رئيس التحرير
عصام كامل

بعد أوكرانيا.. ما هي الدولة التالية في خطة بوتين؟

بوتين
بوتين

قالت شبكة ”سي إن إن“ الأمريكية، إن الغزو الروسي لأوكرانيا أدى إلى توحيد أوروبا الغربية أكثر من أي حدث تقريبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لكنه يثير تساؤلات عما إذا كانت الدول الأوروبية الشمالية الثلاث هي الهدف التالي للرئيس فلاديمير بوتين؟.

ولفتت إلى أن وحدة الغرب ”غير مسبوقة“ بشأن العقوبات والعمل السياسي والعسكري الكثيرين في أوروبا، وأن أهوال حرب الروس أثارت تفاؤلا كبيرا بأن القارة ستخرج من هذا الوضع أفضل تجهيزًا للتعامل مع التهديدات الأمنية.
وقالت الشبكة في تقرير لها: ”لا يوجد مكان أكثر صحة من هذا في دول الشمال الثلاث التي تقع في شبه الجزيرة الاسكندنافية، وهي النرويج والسويد وفنلندا“.

 وأضافت: ”سلطت الأزمة في أوكرانيا الضوء على مصير هذه البلدان الثلاثة؛ بسبب علاقتها الفريدة مع بعضها البعض وبقية أوروبا وروسيا“.
وأشارت إلى أن كلا من النرويج وفنلندا تشتركان في الحدود البرية مع روسيا، على الرغم من أن حدود النرويج أصغر بكثير، عند أقل من 124 ميلا (200 كم) مقارنة بحدود فنلندا التي يبلغ طولها 800 ميل (1300 كم).

وأوضحت ”سي أن أن“، أن النرويج التي تقع في الغرب من الدول الثلاث هي عضو في حلف ”الناتو“، ولكنها ليست في الاتحاد الأوروبي، بينما فنلندا والسويد عضوان في الاتحاد الأوروبي، ولكن ليس في ”الناتو“.

ولفتت إلى أن الدول الثلاث اتبعت تاريخيا نهجا غير تصادمي مع روسيا منذ تفكك الاتحاد السوفيتي بسبب قربها من تلك الدولة، مضيفة أنها أيضًا أعضاء في منطقة ”شنجن“ التابعة للاتحاد الأوروبي؛ ما يعني أن هناك سفرًا بلا حدود بين الدول الثلاث.

وقال مسؤول دفاعي أوروبي: ”إذا نجح الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا، فإننا نطرح بالفعل سؤالا حول من التالي؟“، مشيرا إلى أنه بسبب الحدود المفتوحة بين الدول الثلاث، فإن أي تنازل بشأن الحدود الفنلندية سيكون ”مؤلمًا“ لشبه الجزيرة الاسكندنافية.

بدوره، قال تشارلي سالونيوس، الباحث في  المعهد الفنلندي للشؤون الدولية: ”إن انتهاك فنلندا والسويد سياسة عدم تصدير الأسلحة إلى مناطق الحرب بإرسالهما الإمدادات إلى أوكرانيا يمثل أكبر صدمة للأوروبيين ولبوتين أيضا“.

ورأى أنه قد تكون هناك تحركات أكثر جرأة حتى الآن من الدول الثلاث بسبب الالتزامات التي تم التعهد بها في ورقة رؤية 2025 للتعاون الدفاعي لدول الشمال الأوروبي، والتي تحدد خططًا لتعاون عسكري أوثق بين دول الشمال.

مواجهة روسيا

وأضاف تشارلي: ”إذا قامت النرويج والسويد وفنلندا والدنمارك وأيسلندا فجأة بتخزين الأسلحة والوحدات في بلدان أخرى وتنسيق عملها سنكون في منطقة أمنية شديدة تعمل عبر حدود الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي؛ ما سيجعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لروسيا“، مشيرا إلى أن ”قوة استجابة دول الشمال أدت إلى زيادة احتمالية انضمام فنلندا إلى الناتو“.

وأوضح ألكساندر ستوب، رئيس وزراء فنلندا الأسبق، أن الانضمام إلى حلف ”الناتو“ مرجح بدرجة أكبر؛ لأن بوتين دمر التوازن الدقيق الذي حافظت عليه فنلندا لسنوات.
وتابع: ”من الناحية الاستراتيجية، أردنا دائمًا الاستمرار في الانضمام إلى الناتو كرادع لمنع روسيا من السلوك العدواني.. لقد حافظنا على توازن جيشنا في التوافق مع الناتو على الرغم من أننا لسنا أعضاء في الحلف“.

ولفت ستوب إلى أن تصرفات بوتين جعلت هذا التوازن مستحيلا، مضيفا: ”فنلندا باتت مدفوعة بما أسميه (الخوف العقلاني).. يمكننا أن نرى العدوان الروسي الآن ولا نريد أن نترك بمفردنا كما كنا في الحرب العالمية الثانية“، على حد تعبيره.

من جانبه، قال هاكون لوندي ساكس، الأستاذ المساعد في ”جامعة الدفاع النرويجية“، إنه ”على مدار سنوات، كانت فنلندا والسويد تتخذان إجراءات للتخفيف من حقيقة عدم وجودهما في الناتو من خلال تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة وبريطانيا وبقية أوروبا“.

وتابع: ”كان دائما هناك تعاون وثيق بين دول الشمال؛ ما جعلها أقل عرضة للخطر بطريقة تتجاوز، في بعض النواحي، عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.. وأعتقد أن أقوى رسالة في الأسابيع القليلة الماضية كانت هي الوحدة.. لقد أرسلت الدنمارك والسويد معدات عسكرية إلى أوكرانيا، ثم حذت حذوهما فنلندا والنرويج“، لافتا إلى أن ”خطورة الموقف هي ضمان تسريع هذا النوع من التعاون؛ ما يجعل حماية أنفسنا ضد أي خصم ممكنة بشكل أكبر“.

الجريدة الرسمية