روشتة نفسية لتأهيل الأطفال لصيام رمضان
من أبرز الصعوبات التي تواجه الأهل في صيام رمضان كيفية تأهيل أبناءهم للصيام، والأطعمة التي تساعدهم على تحمل مشقة الصوم وغيرها من التساؤلات التي يجيب عنها خبراء الطب النفسي والتغذية.
المراحل العمرية للطفل
في البداية يقول الدكتور مصطفى شحاتة استشاري الطب النفسي، لكل مرحلة عمرية أسلوب مختلف لتأهيل الطفل وإعداده للصيام، سواء مرحلة ما قبل المدرسة، ومرحلة الدراسة الابتدائية، والدراسة الإعدادية.
وأوضح أن هناك تنبيهات تربوية ونفسية خاصة بالمرحلة الأولى، وهي مرحلة ما قبل الدراسة، يرتكز الهدف الرئيسي فيها حول كيفية تحبيب الطفل في فريضة الصوم بدون الالتزام الحرفي بالعبادة من الامتناع عن الأكل والشرب، ولكن هناك أشياء أخرى يجب تنبيه الطفل عليها منها أخلاق الصائم ولماذا شرع الله الصيام، وهل المقصود من الصوم حرمان الصائم من الطعام؟
مرحلة ما قبل الدراسة
كل هذه الأسئلة وأخرى كثيرة لابد من مناقشتها مع طفلك في مرحلة ما قبل مرحلة المدرسة، العمل على غرس سلوكيات وطقوس رمضان بشخصية الطفل حتى تكون جزءا لا يتجزأ من شخصيته ومنها طقوس وسلوكيات انتظار مدفع الافطار مع ما فيه من اجتماع الأسرة وانتظارهم لأذان المغرب امتثالا للأمر الإلهي.
وشدد "شحاته" على أهمية بناء علاقة وجدانية مشاعرية بين الطفل وشهر رمضان، التي سيتم علي أساسها استكمال المهمة في المرحلة التالية، مثل علاقته الوجدانية الرائعة بالمسحراتي وتفاعله الرهيب الرائع مع أغانيه التي تحفر بماء من الذهب في عقلية الطفل وتمثل نوعا من الاتزان النفسي للطفل وتورث تأثيرا كبيرا في شخصيته عند النضوج.
استكمل: ننتقل للمرحلة التالية، الدراسة الابتدائية وتتميز بنمو وعي الطفل وإدراكه وتحمله لجرعة زائدة من الصيام المستحب غير الواجب، ويبدأ بشكل تدريجي سويعات قليلة من النهار.
ومع تشجيع كامل من الوالدين لأداء الفريضة بشكل غير متكامل مثل الصيام إلي الظهر في السنة الأولي ثم إلي العصر في الثانية مع التعامل مع الطفل بروح الدعابة في كثير من المواقف التي سيتعرض لها مثل شربت وأنا صائم أكلت ناسيا.
عوامل مختلفة
أشار إلي أن هناك عوامل كثيرة تحدد متي يبدأ الطفل صيام الشهر كاملا من عدمه كنوع شخصية الطفل ويقصد بها البناء النفسي والجسماني للطفل هل هو هذيل أم بدين، ومدي الالتزام الديني للأبوين والدراسة ومواعيد الدروس وحالة الجو والطقس وهل رمضان يأتي في أي فصل صيف أم شتاء.
أضاف: كل هذه عوامل تتدخل في قرارك بأن توجه ابنك أو ابنتك إلي الصيام من عدمه، وهل تأمره بصيام ساعة من النهار أم بضع ساعات أم يكمل اليوم.
المرحلة الإعدادية
يقول "شحاته" في المرحلة الأخيرة من الطفولة ألا وهي مرحلة الإعدادي فيها يتم أمر الطفل بالصيام، ويسهل عليه ذلك إذا تم إعداده إعدادا جيدا في مرحلة الطفولة الأولي والطفولة الثانية، ويصعب ذلك إذا لم يعد الطفل هذا الإعداد في المرحلتين السابقتين.
تدريب الطفل
تقول الدكتور رانيا محمود محمد استشاري التغذية وعلوم الأطعمة بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية: إن العلماء اتفقوا على أن السن المناسب لصوم الأطفال وهو سن البلوغ.
أضافت: لكن لا مانع من محاولة تدريب الأطفال على الصيام مبكرا في سن السابعة والثامنة، ويكون بشكل تدريجي مثل الصيام من الصباح حتى العصر مع إعطاء مكافأة للطفل كل يوم يستطيع صيامه دون الإفطار كنوع من التشجيع مع زيادة مدة الصيام كل عام حسب بنية كل طفل ومدى تحمله.
أوضحت أنه يجب عند السماح للطفل بالصيام الأخذ في الاعتبار الناحية الصحية لكل طفل، والتي تحكمها عدة عوامل منها احتمالية تعرض الطفل للجفاف لعدم كفاية السوائل وقلة السعرات الحرارية المخصصة له لعدم تناول الطعام الكافي أثناء الإفطار وعدم قدرته علي ممارسة الأنشطة اليومية وتأثير الصيام علي كلا من قدراته الحركمية والإدراكية.
استكملت: لذا عند تحديد السن المناسب لصوم الأطفال يجب الأخذ في الاعتبار هل وزنه مناسب لطوله وسنه، وهل يعاني من نقص أحد الفيتامينات أو انيميا، وهل يعاني من أحدي الأمراض المزمنة مثل السكر.