في عيدها القومي.. أهم المقومات السياحية والأثرية بجنوب سيناء
تعتبر محافظة جنوب سيناء واحدة من أهم المحافظات السياحية في مصر، حيث تزخر بإمكانيات ومقومات سياحية متنوعة ومتميزة، ومواقع أثرية فريدة، ومناظر طبيعية خلابة، كما يوجد بها عدد من المدن السياحية منها سانت كاترين ودهب ونويبع وشرم الشيخ ورأس سدر وطابا.
وتتمتع محافظة جنوب سيناء بالعديد من المقومات والأنماط السياحية المتنوعة كالسياحة الشاطئية، والبيئية، والاستشفائية والعلاجية والثقافية والمؤتمرات وغيرها، إلى جانب تميزها بالأنشطة السياحية التي يستمتع بها الزائرون مثل مشاهدة الشعاب المرجانية الملونة وممارسة الأنشطة البحرية وتسلق الجبال والسفاري وعروض الدولفين التي تعتبر من أكثر الأنشطة الترفيهية المفضلة للسائحين.
ويوجد بالمحافظة متحف شرم الشيخ الذي افتتحه رئيس الجمهورية في ال ٣١ أكتوبر الماضي، ويُعد أول متحف للآثار المصرية بمدينة شرم الشيخ، وتعتبر منطقة آثار سرابيط الخادم التي يوجد بها معبد للمعبودة حتحور إحدى أهم المعبودات المصرية القديمة واحدا من أهم المواقع المصرية القديمة، بالإضافة إلي مناجم وادي مغارة التي عُثر بها على حوالي 45 نقش من عصور الدولة القديمة والوسطى والحديثة، أما أهم المواقع من العصر الروماني بها هي منطقة عيون موسى ومنطقة وادي فرندل إلى جانب وجود بها آثار ترجع للعصرين القبطي والإسلامي منها دير سانت كاترين، وقلعة صلاح الدين الأيوبي بجزيرة فرعون، وقلعة الجندي، ودير طور سيناء، وقلعة نوبيع.
ويوجد بالمحافظة عدد من المحميات الطبيعية مثل محميات رأس محمد، ونبق وأبو جالوم وطابا، كما يوجد بها منطقة الكانيون-الوادي الملون ودير وادي الطور ومسجد الصحابة وجبل موسى وحمام موسى والذي تفيد مياهه الكبريتية في شفاء العديد من امراض الروماتيزم والأمراض الجلدية، وحمام فرعون على خليج السويس وهو مجموعة ينابيع للمياه الكبريتية الساخنة، بجانب العديد من الأماكن السياحية الترفيهية مثل خليج نعمة حيث العديد من المقاهي والمطاعم والشواطىء ومحلات الهدايا التذكارية، والسوق التجاري القديم، وسوهو سكوير حيث النافورة الراقصة ومسرح العروض الفنية والممشي السياحي وقرية ألف ليله وليله والأكوا بارك والغواصة.
وبلغت الطاقة الفندقية بمحافظة جنوب سيناء، حتى شهر فبراير الماضي 229 منشأة فندقية (فئات خمس وأربع وثلاث نجوم، ونجمتين، ونجمة واحدة، و11 فندقًا تحت التقييم بإجمالي طاقة فندقية 20771 غرفة، أما عن المنشآت السياحية (مطاعم وكافتيريات) بالمحافظة، فيبلغ عددها ما يقرب من 33 منشأة.
مشروع التجلي الأعظم
وتشهد محافظة جنوب سيناء العديد من الأحداث والتطورات المستمرة وخاصة على المستوى السياحي وعلى رأسها مشروع "التجلي الأعظم فوق أرض السلام" بسانت كاترين.
ويعتبر هذا المشروع من أبرز المشروعات الهامة بالمحافظة والذي يأتي اتساقًا مع مكانة تلك البقعة المقدسة الفريدة من أرض مصر، ولتقديمها للإنسانية ولشعوب العالم على النحو الأمثل، تقديرًا لقيمتها الروحية العظيمة التي تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة.
وتعمل الدولة على وضع رؤية متكاملة لعملية الإنشاء والتسويق للنزل البيئي بسانت كاترين والترويج لها كمقصد للسياحة العالمية ومنها تطوير ورفع كفاءة الفنادق الموجودة حاليًا بالمدينة مع الالتزام بالمعايير البيئية والهوية التراثية للمدينة، وأن تكون الفنادق التي سيتم إقامتها ذات طراز معماري غير تقليدي يعكس الهوية المميزة والمتفردة والمتنوعة للمدينة عن طريق استخدام مواد بناء مناسبة وملائمة للبيئة المحيطة، وبحيث لا يتخطى ارتفاعها دور أرضى ودور أول فقط مع مراجعة الطابع التراثي والبيئي لها.
وقامت وزارة السياحة والآثار بترميم فسيفساء التجلي بالكنيسة الرئيسية بالدير، ومكتبة دير سانت كاترين وواجهاتها والتي تعد من أقدم المكتبات في العالم.
ومن المقرر أن تقوم الوزارة أيضًا بتنظيم احتفالية خلال الفترة المقبلة للترويج لمدينة سانت كاترين بالتعاون مع وزارة الثقافة ومحافظة جنوب سيناء، كما تقوم الوزارة بالتعاون مع ممثلي إحدى الشركات بتنفيذ فيلم ترويجي عن موقع سانت كاترين لإبراز قدسيتها والمقومات السياحية والأثرية والبيئية والروحانية بها كأحد المواقع الأثرية المصرية المدرجة على قائمة التراث العالمي.
مع إعلان تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء والذي جاء في ظل استضافتها لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ " COP 27 " خلال العام الجاري، تبذل كافة جهات الدولة جهود حثيثة لتنفيذ ذلك، ويأتي تحويل قطاع السياحي المصري بها إلى قطاع أخضر صديق للبيئة ومستدام وبما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا الإطار، هناك اجتماعات موسعة ومستمرة يعقدها وزير السياحة والآثار لمناقشة الاستعدادات والتجهيزات السياحية لاستضافة هذا المؤتمر واستثماره بما يساهم في دفع صناعة السياحة في مصر، كما أصدر الوزير، في نهاية يناير الماضي، قرارًا بالزام كافة المنشآت الفندقية والسياحية في مدينة شرم الشيخ (كمرحلة أولى) بالحصول على شهادة من إحدى الجهات الدولية أو المحلية المعتمدة تفيد قيامها بتطبيق كافة اشتراطات الممارسات الخضراء صديقة البيئة وفقًا لمفهوم السياحة المستدامة، وهو ما يأتي في ضوء استراتيجية التنمية المستدامة لوزارة السياحة والآثار 2030.
إلى جانب أنه يتم حاليًا متابعة الموقف التنفيذي لرفع سرعة الإنترنت بجميع المنشآت الفندقية ومنها الموجودة بمدينة شرم الشيخ لاسيما بعد صدور قرار وزير السياحة والآثار بإلزام جميع المنشآت الفندقية بكافة أنواعها برفع كفاءة سرعة الإنترنت بها والمحددة وفقًا لتصنيف كل منها سواء خمس، أو أربع أو ثلاث نجوم أو فنادق عائمة في مدة أقصاها ثلاثة أشهر بالنسبة للمنشآت الفندقية بمدينة شرم الشيخ، ونهاية العام الجارى بالنسبة لباقي المنشآت على مستوى الجمهورية.
وتحرص وزارة السياحة والآثار على تطوير وتوسيع البنية التحتية السياحية بالمحافظات السياحية المختلفة ومنها محافظة جنوب سيناء، حيث يتم باستمرار عقد اجتماعات تنسيقية مستمرة مع المستثمرين السياحيين بها للوقوف على نسب الانجاز بالمشروعات السياحية الغير مكتملة بها وبحث سبل التيسير على هذه المشروعات، وتقديم المساعدات اللازمة لاستكمال هذه المشروعات لافتتاحها في أقرب وقت ممكن.
وتعمل وزارة السياحة والآثار على الارتقاء بجودة الخدمات وكفاءة الفنادق والمنتجعات السياحية في المحافظات السياحية المختلفة ومنها محافظة جنوب سيناء، فقد انتهت الوزارة، في أكتوبر الماضي، من إعادة تقييم جميع المنشآت الفندقية الموجودة بمحافظة جنوب سيناء والحاصلة على شهادة السلامة الصحية للتشغيل، وذلك وفقًا لمعايير التصنيف HC) Hospitality Criteria) والتي تم وضعها بالاشتراك مع منظمة السياحة العالمية بهدف الوصول بتصنيف الفنادق المصرية إلى نظيرتها في العالم.
كما تحرص وزارة السياحة والآثار على الترويج لهذه المحافظة وتسليط الضوء على مقوماتها السياحية على أرض الواقع باعتبارها أحد أهم المحافظات السياحية من خلال العديد من الآليات والأساليب منها إطلاق الحملات وإعداد الأفلام والمواد الدعائية المختلفة، كما تقوم الوزارة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، بتضمين زيارة المحافظة ومدنها المختلفة ضمن البرامج السياحية التي تنظمها خلال استضافتها للعديد من المؤثرين والمدونين الأجانب والمصريين الذين يتمتعون بنسبة متابعة عالية على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وآخرها في مارس الجاري استضافة مجموعة من هؤلاء المؤثرين من دول ألمانيا وإسبانيا والكويت، بالإضافة إلى عدد من المؤثرين المصريين.