من بلغاريا إلى سلوفاكيا.. أزمات الدبلوماسية الروسية في أوروبا عرض مستمر
تلقت الدبلوماسية الروسية مجموعة من الضربات الموجعة عقب اندلاع الحرب بين موسكو وأوكرانيا، ما تسبب في خلق حالة غير عادية من التوتر في القارة الأوروبية، والتي تسعى بجهد منقطع النظير لإنهاء الحرب ونزع فتيل الأزمة، وسط تخوف من سوء تقدير يحدث فجوة تنتهي معها أي آفاق للسلام.
الدبلوماسية الروسية
ووسط تلك المجهودات تتأزم الأوضاع على المستوى الدبلوماسي بين موسكو والغرب يوما تلو الآخر بالتزامن مع تصعيد دبلوماسي بدأ في سلوفاكيا، وامتد إلى بلغاريا بعد طرد الدبلوماسيين الروس من العاصمة البلغارية صوفيا لترد موسكو بتوعد بلغاري بعقاب قاس على الرغم من تورط رجال موسكو في عمليات تجسس بحسب اعترافات المتهمين في سلوفاكيا.
وانكشفت القصة الكاملة بعدما توعدت روسيا بلغاريا ودول البلطيق برد مناسب بعد طرد الدبلوماسيين الروس من العاصمة البلغارية صوفيا.
روسيا تتوعد بلغاريا
وأعلنت بلغاريا طرد 10 من البعثة الدبلوماسية الروسية في العاصمة صوفيا لقيامهم بما وصفته "أنشطة لا تتوافق مع اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية".
وتحتم على الدبلوماسيين الروس مغادرة الأراضي البلغارية خلال 72 ساعة خاصة بعدما استخدمت السلطات في بلغارية لهجة حادة تستخدم عادة للإشارة إلى أنشطة تجسس.
ومع إعلان بلغاريا الجديد يصل عدد الدبلوماسيين الروس المطرودين من بلغاريا لـ20 دبلوماسيًّا ومساعدًا وفنيًّا.
ومن جانبها أكدت السفارة الروسية في بيان على طرد 10 دبلوماسيين روسًا من العاصمة البلغارية صوفيا متوعدة بلغاريا برد قاسي.
تكرار الأزمة الدبلوماسية
وعلى جانب آخر تكررت الأزمة الدبلوماسية وقت سابق بين موسكو وسلوفاكيا والتي امهلت ثلاثة دبلوماسيين روس 72 ساعة مهلة لمغادرة البلاد عقب معلومات استخباراتية من قبل أجهزة الأمن السلوفاكية.
طرد ثلاثة دبلوماسيين روس
وبدأت القصة بحسب “روسيا اليوم”، من قرار صادر من وزارة الخارجية في سلوفاكيا يقضي بطرد ثلاثة دبلوماسيين روس إثر اتهامهم بممارسة أنشطة تنتهك بنود اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
وذكرت الوزارة أنها "حثت بقوة السفارة الروسية على التأكد من أن أنشطة دبلوماسييها تتسق مع الاتفاقية، الأمر الذي يتعين على البلدين الالتزام به".
وتفجر الموقف بعدما القت الشرطة في سلوفاكيا، القبض على 4 مواطنين بتهمة جمع معلومات سرية من أجل أحد موظفي السفارة الروسية في البلاد بحسب شتيفان هامران، الرئيس بالنيابة لشرطة الجمهورية السلوفاكية.
أجهزة مكافحة التجسس
وأكد هامران أن المتورطين في العملية هم عميل سابق في أجهزة مكافحة التجسس ومساعد نائب برلمان سابقًا، وموظف سابق في الأكاديمية العسكرية الوطنية وصحفي في موقع إخباري لافتا إلى تقاضي المتهمين مبال مالية ضخمة مؤكدا اعتراف اثنين من المتهمين مؤكدا حق بلاده في حماية أمنها القومي من المخاطر.
وفي خضم حرب التجسس الدائرة بالتزامن مع حرب روسيا وأوكرانيا تقف اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية كخط ردع أمام الأنشطة المعادية لسفارات الدولة خاصة أن المعاهدة الدولية والتي وقعت عام 1961 تحدد إطارا للعلاقات الدبلوماسية بين الدول المستقلة، وتحدد امتيازات البعثة الدبلوماسية التي تمكن الدبلوماسيين من أداء وظيفتهم دون خوف من الإكراه أو المضايقات من قبل البلد المضيف، وتشكل الأساس القانوني للحصانة الدبلوماسية وتعتبر مواده حجر الزاوية في العلاقات الدولية الحديثة.