مكاسب وخسائر المنتخب بعد مباراتي السنغال.. التأهل وعقود الرعاية في انتظار الأبطال.. والهزيمة تجعل مهمة "علام" أصعب
لا صوت يعلو داخل الشارع الكروي في مصر عن مباراتي المنتخب الوطني الأول أمام نظيره السنغالي في الدور النهائي من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 التي تحتضنها دولة قطر في شهر نوفمبر المقبل، حيث يطمح منتخب الفراعنة ومن خلفه أكثر من 100 مليون مصري فى التأهل للعرس الكروي الأهم في العالم للمرة الرابعة في تاريخه، والثانية على التوالي، لوضع الكرة المصرية على الخريطة العالمية، والتواجد بقوة فى المحفل العالمي، الذي ينتظره عشاق الساحرة المستديرة مرة واحدة كل أربع سنوات.
مستقبل الكرة المصرية
مباراتا منتخب مصر أمام أسود التيرانجا المحدد لهما يوما 25 و29 مارس الجاري فى القاهرة وداكار، سيرسمان ملامح ومستقبل الكرة المصرية خلال المستقبل القريب، فإما أن تستعيد بريقها ومكانتها بين قارات العالم الست، أو الدخول إلى النفق المظلم.
منتخب مصر بقيادة مديره الفني البرتغالي كارلوس كيروش يسعى إلى كتابة تاريخ جديد لكرة القدم المصرية، خاصة أن تأهله لنهائي بطولة الأمم الإفريقية الأخيرة في الكاميرون لم يكن محض الصدفة، بل لأنه أحد الكبار في القارة السمراء، وأن خسارته للقب الأفريقي لم تكن إلا بسبب غياب الحظ عنه في ركلات الترجيح التي نقلت كأس البطولة من القاهرة الى العاصمة السنغالية داكار، وأن منتخب الفراعنة قادر هذه المرة على الثأر من أسود التيرانجا، والتأهل على حسابهم إلي بطولة كأس العالم فى قطر.
نجاح منتخب مصر فى تخطي المنتخب السنغالي في المباراتين الفاصلتين وتأهله لمونديال 2022، سيفتح أمامه الطريق لتحقيق مكاسب كبيرة لا تعد ولا تحصى، يأتي في مقدمتها استعادة كبريائه ومكانته داخل القارة الإفريقية، كما أنه سيسهل مهمة مجلس الجبلاية الجديد برئاسة جمال علام في إيجاد عقد رعاية جديد يليق بقيمة الاتحاد المصري لكرة القدم، والمنتخبات الوطنية في كافة مراحلها السنية، وبقيمة مالية كبيرة تساعده على الخروج من أزمته المالية الحالية، وإكمال خطته الطموحة للنهوض بكرة القدم المصرية على كافة المستويات، خاصة أن عقد الرعاية الحالي ينتهي بحلول منتصف العام الجاري.
كما أن تأهل المنتخب الوطني لمونديال قطر، سيجعل شركات الملابس الرياضية الكبرى حول العالم تتسابق من أجل الظفر بحقوق رعاية ملابس المنتخبات الوطنية بكافة مراحلها السنية، لاسيما أن عقد الرعاية الحالي لشركة بوما العالمية ينتهي أيضا قبل مونديال قطر 2022، وبالطبع فإن تأهل الفراعنة للمحفل الكروي العالمي، سيعزز موقف مسئولي اتحاد الكرة في التفاوض مع الراعي الجديد لملابس المنتخبات الوطنية، والحصول على مزايا مالية كبيرة في عقد الرعاية الجديد.
الخسائر
أما في حالة الإخفاق لا قدر الله، فستكون مهمة مجلس جمال علام بالغة الصعوبة في إيجاد عقد رعاية جديد، يتناسب وقيمة المنتخب المصري، وسيضع مزيدا من الأعباء على الأوضاع المالية لاتحاد بالكرة خلال السنوات القادمة، حيث ستنفض عن منتخب الفراعنة شركات الملابس الكبرى، وستمنح الأولوية للمنتخبات المتأهلة لمونديال 2022 بقطر، كما أن تأهل منتخب مصر لنهائيات كأس العالم القادمة، سيمنح مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي مزيدا من الثقة والاستقرار، وستساعده على العمل في مناخ أكثر هدوءا من أجل استكمال مشروعه في تنظيم البيت الكروي من الداخل، وإعادة الهيكلة الإدارية داخل الاتحاد، وتطوير المسابقات بما ينعكس بالإيجاب على مستوى المنتخبات الوطنية في كافة مراحلها السنية.
إلى جانب الارتقاء بكرة القدم النسائية والكرة الشاطئية وكرة الصالات، حيث يعد المنتخب الأول هو القاطرة الوحيدة التي يمكنها أن تنهض بكل هذه المنتخبات، وهو الرافد الأساسي للموارد المالية التي يصرف منها على القطاعات الثلاث السابقة، لاسيما بعد أن انتقلت حقوق الرعاية الخاصة ببطولة الدوري المصري الممتاز إلى رابطة الأندية المحترفة برئاسة أحمد دياب، لتحرم خزينة الجبلاية من مورد مالي كبير، كان يدر عليها دخلا ماليا ليس بالقليل.
ومن أجل تحقيق الحلم الكبير بالتأهل لمونديال قطر، فإن مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي، لا يدخر جهدا لتوفير لبن العصفور للجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة كارلوس كيروش، من أجل الوصول للهدف المنشود، وبلوغ العرس الكروي الذي يقام للمرة الأولى في تاريخه على أرض دولة عربية، ولا يليق أن تغيب عنه مصر زعيمة الأمة العربية.
ويدرك البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني لمنتخب مصر، مدى أهمية تعلق المصريين بمنتخب بلادهم، وتشبثهم بتحقيق حلم التأهل لمونديال قطر، الذي يمثل قيمة كبيرة لأحفاد الفراعنة، كونه يقام على الأراضي العربية، وهو ما دفع الخواجة لعقد جلسة مع جمال علام رئيس اتحاد الكرة خلال الأيام القليلة الماضية، طالبه خلالها بإبعاد جميع أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة عن منظومة المنتخب الوطني خلال هذه المرحلة، وحتى الانتهاء من مباراتي السنغال الحاسمتين، وأن يكون رئيس الاتحاد فقط، هو همزة الوصل بين الجهاز الفني للفراعنة ومجلس الجبلاية، لتوفير أكبر قدر من الهدوء والتركيز في الأجواء المحيطة بالفريق، من أجل تحقيق الهدف المنتظر وهو التأهل للمونديال.
وشدد كيروش خلال اجتماعه مع رئيس اتحاد الكرة، على إبعاد أعضاء المجلس عن الجهاز الفني ولاعبي المنتخب الوطني خلال معسكر مباراتي السنغال، وعدم التواجد في مقر إقامة الفريق قبل مباراة الذهاب في القاهرة، وتوفير كل الأجواء التي تساعد اللاعبين على التركيز في تحقيق الفوز على منتخب السنغالي بنتيجة مطمئنة قبل لقاء العودة في العاصمة السنغالية داكار.
دعم كيروش
رئيس اتحاد الكرة من جانبه طمأن المدير الفني للمنتخب الوطني، أن جميع أعضاء المجلس يدعمونه بقوة، ويثقون في قدرته على قيادة الفراعنة، لتحقيق حلم التأهل للمونديال، كما أكد له دعم كل المسئولين عن الرياضة المصرية له وللاعبي منتخب مصر، وعلى رأسهم وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، وأن الأخير وجه بصرف كافة مستحقات لاعبي الفريق لدى اتحاد الكرة قبل انطلاق معسكره لمباراتي السنغال، وعلى رأسها مكافأة التأهل للمباراة النهائية في بطولة أمم إفريقيا الأخيرة، وعدم إبقاء مليم واحد لأي لاعب من مستحقاته طرف الاتحاد، حتى يتفرغ الجميع ويصبح أكثر تركيزا في مهمة تخطي المنتخب السنغالي وبلوغ المونديال.
وشهدت الأيام الماضية اتصالا هاتفيا بين البرتغالي كارلوس كيروش مع محمد صلاح قائد منتخب مصر وجناح ليفربول الإنجليزي، للاطمئنان على اللاعب بعد تعرضه للإصابة في مباراة فريقه الاخيرة أمام برايتون بالدوري الإنجليزي الممتاز، والتي تألق خلالها النجم المصري وأحرز خلالها أحد هدفي الفوز لفريقه، والتي انتهت لصالح ليفربول بهدفين مقابل لاشيء، وطمأن محمد صلاح المدير الفني بأن إصابته بسيطة ولن تمنعه عن المشاركة أمام السنغال.
كيروش أبلغ صلاح بأنه يعول عليه كثيرا كقائد للفريق في لم شمل لاعبي منتخب مصر، ونقل خبراته الكبيرة إليهم فى التعامل مع مثل هذه المباريات الكبرى، وأن يقوم بتحفيز اللاعبين للثأر من المنتخب السنغالي الذي حرمهم من التتويج بلقب أمم إفريقيا للمرة الثامنة في تاريخ الفراعنة، كما طالبه بالعمل على رفع معنويات جميع زملائه، وأنهم ليسوا أقل من لاعبي المنتخب السنغالي، وأنهم قادرون على النيل منهم ورسم الفرحة على وجوه أكثر من 100 مليون مصري.
محمد صلاح
محمد صلاح وعد كارلوس كيروش بأنه لن يدخر جهدا في مسعاه لبث الروح القتالية بين زملائه في صفوف المنتخب الوطني، وتجهيزهم نفسيا ومعنويا لمواجهة المنتخب السنغالي، كما طمأن كيروش بأن هناك اللاعب رقم 12 الذي سيكون له الدور الأكبر في مواجهة أسود التيرانجا وهو الجمهور المصري الذي سيملأ مدرجات استاد القاهرة الدولي عن آخرها، ليبث الرعب في قلوب لاعبي السنغال، ويكون سلاح الفراعنة لبلوغ المونديال.
وبعيدا عن المنتخب الأول ومواجهتي السنغال، بات المنتخب الأوليمبي يمثل صداعا لمجلس الجبلاية برئاسة جمال علام، خاصة بعد قرار الإطاحة بالجهاز الفني للفريق بقيادة شوقي غريب، بداعي توفير النفقات وعدم وجود ارتباط للفريق خلال العام الحالي، إلا أن بعض أعضاء المجلس نبه إلى ضرورة الإسراع بتشكيل الجهاز الفني للمنتخب الأوليمبي، خاصة أنه تنتظره ارتباطات رسمية في التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أفريقيا تحت 23 عاما، والمؤهلة لأولمبياد باريس 2024.
وأن الجهاز الفني الجديد سيحتاج مزيدا من الوقت، من أجل بناء فريق قوي يحتاج للكثير من المعسكرات والتجارب الودية، وخلق حالة من الانسجام بين لاعبيه قبل انطلاق مبارياته الرسمية، لاسيما أن لاعبي منتخب 2001 الذي كان يقوده ربيع ياسين، والذين يمثلون قوام المنتخب الأوليمبي لم يخوضوا أي مباريات ودية منذ أزمة الانسحاب الشهيرة التي صاحبت حرمان منتخب 2001 من المشاركة في تصفيات شمال إفريقيا تحت 19 عاما بتونس في ديسمبر 2020 بسبب إصابة لاعبيه بفيروس كورونا، ما حرم الفراعنة الصغار من التأهل لبطولة أمم إفريقيا للشباب التي استضافتها موريتانيا العام الماضي، وهو ما يصعب مهمة الجهاز الفني القادم للمنتخب الأوليمبي في بناء فريق قوي قادر على المنافسة، وتحقيق حلم التأهل لأولمبياد باريس 2024.
نقلًا عن العدد الورقي…