تضم أهم الموانئ.. سر تركيز القوات الروسية على مدينة ماريوبول الأوكرانية؟
كشف تقرير نشرته صحيفة إسرائيلية أنه بعد احتلال روسيا مدينتي ”ميليتوبول“ و“خيرسون“ في أوكرانيا والاستيلاء على أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا في بلدة ”زاباروجيا“، حاول الجيش الروسي في الأسابيع الأخيرة تطويق وقصف ”ماريوبول“ التي تضم أحد أكبر وأهم موانئ أوكرانيا بهدف الاستيلاء عليها.
وتعاني المدينة وسكانها البالغ عددهم ما يقرب من 450 ألف نسمة من ضعف شديد في المياه والكهرباء، وانخفاض الإمدادات الغذائية بشكل خطير مع تناثر الجثث في الشوارع.
وقالت صحيفة ”إسرائيل اليوم“ إنه ”إذا وقعت ماريوبول في يد الجيش الروسي، فستسيطر موسكو على واحدة من أكبر المدن الساحلية في أوكرانيا وستكون قادرة على إنشاء ممر بري بين شبه جزيرة القرم والمناطق الانفصالية الموالية لروسيا في دونستك ولوهانسك“.
وأضافت الصحيفة: “ تجدر الإشارة إلى أن روسيا تعتبر القطاع الجنوبي لأوكرانيا هدفًا استراتيجيًا حيويًا لغزوها، ومن الواضح أنها تريد الساحل الجنوبي لأوكرانيا.“
ولفتت إلى أن القوات الروسية تهاجم أوكرانيا بشكل أساسي من شبه جزيرة القرم وتتحرك باستمرار شرقًا وغربًا على طول الساحل الجنوبي لأوكرانيا في محاولة على ما يبدو للسيطرة في نهاية المطاف على المنطقة بأكملها والموانئ الرئيسية على بحر ”آزوف“، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي إلى قطع أوكرانيا بالكامل تقريبًا عن الوصول إلى البحر وإلحاق أضرار اقتصادية جسيمة بالبلد.
ونقلت الصحيفة عن خبراء غربيين قولهم ”إن هذا يعد أحد الأهداف الرئيسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خاصة أن موسكو سعت لإنشاء ممر بري يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي منذ غزو شبه الجزيرة والاستيلاء عليها في عام 2014 ما أدى إلى اندلاع الصراع في شرق أوكرانيا“.
وأوضحت الصحيفة أن الرابط الوحيد لشبه جزيرة القرم مع موسكو حاليا هو من خلال جسر واحد، تم بناؤه بعد خطوة الضم الروسية، مضيفة أنه إذا تمكنت روسيا من الوصول إلى أقصى الغرب بما فيها أوديسا وما وراءها، فلن تكون قد ”قطعت وصول أوكرانيا إلى البحر فحسب بل أحاطت أيضًا بالبلاد من ثلاث جهات“.
وقالت: ”بالإضافة إلى الأهمية الاستراتيجية للمنطقة من منظور موسكو، فإن الجبهة الجنوبية لروسيا في أوكرانيا لها أيضًا أهمية تاريخية إذ احتلت الامبراطورية الروسية المنطقة التي تمتد من أوديسا في الجنوب إلى لوهانسك في الشرق في القرن الثامن عشر بعد سلسلة من المعارك والحروب مع الامبراطورية العثمانية… ومنذ ذلك الحين عُرفت المنطقة باسم ”نوفوروسيا“ أو ”روسيا الجديدة“.
وذكرت أنه في ظل الاتحاد السوفياتي، كانت ”نوفوروسيا“ جزءًا من جمهورية أوكرانيا السوفياتية، التي أصبحت فيما بعد أوكرانيا كما تعرف حاليا.
وفي عام 2014، بعد ضم شبه جزيرة القرم، قال بوتين إنه على الرغم من أن روسيا فقدت المنطقة المعروفة باسم ”نوفوروسيا“ لأسباب مختلفة، إلا أن شعبها ظل هناك.
وقال كارل كولز، أستاذ التاريخ والخبير في الشؤون الروسية في كلية ديكنسون البريطانية: ”إن الأسطورة التي يروجها بوتين هي أن هذه أراض روسية تاريخية وثقافية… صحيح أنها كانت جزءًا من الامبراطورية الروسية، لكن لم يكن هناك روس يعيشون هناك… كان عدد الرومانيين أكبر بكثير من الروس، وحتى الأوكرانيون كانوا مسيطرين للغاية“.