صيام: الزراعة الرقمية تمثل أهم تحد أمام المزارعين في الوطن العربي
قال المهندس أحمد جابر صيام مؤسس مبادرة سطح أخضر، إن هدف المبادرة بيئي في المقام الاول وهو المساهمة في زيادة نسبة المسطحات الخضراء التي لم يعد بالإمكان توفيرها إما لأسباب اقتصادية أو لأسباب عدم توفر مساحات مناسبة داخل الكتلة السكنية.
وأضاف في مداخلة عبر إذاعة البشائر وقناة الإيمان الفضائية بلبنان أنه يمكن من خلال زراعة الأسطح التغلب على نقص المساحات الخضراء بزراعتها والتي معها نضمن المشاركة في الحفاظ على البيئة وفي نفس الوقت نحقق الإكتفاء الذاتى من المحاصيل الزراعية التي نحتاجها.
وأوضح صيام أن الزراعة الرقمية هي احدى التقنيات والمفاهيم الجديدة في الزراعة والتي تهدف الى تطوير الأمن الغذائي ومواجهة التغيرات المناخية معتمدة على ما يعرف بانترنت الأشياء ويتم من خلالها دمج المستشعرات وأنظمة الطاقة وهندسة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في الزراعة لتحقيق عدة اهداف.
وتابع: أهم تلك الأهداف انتاج آلات أخف وزنا واقل ثمنا واكثر كفاءة، التحكم الكامل في جميع العمليات الزراعية عن بعد، المراقبة والتنبؤ بالمخاطر وتقديم الحلول الفورية لحماية المزارعين من الآثار التي قد تحدث، عدم التأثر بنقص العمالة الزراعية التي تتراجع باستمرار بالوطن العربي والتي تبلغ حاليا حوالي 25% من اجمالي القوى العاملة.
وأشار إلى أن الزراعة الآن لم تعد فأسا ومحراثا وشادوفا وساقية ولكنها اصبحت علم يستفيد من كل العلوم الأخرى.
وأكد أن التحدي الحقيقي الآن للزراعة العربية أصبح في القدرة على التوسع في استخدام التقنيات الزراعية الحديثة واستخدام اقل مساحة من الأرض والمياه للحصول على اعلى انتاجية، مؤكدا أن الزراعه الرقمية من الممكن أن تكون بمثابة نقطة تحول في البلدان النامية ولكن ذلك يتطلب تجانس وتنسيق وتكامل بين مختلف القطاعات كما يتطلب ايضا المزيد من الإبتكارات والمشاركة بين الحكومات والشركات والمزارعين.
وأضاف ان مصر اتخذت خطوات جادة في هذا الملف من خلال اطلاق اكبر منصة زراعية تخدم حوالي 5 مليون مزارع تم تقديم كل الخدمات المتعلقة بالمستلزمات والتسويق والأسعار والإرشادات الزراعية وتسويق المنتجات الزراعية.
كما اطلقت مصر ايضا منظومة كارت الفلاح والتي ساعدت في وصول الدعم لمستحقيه من مستلزمات الإنتاج وتوفير قاعدة بيانات دقيقة عن القطاع الزراعى كما سيستخدم قريبا في نقل التوصيات الفنية للمزارعين، مشيرا إلى أن مصر تنفرد أيضا بكلية الهندسة الزراعية بجامعة الأزهر وهي الكلية الفريدة من نوعها علي مستوي الشرق الأوسط والتي يقع على عاتقها تطويع العلوم الهندسية في الزراعة ورقمنتها.
