جنسيته أجنبية ولم يتقن العربية.. حكاية نوبار باشا أول وزير خارجية لمصر
تحتفل وزارة الخارجية بمرور مائة عام على إعادة العمل بها عام 1922 وذلك إثر توقفها على وقع إعلان الحماية البريطانية على مصر عام 1914.
أول وزير خارجية
وكان نوبار باشا أول وزير خارجية لمصر وشغل المنصب 3 مرات، الأولى كانت من 28 أغسطس 1878 وحتى 23 فبراير 1879، بينما كانت ثاني وزاراته من 10 يناير 1884 إلى 9 يونيو 1888. وآخر وزاراته كانت من 15 أبريل 1894 حتى 12 نوفمبر 1895.
ولد نوبار باشا في سميرنا بتركيا في 4 يناير 1825، وهاجر جده إلى إزمير بتركيا، وكان والده «مجرديتش نوباريان» معتمد أساسيا لمحمد علي باشا في الأناضول أثناء الحملة المصرية الأولى على سوريا (1831 – 1833)، وعُيِّن خلال الحملة الثانية عام 1839 معتمدًا مصريًا في باريس، وطلبت السلطات المصرية من والده العودة إلى مصر أثناء وجوده بباريس ولكنه توفي قبل قدومه.
إلتحق نوبار باشا بمدرسة ابتدائية بمدينة جنيف السويسرية، وتزامل مع الأمير نابليون (الإمبراطور نابليون الثالث فيما بعد)، والتحق بمعهد سويريز، حيث درس هناك أربع سنوات (1836 - 1840).
دعاه خاله بوغوص بك يوسفيان للحضور لمصر حيث كان يشغل مركزًا مرموقًا لدى محمد علي بصفته وزيرًا للتجارة والعلاقات الخارجية.
علاقته نوبار بتركيا
وعقب حضوره لمصر وطدّ علاقته بالآستانة (تركيا) لما لها من دور فعّال في صنع القرار بمصر، فاستطاع مصاهرة أسرة كيفورك بك أرمينيان ذائعة الصيت، وكانت على صلة وثيقة بالباب العالي (السلطان العثماني) وساعده ذلك على القيام بمهام عديدة والحصول على عديد من الرتب والنياشين وتوثقت هذه العلاقة أكثر عن طريق أبراهام صهر نوبار، وكان مقربًا من السلطان عبد العزيز، وأصبح كيفورك كبير صرافيه، وقد حول الأخير زيارات الخديوي إسماعيل لإسطنبول.
أتقن اللغات الفرنسية والإنجليزية واليونانية والتركية، ولم يتقن اللغة العربية.
عمل سكرتيرًا لخاله بوغوص باشا ناظر (وزير) الأمور الخارجية وقام بأول عمل له في باريس عام 1842 بناء على تكليف من الحكومة المصرية.
وألحق بمعية مترجمي خسرو باشا عامي (1843 - 1844) ومنح رتبة البكباشي (المقدم) وعمل ترجمانًا ثانيًا لمحمد علي باشا عام 1844، وحصل على رتبة قائم قام (عقيد) عام 1846 ومترجم لإبراهيم باشا أكتوبر عام 1847، ثم رقي لرتبة أميرالاي (عميد) عام 1849 وأصبح باشترجمانًا عام 1850.
في عهد عباس الأول ذهب لإنجلترا عام 1850 لتسوية حقوق ورثة العرش بعد حدوث خلافات وتمكن من إنهائها وعينه عباس الأول مترجمًا عام 1851، واستقال منها عام 1853.
وعاد للخدمة مرة أخرى عام 1853 بديوان التجارة للقيام بمأمورية خاصة ليكون وكيلًا للباشا (عباس الأول) في فيينا.
وعين سكرتيرًا لسعيد باشا عام 1854، وتولّى تنظيم المرور العابر بين القاهرة والسويس عام 1854، ثم أحيل إلى التقاعد عام 1855.
وأعيد تعيينه مرة أخرى بالمعية عام 1856، ثم بمجلس القومسيون والياورات، ثم مديرًا لمصلحة السكك الحديدية من عام 1857 إلى عام 1859 وفي عام 1861 عُين مترجمًا للخديوي برتبة ثانية متمايزة، ثم رتبة فريق.
ونقل إلى ديوان الأشغال، ناظرًا للأشغال العمومية عقب تأسيسها على يده عام 1864 وأسندت إليه إدارة السكك الحديدية، ولم يكن لها مدير خاص وظلت تابعة له حتى 9 يناير 1866.
تولى مهام منصب ناظر الخارجية من 10 يناير 1866 إلى 6 يناير 1874، فنظارة المالية، ثم ناظرًا للتجارة في سبتمبر 1875 حيث تأسست هذه النظارة في ذلك العام، وتولاها نوبار إلى جانب نظارة الخارجية، ثم ناظرًا للخارجية مرة أخرى حتى يناير 1876 وفصل من الخدمة بسبب الخلافات بينه وبين الخديوي إسماعيل، وغادر مصر.
رشحته أوروبا حاكمًا عامًا لبلغاريا عام 1877، إلا أن اندلاع الحرب الروسية العثمانية في 27 إبريل 1877 حال دون تنفيذ ذلك.
عندما تشكلت أول نظارة مسئولة برئاسة نوبار عام 1878 – وسميت بالنظارة الأوروبية نظرًا لوجود وزيرين أوروبيين بها احتفظ فيها بنظارة الخارجية، خلال نظارته الأولى من (28 أغسطس 1878 إلى 19 فبراير 1879)، ثم خلال نظارته الثانية من (10 يناير 1884 إلى 7 يونيو 1888)، وخلال نظارته الثالثة (16 إبريل 1894 – 11 نوفمبر 1895).
كانت وزارته الثانية، التي شكلت بعد الاحتلال، أولى الوزارات التي خضعت للهيمنة الإنجليزية، ولذلك كان عملها هو إخلاء السودان وضياع نصف الإمبراطورية المصرية.
تولًى نظارته الثالثة في 16 أبريل 1894 بناء على ترشيح المعتمد البريطاني في مصر اللورد كرومر، وقد استسلم تمامًا في هذه النظارة للنفوذ الإنجليزي.
وحدث خلاف بين نوبار وعباس الثاني بسبب رفض الأخير رجوع الخديوي الأسبق إسماعيل إلى مصر فسعى إلى التخلص من نوبار، وتمكن بمساعدة الإنجليز من التخلص منه عام 1895.
وبلغت حيازته من الأراضي الزراعية في مصر بمختلف أنواعها من عام 1852 إلى عام 1875 بعد خصم المبيع والمنقول 2060 فدانًا.