تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. أزمة عالمية في إمدادات السلع
تسببت الحرب بين روسيا وأوكرانيا في صراع عالمي من نوع جديد طال أسعار مختلف السلع على مستوى العالم فنظام العولمة فرض على الدول الاعتماد على بعضها الآخر وهذا ما تشرحه أزمة أشباه الموصلات والتي طالتها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والتي تعيش يومها الـ26.
واليوم يعاني العالم من أزمة نقص أشباه الموصلات المستخدمة في انتاج الهواتف الذكية واجهزة الكمبيوتر والسيارات الجديدة بالاضافة الى المعدات العسكرية الذكية والعديد من السلع حول العالم.
ومع العالمية العسكرية الروسية في أوكرانيا تواجه كييف صعوبة في استمرار تشغيل مصانع إنتاج غاز النيون، الهام في تصنيع (الرقائق الإلكترونية) أشباه الموصلات ما يتسبب في أزمة حقيقية.
أوقفت أوكرانيا شركتا "إنجاس" وكريوين" عملياتهما من انتاج غاز النيون والذي يمثل عصب صناعة (الرقائق الالكترونية) بما تمثله الشركتان من 45% إلى 54% من إنتاج غاز النيون عالميًا، وهو الغاز اللازم لأجهزة الليزر ويستخدم في صناعة الرقائق الإلكترونية، وفقًا لوكالة رويترز.
وفي ذلك الصدد أكد أنجيلو زينو المحلل في شركة "سي إف آر إيه" لبحوث الاستثمار، ان استمرار الصراع الروسي الأوكراني سيؤثر بشكل كبير على الانتاج محذرا من تفاقم الوضع إذا نضبت المخزونات بحلول الشهر المقبل، ولم توفر شركات تصنيع الرقائق احتياجاتها من مناطق أخرى ما سيمثل ضربة حقيقية لصناعات الرقائق الالكترونية.
وأوقفت شركة كريوين في مدينة أوديسا، إنتاجها مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية ؛وفقًا لمديرة تطوير الأعمال في الشركة، لاريسا بوندارينكو ليقع عاتق إنتاج غاز النيون على عاتق شركة أنجاس الأوكرانية.
ويقع مقر شركة أنجاس الأوكرانية في مدينة ماريوبول المحاصرة من قبل القوات الروسية والتي أمهلت السلطات الأوكرانية حتى صباح الغد لتسليم المدينة وسط حصار خانق ومعارك عنيفة تشهدها المدينة الاستراتيجية للقوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية.
وقبل العملية العسكرية، أنتجت شركة أنجاس ما بين 15 ألفًا و20 ألف متر مكعب من النيون شهريًا لعملائها في تايوان وكوريا الجنوبية والصين والولايات المتحدة وألمانيا.
وبحسب كبير المسؤولين في شركة أنجاس نيكولاي أفدجي استخدمت 75% من الكمية المنتجة من غاز النيون في صناعة الرقائق الالكترونية ما وضع عمالقة صناعة الأجهزة الإلكترونية في مأزق حقيقي.
وكانت أمهلت وزارة الدفاع الروسية السلطات في أوكرانيا حتى صباح غد الاثنين لتسليم مدينة ماريوبول الأوكرانية للقوات الروسية.
الدفاع الروسية
كما دعت وزارة الدفاع الروسية بحسب شبكة سكاي نيوز، ما اسمتهم بـ"القوميين" في ماريبول لإلقاء السلاح وتوفر ممرا آمنا للخروج منها غدا 21 مارس الجاري.
وأكدت الدفاع الروسية إجلاء أكثر من 330 ألف شخص من أوكرانيا إلى روسيا منذ بدء العملية العسكرية.
وكانت تناولت أبرز الصحف والمجلات العالمية الصادرة اليوم الأحد، تطورات العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا في أسبوعها الرابع.
وتحدثت تقارير عن ”تقدم عسكري مهم“ لموسكو بعد سيطرتها على بحر آزوف وإبعاد القوات الأوكرانية عنه، وذلك في وقت تستعد فيه القوات الروسية للسيطرة على مدينة ماريوبول الاستراتيجية.
بحر آزوف
وذكرت صحيفة ”التايمز“ البريطانية أن القوات الروسية حققت ”انتصارًا نادرًا لكنه كبير ومهم“ بعد أن قطعت الطريق على القوات الأوكرانية باتجاه بحر آزوف جنوب شرق البلاد، ودفعت بمدينة ماريوبول إلى حافة الانهيار وسط مزاعم بأن موسكو أطلقت صواريخ فرط صوتية.
جاء ذلك بعد أن اعترفت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بأنها فقدت مؤقتا الوصول إلى بحر آزوف، الذي يربط ساحله شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بالجمهوريتين الانفصاليتين، دونيتسك ولوجانسك، ثم إلى روسيا نفسها.