رئيس التحرير
عصام كامل

انزلوا الشوارع

السادة المسئولين يطلون علينا يوميًا للتأكيد على أن أسعار أغلب السلع ثابتة، وأن الحرب الروسية الأوكرانية لم تؤثر حتى الأن على أسعار السلع في مصر، الدكتور علي مصيلحي وزير التموين أكد هذا في آخر إطلالة تليفزيونية له، وأشار إلى أن الأزمة سببها جشع التجار، والعديد من المحافظين أكدوا على ثبات أسعار السلع الغذائية في اتصالاتهم بالبرامج التليفزيونية، والوزير والمحافظين والمذيعين قالوا إن الأزمة سببها جشع التجار، وحذروهم من التلاعب بالأسعار.


على الجانب الآخر.. لا يتوقف أنين المواطنين بسبب الغلاء، نسمعهم في الأسواق والمحلات والشوارع، ونراهم على وسائل التواصل الاجتماعي يقولون عكس ما يقول المسئولون (وليس كل من يشكو الغلاء من جماعة الإخوان)
نحن أمام فريقين.. مسئول ينفي الغلاء ويؤكد أن كله تمام، ومواطن يشكو ويكذب المسئول.


لذلك اقترح على السادة المسئولين أن ينزلوا الشوارع، ويتعاملوا بشكل مباشر مع المواطن والتاجر، على أن يكون عنصر المفاجأة للاثنين (المواطن والتاجر) متوفرًا، فلا إعداد للزيارة، ولا استعداد من التاجر، وبذلك يكون المسئول أقرب للمواطن، ورادعًا قويًا للتاجر.

 

اقتربوا من الناس


أستمع دائمًا لعبارات على ألسنة المسئولين مثل (وفقًا لتعليمات السيد الرئيس فعلنا كذا وكذا، وطلبنا منه فوفر لنا ما طلبنا، ولولا الرئيس لما تحقق هذا وذاك) ألم نسمع هذه العبارات يوميًا من المسئولين؟ فإذا كان الرئيس يبهركم بتصرفاته وإحساسه بالمواطن.. اجعلوه قدوتكم، وانزلوا مثله إلى الشوارع لتقتربوا من أصوات المواطنين التي لا يصل أغلبها من خلال الإعلام.


ألم يتجول رئيس الجمهورية في الشوارع يوم الجمعة من كل الأسبوع ليتحدث مع المواطنين ؟ لماذا لا ينزل وزير التموين إلى الأسواق، ووزيرة الصناعة إلى المصانع، ووزير الصحة أو القائم بالأعمال إلى المستشفيات؟ ولماذا لا يتجول المحافظون يوميًا في القرى والمراكز ؟ هل هو التعالي على المواطن ؟ أم أنه الكسل وشعوركم أن رقابة الإعلام الكاملة بعيدة عنكم ؟ 


أتذكر ونحن صغارًا تلك الحكايات التي يتناقلها الناس عن اللواء سعد الشربيني محافظ الدقهلية الأسبق، والذي كان يتنكر في أزياء مختلفة ويفاجئ المستشفيات والمدارس ومجالس المدن والقرى بزياراته، ويتبع سياسة الثواب والعقاب، لم يكن يصطحب معه كاميرات، ولم تكن وسائل التواصل الإجتماعي موجودة، الرجل كان يعمل لله وللمواطن وللوطن، لا للمنظرة وقمع الموظفين، ومع شدته كان الجميع يحبه، حتى أننا في المحافظات المجاورة كنا نغبط أهالي الدقهلية عليه، وفي عهده كانت المنصورة عروس الدلتا، وفي عهده تم إنشاء صندوق قائم على التبرعات فأنشأ المدارس والمستشفيات ومراكز الشباب، وأنشأ كورنيش المنصورة ونادي جزيرة الورد، لذلك سيظل سعد الشربيني المحافظ النموذج.

 


كونوا مثل الرئيس إذا كان بالفعل قدوتكم، وعلى المحافظ الذي يعمل لله وللمواطن وللوطن أن يتوقف أمام مسيرة اللواء سعد الشربيني إذا أراد تخليدًا لاسمه.
خلاصة القول.. على كل مسئول أن (يشيل شيلته) ويعفر حذاءه بتراب الشارع، وكفي تنظير.
besheerhassan7@gmail.com
 

الجريدة الرسمية