدث التطورات في المجال الزراعي والاستفادة من الخبرات الزراعية للدول المتقدمة زراعيا.
فالميكنة الزراعية الحديثة تعني القيام بالعمليات الزراعية المختلفة بواسطة الآلات والمعدات الميكانيكية الحديثة والمتطورة، حيث تؤدى إلى بذل أقل مجهود بشرى وتقليل الفاقد الزراعى بنسبة كبيرة، مقارنة باستخدام الأدوات الزراعية التقليدية.
*وما هي الأدوات المطلوبة لتطوير القطاع الزراعي؟
الميكنة الزراعية الحديثة تلعب دورًا كبيرًا في تطوير القطاع الزراعي فهي توفر الوقت والجهد المبذول في الزراعة وتزيد الإنتاج الزراعى وتساعد على إجراء العمليات الزراعية بسرعة وبكفاءة ودقة عالية وتمكن من زراعة مساحات كبيرة من المحاصيل التي لم تكن لتزرع دون استخدام الميكنة الزراعية الحديثة.
وتعمل على زيادة سيطرة المزارعين على الآفات والحشائش الضارة التى تصيب محاصيلهم، بالإضافة إلى ضرورة توفير الدولة قروضا (بدون فوائد) أو بفوائد بسيطة للمزارعين لشراء هذه الآلات من خلال البنك الزراعي، لأن استخدام الميكنة الحديثة يؤدي إلى التطور والزيادة في الإنتاج الزراعي وزراعة مساحات واسعة والنهوض بالحياة في الريف.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"