الأزهر في رمضان.. "الطيب" يحسم الجدل حول القضايا الشائكة.. ونشاط مكثفة لـ"الأروقة" طوال الشهر الكريم
«رمضان بلا كورونا».. هكذا يأمل الشعب المصرى فى استقبال شهر رمضان المبارك هذا العام وسط تخفيف الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا، وذلك بعد أن منعهم الفيروس المستجد من عدد من الشعائر والأجواء الرمضانية على مدار العامين السابقين والتى كانت الإجراءات الاحترازية حاضرة بقوة سواء فى الجوامع أم فى الحياة العامة، لكن مع انحسار الفيروس وتراجع وتيرة أعداد المصابين يأمل المصريون فى استعادة أجواء الشهر الكريم مرة أخرى.
ويعد الأزهر الشريف هو الركن الأول الذى يلجأ إليه المصريون فى شهر رمضان المبارك من أجل الحصول على الجرعة الإيمانية والروحانية التى يسعى إليها الناس، سواء على أرض الواقع من خلال الأعداد الغفيرة التى تحج إلى الجامع الأزهر فى صلاة التراويح كل عام، أو من خلال اللقاء والندوات التى يقعدها وعاظ الأزهر فى مراكز الشباب والجامعات والأمسيات الدينية، أو على منصات مواقع التواصل الاجتماعى، والتى أصبحت ملجأ مهما من أجل الحصول على المعلومات الدينية فى العصر الحالى، وهو ما جعل الأزهر يطور من شكل المحتوى الدينى الذى يخرج للجمهور وأصبح الاعتماد على منصات السوشيال ميديا أحد أبرز الأركان فى خطة عمله.
"فيتو" بدورها فتحت خطوط اتصال مع المؤسسات المختلفة التابعة للمشيخة من أجل معرفة خطتها الدعوية فى شهر رمضان وأبرز المحاور التى ستعتمد عليها، سواء على اللقاءات المباشرة مع الجمهور أو من خلال تفعيل منصات مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة التابعة لتلك المؤسسات.
شيخ الأزهر
الإمام الأكبر
وفى البداية كان لنا حديث مع مسئول داخل مشيخة الأزهر الشريف، والذى أكد على أن برنامج فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر سيكون متواجد هذا العام، نافيا كافة الأنباء التى تحدثت عن غياب شيخ الأزهر عن شهر رمضان، على أن يتم البدء فى تصوير أولى حلقاته خلال الأيام القلية القادمة خاصة مع الانتهاء من المحتوى الذى سيتم تقديمه.
مشيرًا إلى أن شيخ الأزهر هذا العام سيركز بالدرجة الأولى خلال حلقات البرنامج على القضايا المباشرة التى تهم الناس وتشغل بال المسلمين فى العالم أجمع، خاصة أن شيخ الأزهر دائما ما يكون مهموما ببلورة بعض القضايا وبيان رأى الإسلام الصحيح فى القضايا الشائكة التى تهم الناس من خلال إرساء وعى حقيقى وفهم سديد لدى الجماهير، مؤكدًا أن الإعلان الذى يتم تداوله خلال الفترة الماضية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى والذى يخص حصل إحدى القنوات وبالتحديد قناة "مودة " التى ظهرت حديثًا وأعلنت إذاعتها لبرنامج شيخ الأزهر غير صحيح على الإطلاق.
وأن القائمين على إدارة القناة كانوا يهدفون إلى الترويج لقناتهم من خلال وضع صورة فضيلة الإمام الأكبر مع مجموعة من الدعاة الآخرين المنتمين إلى تيارات مختلفة، وبعد التواصل معهم أكدوا أن ما حدث هو خطأ غير مقصود من قبل القناة وقدموا اعتذارا للمشيخة وتم إزالة الإعلان الخاص بالبرنامج عبر منصاتها المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي.
البحوث الإسلامية
ومن مشيخة الأزهر الشريف إلى مجمع البحوث الإسلامية أحد أبرز الأركان فى خطة الأزهر الشريف فى شهر رمضان المبارك فإن المجمع أنهى بالفعل خطته للعمل فى شهر رمضان المبارك والتى حصلت "فيتو" على أبرز المحاور الخاصة بها قبل نشرها بشكل رسمى.
حيث من المقرر أن تشتمل على عدة محاور منها تنفيذ مجموعة من السلاسل العلمية والدعوية للواعظين والواعظات والتى ستكون فى شكل عبارة فيديوهات يتم نشرها على صفحات السوشيال ميديا التابعة للمجمع، بجانب عقد أمسيات دينية فى بعض مراكز الشباب والنوادي على مستوى الجمهورية وذلك فى إطار الحملات التى ينفذها المجمع على مدار الفترة الماضية والتى تعتمد على الاحتكاك المباشر بالجمهور فى أماكن تجمعاتهم سواء مراكز الشباب أو النوادى الاجتماعية المختلفة.
وتشمل خطة مجمع البحوث الإسلامية فى شهر رمضان على تنفيذ برامج خاصة مع الطلاب الوافدين فى مدينة البعوث الإسلامية، وذلك فى إطار المجمع بالطلاب الوافدين وفق توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بجانب إعداد برنامج فتوى رمضانية وأخرى نسائية وخواطر دعوية، مسجلة من أجل نشرها طوال أيام شهر رمضان المبارك على الصفحات التابعة للمجمع على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، كما سيتم تحديد توقيت لاستقبال الفتاوى المباشرة والرد عليها، إلى جانب خدمة الفتاوى الإلكترونية المقدمة من خلال موقع المجمع.
الجامع الأزهر
ومن جانبه أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف على الأروقة الأزهرية فى الجامع الأزهر، أن هناك خطة موضوعة بالفعل لنشاط الأروقة داخل الجامع الأزهر طوال شهر رمضان، حيث سيكون هناك محاضرات علمية داخل الجامع عقب صلاة الظهر والعصر بشكل يومى، بجانب عقد لقاء مع الجماهير من قبل أعضاء هيئة كبار العلماء عقب صلاة العشاء، تتناول التى تهم الشباب والمعاصرة مع تقديم العلاج المناسب وفق الرؤية الشرعية.
مشددًا إلى أن تلك اللقاءات ستتم مع مراعاة الإجراءات الاحترازية والمحاذير الصحية التى تضعها الدولة والجهات المختصة، مشيرًا إلى أنه سيتم الاعتماد فى تلك اللقاءات مع الجماهير على كبار أساتذة جامعة الأزهر بجانب أعضاء هيئة كبار العلماء كلًا فى مجال تخصصه.
هيئة كبار العلماء
وأشار إلى أن إدارة الجامعة عملت خلال الفترة الماضية على إعادة إحياء برنامج "شبهات وردود" الذي يقوم على اختيار عدد من أساتذة جامعة الأزهر ويتم اختيار إحدى القضايا المعاصرة التى تهم المجتمع ويتم الحديث عنها وفتح نقاش مفتوح مع المصلين فى الجامع الأزهر وهذا الملتقى سوف يستمر فى شهر رمضان بجانب عقد ندوات عامة، وفق الخطة الموضوعة لفعاليات الأروقة من أول يوم فى شهر رمضان حتى نهايته.
وأضاف "فؤاد" فى تصريحات خاصة لـ"فيتو" أنه من المقرر أن يشهد شهر رمضان العالم الحالى سيشهد إحياء وتفعيل اللقاء الخاصة بالنساء من خلال اختيار عدد من أساتذة جامعة الأزهر من النساء للحديث عن أبرز الأمور المتعلقة بقضايا المرأة، لافتا إلى أن هذا الأمر كان متواجد منذ فترة لكنه توقف بسبب انتشار فيروس كورونا، وفى حال كانت خطة الدولة تسمح بهذه اللقاءات سيتم البدء فيها وفق منهج الدولة الموضوع لهذا الأمر، مع مراعاة الإجراءات الاحترازية، على أن يكون الحضور متاح لكافة المصلين ومرتادي الجامع الأزهر.
الأروقة الأزهرية
وشدد المشرف العام على الأروقة الأزهرية على أن الحضور الكبير الذى تشهده تلك اللقاءات يدلل على أن هناك ثقة لدى الجمهور فى الأزهر الشريف وعلمائه، وأن الناس "عطشى" ويذهبون دائما إلى علماء الأزهر وذلك لما تبين لهم أن هناك من يستخدم لافتة الدين كستار يجعل الدين طعمًا لكى يخفى تحت ستارته ما يريد من أفكار هدامة، ولذلك كانت الأروقة الأزهرية التى انتشرت فى جميع محافظات الجمهورية لكى تكون مصدات ضد أفكار الغلو والتطرف والإرهاب.
واللافت على ذلك الإقبال الجماهيري الشديد من الناس على الدراسة فى الأروقة حتى وصل العدد إلى قرابة الـ 100 دارس على مستوى الجمهورية، وتجرى فى الوقت الحالى تجرى امتحانات الفصل الدراسى الأول للدارسين فى تلك الأروقة على مستوى الجمهورية وفى الجامع الأزهر والذى تقام الامتحانات للدارسين فيه داخل كلية أصول الدين بنفس النظام والانضباط الذى تقدم به الامتحانات داخل الكليات، خاصة أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف يضع الأروقة الأزهرية ونشاطها فى صدارة اهتمامه ويطلب دائما أن نهتم بالقضايا التى تهم المجتمع ويتم توضيحها للناس بالموعظة الحسنة وبالأسلوب اللين السهل الذي تصل فيه المعلومة إلى الناس، بجانب متابعة أولية من قبل الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر الشريف، وهو ما سيتم مراعاته داخل اللقاءات الخاصة بشهر رمضان المبارك.
لجنة المصالحات
ومن جانبه أوضح الدكتور عباس شومان رئيس اللجنة العليا للمصالحات فى الأزهر الشريف، والمشرف على لجنة الفتوى العليا فى المشيخة، أن العمل فى المصالحات والفتوى مستمر خلال شهر رمضان المبارك ولن يتوقف، خاصة أن هناك عددًا كبيرًا من المصالحات التى تعمل اللجنة على الانتهاء منها خلال الوقت الحالى والتى تأثرت الجلسات النهائية فيها بظروف فيروس كورونا.
وهناك تفاوض مع الخصوم فى الوقت الحالى من أجل حسم تلك القضايا والمنازعات، مشيرًا إلى أن يجرى العمل فى الوقت الحالى على إطلاق مبادرة جديدة على مستوى الجمهورية سيتم الإعلان عنها قريبًا، تخص المصالحات على أن تنطلق فى كافة المحافظات وتهدف إلى تنشيط العمل فى مجال المصالحات، لأن هناك عدة مناطق تحتاج إلى عمل مكثف فى هذا الملف وعلى رأسها محافظات الصعيد خاصة مع هدوء جائحة كورونا وأصبحت الأمور أخف فى الوقت الراهن.
لجنة الفتوى
وأضاف "شومان" فى تصريح خاص لـ"فيتو" أن فيما يخص مجال الفتوى فنشاطه مستمر طوال الشهر الكريم، خاصة بعد تطوير العمل داخل لجنة الفتوى الرئيسية فى الجامع الأزهر، وأصبح الأمر فى الوقت الراهن هو عمل إلكترونى داخل كافة لجان الفتوى التابعة للأزهر فى كافة المحافظات مع ربطها باللجنة الرئيسية فى القاهرة، بجانب إحداث تغيير فى شكل الفتوى الصادرة عن الأزهر بحيث تكون فتاوى مختصرة تناسب ثقافة الناس وميلهم إلى الاختصار بعيدًا عن التطويل فى شكل جديد يتم تقديم الفتوى به، يعتمد على الاختصار مع إرفاق تفصيل مطول لعملية التأصيل الفقهى والأدلة.
وأوضح "شومان" أن ذلك يتم وفق تعليمات وتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والذى يعطى دائما تعليمات بتكثيف العمل ومساعدة الناس سواء أكان فى مجال الفتوى أو المصالحات، والذى يهتم بها ويتابعها شخصيا بنفسه، بجانب تعليماته بتكثيف وبذل كافة الجهود من أجل التيسير على النساء فى مجال الفتوى من خلال اختيار أخف الآراء المناسبة للناس وأحوالهم ومعيشتهم حيث يوجه دائما الأخذ بأيسر الآراء التى تتوافق مع الشرع وتوافق حال الناس وهو ما يتم بالفعل.
نقلًا عن العدد الورقي…