سي إن إن: بوتين يحلم بإعادة بناء إمبراطورية استبدادية
قالت شبكة ”سي إن إن“ الأمريكية إن الرئيس جو بايدن سعى لتطوير سياسة لاحتواء نظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ أكثر من 20 عامًا.
إعادة بناء إمبراطورية
ولفتت الشبكة في تقرير أمس السبت إلى أن بايدن حذر مِرارًا من أن ”بوتين كان يحلم بإعادة بناء إمبراطورية استبدادية“ وأن تصريحاته تعود إلى أيامه كسيناتور من ولاية ديلاوير، مضيفة أنه خلال حملته الانتخابية، كشف بايدن مِرارًا أنه يعرف أن بوتين لا يريده أن يفوز.
وأوضحت أن منذ بداية عهده كرئيس، اعتمد بايدن على إحساسه لصياغة ردوده على بوتين وأن هذه الأحاسيس ”أرشدته للطريقة التي يتعامل بها مع الزعيم الروسي“.
وقالت الشبكة إنه ”وفقًا لعشرات المقابلات مع مسؤولي البيت الأبيض وأعضاء الكونجرس عمل بايدن عن عمد مع حلفاء في الخارج لحرمان الزعيم الروسي من امتيازات كثيرة بما فيها التحدث مباشرة مع الرئيس الأمريكي.. وفي حديثه العلني والسري عن الحرب باعتبارها معركة من أجل الحرية والديمقراطية ترك بايدن قادة آخرين للتحدث مع بوتين“.
وأضافت ”كما أنه تحرك بشكل متعمد في الداخل لإنهاء الخلاف السياسي لحشد المعارضة لغزو أوكرانيا لدرجة أن تشويه سمعة الزعيم الروسي باتت السمة الرئيسة لاتفاق الحزبين الديمقراطي والجمهوري منذ تولي بايدن“، لافتة إلى أن بايدن صعّد أخيرًا من لهجته بوصف الرئيس الروسي بـ ”مجرم حرب“ و”دكتاتور قاتل“ و”سفاح خالص“.
ونقلت عن النائب جريج ميكس، الديمقراطي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قوله إن ”ما يحاول بوتين فعله هو تطويق كييف.. وما يحاول بايدن فعله أيضًا هو جعل العالم كله يحاصر بوتين“.
وذكرت أن جزءًا من الدرس الذي استخلصه بايدن عندما كان نائبًا للرئيس خلال غزو بوتين لشبه جزيرة القرم عام 2014 هو أن دول الناتو ستحتاج إلى استجابة أسرع وأكثر تماسكًا مقارنة بأشهر الاقتتال الداخلي الذي أدى إلى فرض عقوبات ضعيفة للغاية في تلك الفترة لدرجة أن بوتين تغلب عليها بسهولة.
وقالت إنه ”مع ذلك، يعترف مسؤولو الإدارة سرًّا أنه إذا كان بوتين غزا أوكرانيا قبل عام فربما تكون الأحداث قد وقعت بشكل مختلف تمامًا بعد أربع سنوات من العلاقات المدمرة للرئيس السابق دونالد ترامب ووصفه الناتو بأنه عفا عليه الزمن“.
وخلال حملته الانتخابية عام 2020، تحدث بايدن عن المواجهة التي رأى أنها قادمة قائلًا ”لدى بوتين هدف رئيس واحد وهو كسر الناتو وإضعاف التحالف الغربي وتقليص قدرتنا على المنافسة في المحيط الهادئ من خلال العمل مع الصين.. وهذا لن يحدث في فترتي“.
وكانت آخر محادثة بين بايدن وبوتين في الـ12 من فبراير الماضي، بحسب الشبكة التي لفتت إلى أن النتيجة هي أن بوتين أصبح محاصرًا بأكثر مما توقعه حتى بايدن.
ونقلت عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله إن ”جو بايدن يعرف فلاديمير بوتين منذ عقود ويعرف بالضبط مع مَن يتعامل.. وكلما تحدثا كان بايدن يقاطع بوتين عندما يبدأ الرئيس الروسي في تقديم شكاوى.. وكثيرًا ما قال بايدن له: لا، هذا ليس ما نتحدث عنه“.
وتابع المسؤول ”لا يمكن للرئيس بوتين استخدام الكثير من حيله مع الرئيس بايدن.. حاول إخراج الرئيس بايدن عن الموضوع من خلال الاستشهاد بجزء غامض من اتفاقيات مينسك أو خطاب ألقاه شخص ما في أواخر التسعينيات.. لكن بايدن كان دومًا يعيد المحادثة مباشرة إلى ما أتى للحديث عنه“.