حكايات الألم والأمل.. 4 قصص تكشف كفاح الأمهات المثاليات للوصول بالأبناء إلى بر الأمان
أعلنت اليوم الأحد وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج أسماء الأمهات المثاليات لعام 2022، وحصلت وجيدة الديداموني إبراهيم من محافظة الشرقية على المركز الأول، بينما فازت سميرة أحمد من سوهاج على المركز الثاني، وجاءت محافظة قنا في المركز الثالث حصلت عليه إقبال فايز لبيب
الأمهات المثاليات
وخلف كل أم من الامهات المثاليات خلال عام 2022 قصص من الكفاح والمعاناة وكان ابرز هؤلاء حيات ابراهيم مغنم سليمان 67 عاما الام المثالية بشمال سيناء التي تعمل معلمة بمدرسة التجارة للبنات تقول انها فى بداية زواجها لم يكرمها الله بإنجاب الأطفال حتى مرت 10 سنوات ولكن اكرمها الله فى السنة الحادية عشر من الزواج بقدوم ابنتها شروق.
توفى زوجها منذ 17 عاما وترك لها طفلة في السادسة من عمرها وطفل في الرابعة من عمره فكانت هي الأم والأب حتى تخرجا من الجامعة وأصبحا يعتمدان على أنفسهما.
وتابعت الأم المثالية على مستوى شمال سيناء: بعد وفاة زوجي الذي كان يعمل موظف بديوان عام المحافظة علمت اولادي حتى تم التحاق ابنتي شروق بكلية التربية وتخرجت بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف والابن الثاني محمد يدرس حاليا فى كلية التربية الرياضية بجامعة العريش ومتفوق ويحصل كل عام على تقديرات جيدا جيدا مع مرتبة الشرف.
وأرجعت الأم المثالية بشمال سيناء الفضل لأهل زوجها لوقوفهم بجانبها بعد وفاة زوجها وطوال فترة دراستهم فى المدارس والجامعات حتى تخرجت ابنتها الكبرى وتزوجت منذ فترة قصيرة.
وطالبت حيات الأم المثالية على مستوى شمال سيناء المسؤولين بتعيين ابنتها البكر بعد تخرجها من الجامعة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف بجامعة العريش.
أرملة الشهيد
ضربت السيدة علية مثالا رائعا للمرأة المكافحة الصابرة التى أنفقت سنوات عمرها وزهرة شبابها على تربية 3 أبناء بعد تغيب زوجها فلم تهب الفقر ولا كونها أرملة في قرية ريفية فقيرة فكانت لأبنائها الأب والأم والدعم والسند حتى صاروا رجالا يهابهم المجتمع وردوا لها الجميل اليوم بتتويجها الأم المثالية بمحافظة أسيوط.
وقالت علية عبدالهادي أبوالليل الأم المثالية الفائزة بالمركز الأول بأسيوط إن الله رزقها بثلاثة أبناء جميعهم حصلوا على التعليم الجامعي وصل للماجستير والدراسات العليا ورغم أنها قامت بتربيتهم بمفردها دون دعم أو سند بعد ذهاب زوجها للحرب ولم يعد، ولم تكن تعرف إن كان توفاه الله بعد الحرب أو استشهد خلالها فلم يخطرها أحد إلا بعد الحرب بفترة، وعاشت وذاقت الأمرين معتمدة على معاش زوجها الزهيد منذ أكثر من ٣٠ عاما.
وعلية من مواليد قرية نزالى جنوب بمركز القوصية ولديها 3 أبناء وهم خالد أحمد على حسين وعلى أحمد حسين وابراهيم أحمد على الابن على حاصل ماجستير تربية وإبراهيم ليسانس شريعة وقانون وخالد بكالوريوس تجارة فلم تضع الأم سوى تعليم أبنائها أولا وقبل كل شيء رغم كونها سيدة امية.
وأكدت الأم المثالية بمحافظة أسيوط إنها لم تكن تعمل فهي ربة منزل وزوجها تغيب في الحرب وكان لديها الطفل الأصغر فى سن عامين وكانت تنتظره بعدما خاض حرب أكتوبر ٧٣ ولم تأت اي أخبار عن وفاته إلا بعد الهدنة بفترة وأكدت أنها واصلت الليل بالنهار من أجل أبنائها وجعلت اولوياتهم استكمال تعليمهم في ظل ظروف صعبة، وليس لها مصدر رزق غير المعاش الذي تركه زوجها.
وعانت الأم المثالية بعد وفاة زوجها كثيرا وخاصة أن الصعيد كان مهمشا وخاصة في القرى وفرص التعليم قليل ولكنها اتخذت تعليم أبنائها سلاحا لمواجهة المجتمع وخاصة أن زوجها شهيد حرب فيجب أن يجازيه الوطن في أبناءه وبالفعل وجدت ثمرة تعبها في نجاح أبنائها.
وأوضحت علية أن أبناءها قدموا لها في مسابقة الأم المثالية دون علمها وانها فوجئت باتصال مسؤولي التضامن وتكريمها لافتة إلي ان الله كرمها في تعليم أبنائها ومن بعدهم أحفادها ونجاحهم في حياتهم حتى أصبحت لهم مراكز مرموقة في المجتمع.
المشروعات الصغيرة
كما حصلت شادية حسين راشد، علي المركز الأول في الأم المثالية للمشروعات الصغيرة علي مستوي جمهورية مصر العربية.
وقالت شادية إنها تبلغ من العمر 70 عاما، وخرجت من الصف الرابع الابتدائي كعادة أهل القرية في عدم تعليم البنات في ذلك الوقت، وتعلمت الحياكة، وتزوجت من مجند بالجيش فى عام 1971 كل ما يتقاضاه هى 2 جنيه فقط فقررت العودة للخياطة لمساعدة زوجها.
وأكدت أنه بعد حرب أكتوبر 1973 خرج الزوج من الجيش بالسلامة بعد مرحلة مليئة بالقلق والتوتر وتم تعيينه في وزارة الري براتب 9 جنيهات وهى مازالت تمارس الخياطة وأنجبت خلالها خمسة أبناء عاش منهم 3 فقط قامت برعايتهم بالإضافة إلى عملها بالخياطة لمساندة الزوج فى مصاريف الدراسة والحياة.
ولفتت الي مرض الزوج بجلطة بالقلب ما أثر عليه فى القدم وكان الأبناء فى الدراسة فظلت تساند زوجها حتى قامت بتزويج ابنتها الكبرى بمحافظة البحر الأحمر وجهزتها بأفضل جهاز وخلال هذه الفترة مرض الزوج للمرة الثانية ونفد قضاء الله.
وفاة الزوج
واستكملت: توفى الزوج عام 2000 وكان الأولاد فى مراحل التعليم المختلفة، فكانت الابنة الثانية فى انتظار نتيجتها فى السنة النهائية لكلية الآداب والابن الصغير بالصف الأول الإعدادى، وعملت الام كمدربة خياطة بمركز الفتيات التابعة للشئون الاجتماعية، وقامت بتأجير محل لتعمل به بالخياطة للملابس والمفروشات والستائر فى نفس الوقت.
وأكدت أنها استكملت رسالتها مع أبنائها وأيضا فى عمل الخير فشهر رمضان تخصصه لعمل فساتين أطفال بناتي للأيتام وغير القادرين مجانا، وتقوم بتوزيعهم قبل العيد بأيام قليلة، وأيضا تساعد في جهاز العرائس غير القادرات والأيتام، وأيضا تقوم بشراء ماكينة خياطة لمن ظروفهن الاقتصادية صعبة وتريد أن تعمل، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فقد توفيت ابنتها الكبرى في حادث أليم تاركة لها أحفادا في عمر الزهور لتقوم هي برعايتهم بعد وفاة ابنتها.
جاء فوز السيدة أمل المغربي والدة الشهيد محمد عبده بلقب الأم المثالية علي مستوي الجمهورية الملقبه بأم الصابرين في الإسكندرية بمثابة تكريم لها عن صبرها لفقدها لابنها الذي استشهد ثم ابنتها ولم يفصل بينهم سوي أشهر قليلة.
وأكدت أم الصابرين، سعادتها باختيارها ضمن الأمهات المثاليات، موضحة أنه يعتبر بمثابة تكريم لمشوارها عبر الفترة الماضية، وصبرها على قضاء الله سبحانه وتعالى وهي راضية بهذا القضاء الذي اختاره لتصبر وتحتسب عند الله وتلتقي بابنها وابنتها في الجنة.
وعن أصعب اللحظات التي مرت بها الأم المثالية، قالت إنها لحظات وداع ابنها الذي استشهد، وكذلك وفاة ابنتها، فقد تركا جرحا كبيرا وأثرا ورغم كل هذا ظلت صابرة.
وقالت أم صابرين: إن ابنها وابنتها يعيشان معها في كل لحظة وتتذكرهما دائما، ولا تنساهما وصورهما موجودة في المنزل وحجراتهم كما هي فهي لهذا صابرة ومحتسبة.
وجاء جيران أم الصابرين لتهنئتها علي فوزها بلقب الأم المثالية وسط فرحة كبيرة والتأكيد علي استحقاقها لهذا اللقب.