رغم مرور 51 عاما على عرضه.. خطأ قاتل في فيلم غروب وشروق أثار حفيظة مخرجه
فيلم مصري سياسي تقع أحداثه في أوائل عام 1952 أي قبل شهور قليلة من الثورة، حيث سيطرة البوليس السياسي على مقاليد الأمور في البلاد، ويجسد فيلم “ غروب وشروق ” صورة لبطش البوليس السياسى فى التعامل مع الأمور بوحشية، ففي مثل هذا اليوم 16 مارس 1971 عرض الفيلم المصرى "غروب وشروق" بسينما رمسيس بالقاهرة، والفيلم رقم 70 في تاريخ السينما المصرية في قائمة أفضل مائة فيلم.
مديحة ابنة عزمي باشا مدير البوليس السياسي فترة ما قبل الثورة، حيث يعتقد عزمى بك أنه بعد إخماد حريق القاهرة في يناير 1952 أن الأمور مستقرة والأوضاع كلها في يده، وتتعرف مديحة على سمير الطيار المدنى وتتزوجه وتقيم مع والدها في القصر، وتحاول مديحة إقناع الزوج العيش بعيدا عن والدها ويرفض الوالد لأنه يعرف أن ابنته يمكن أن تسبب له فضائح، تحاول التعرف على صديق زوجها عرف بعلاقاته النسائية "عصام" وتذهب له في شقته، لكنه أثناء شرائه بعض المستلزمات تصدمه إحدى السيارات ويوسط صديقه سمير بأن يفتح لها الباب الذي أغلقه عليها ويذهب سمير ليفاجأ بزوجته هي الموجودة في فراش صديقه فيجرها إلى قصر والدها ويطلقها فيقتله مدير البوليس السياسي.
وتتوالى الأحداث ويتزوج عصام من مديحة ويعمل في حركة ثورية تنتهى بالقبض على مدير البوليس السياسي.
اكتشاف إبراهيم خان
الفيلم قصة المؤرخ العسكرى جمال حماد، كتب السيناريو رأفت الميهى وإخراج كمال الشيخ، وبطولة سعاد حسنى، رشدى أباظة، صلاح ذو الفقار، محمود المليجى، زيزى البدراوى، كمال يس، محمد الدفراوى، إبراهيم خان في أول دور له بعد أن اكتشفه رشدي أباظة وقدمه إلى كمال الشيخ.
ويعلق المخرج كمال الشيخ على الفيلم قائلا: عقب قراءتي لسيناريو الفيلم لم أوافق عليه على الرغم من أن الفيلم من إنتاج مؤسسة السينما، ذلك لأن المؤسسة وقعت في خطأ قاتل عندما ولت الشاعر عبد الرحمن الشرقاوى مهمة كتابة السيناريو بالرغم من أن الشرقاوى ليس له علاقة بالسيناريو نهائيا، فعندما قرأت السيناريو لم أجد فيه أى سيناريو وكله عبارة عن حوار في حوار وهو ما لم أقبله وأوافق عليه، صحيح أن الشرقاوى شاعر عظيم جدا لكنه ليس كاتبا للسيناريو والحوار.
إقبال جماهيري
وأضاف كمال الشيخ: "أحضرت رأفت الميهى وقمت أنا وهو بكتابة السيناريو الذى استغرق منا زمنا طويلا حتى أننا كتبناه 6 مرات حتى وصلنا للوضع النهائي الذى شاهده الجمهور في الفيلم لكن عزائى أن الفيلم لاقى إقبالا جماهيريا كبيرا حتى أن أم كلثوم بعد مشاهدتها الفيلم استدعتنى وطلبت منى عمل فيلم لها مع الموسيقار محمد عبد الوهاب لكن المشروع لم يتم".
فيلم غروب وشروق البطولة الأولى للفنان إبراهيم خان قدم فيه أشهر أدواره على الإطلاق كان مع سعاد حسني ورشدي أباظة ومحمود المليجي، حيث أدى فيه دوره ببراعة حين جسد شخصية "سمير" الزوج المخدوع من زوجته.
ويصف إبراهيم خان دوره الفيلم بالأصعب خاصة أنه كان في بدايته وأكثر مشاهده كانت أمام سعاد حسني، وفي أحد المشاهد ويعد أهم مشهد بالفيلم، الذي يكتشف فيه خيانة زوجته والتي تجسد دورها سعاد حسني، له مع صديقه المقرب والذي أدى دوره رشدي أباظة، فطلب منه المخرج أن يؤدي الدور أقرب للواقع خاصة صفعه لسعاد حسني، فأعاد المشهد أكثر من مرة بسبب تردده، فطلبت منه سعاد حسني أن يسحلها ويضرب بشكل طبيعي.
وأضاف: "تخيل نفسك في الموقف دا واتصرف زي ما المفروض تعمل"، فقمت بسحلها وضربها علقة ساخنة وجت تاني يوم جسمها كله أزرق، وهي اللي طلبت كدا، قالتلي أضربني يا إبراهيم، أنت مش بتعمل أفلام أكشن، أضرب بس متعورنيش، عملنا المشهد بجد وضربتها وجرجرتها على الأرض، تاني يوم مشتغلناش بسبب أنها كانت جسمها كله معلم ضرب".