نضال رابعة.. سلميا بالبنادق والقنابل!
لسويعات قليلة كنت فى زيارة لقريتي التي طالما التمست فيها لحظات من الهدوء والوئام وسط الأهل والأصدقاء غير أنها هذه المرة لم تكن مثل كل المرات.. شيء ما تغير أو أشياء.. يتحدثون عن أسلحة حملها شباب غض منطلقين إلى رابعة العدوية.. تصوروا.. من توجه إلى رابعة الحب الإلهي ورمز التوبة والمحبة والإخلاص والمناجاة ذهبوا وتحت طيات ملابسهم أسلحة بقصد قتل الآخرين بالطبع.
ورابعة العدوية لمن لا يدرك علوم الجغرافيا ليست موقعا إسرائيليا حصينا وهي ليست أرضا محتلة تذهبون إليها لتحريرها وهي أيضا ليست مستعمرة صهيوأمريكية تبتغون نيل الجنة بالاستشهاد تحت أسوارها وهي بالمناسبة ليس لها أسوار.. ورابعة العدوية ليست على مقربة من الأقصى الحبيس ومن أراد تحرير الأقصى فليتجه إلى حيث يقع الأقصى ونحن معه ومنه وسنشاركه القتال في سبيل الله.
الغريب أن أبناء القرية الهادئة الوديعة باتوا وقد قسموا المساجد.. هذه مساجد يصلي فيها إمام إخواني لن نصلي خلفه لأنه أباح الدم، وهذه مساجد يصلي فيها إمام تابع للأوقاف نصلي فيها لأنه حرم دم المسلم.. والمثير أن قريتي الهادئة ليس بها من الإخوان قادة ولا قيادات وإنما نحو سبعين شابا منهم من رفض المشاركة في رابعة أو النهضة أو الحرس الجمهوري ومنهم من دفع غيره لمشاركته الدفاع عن محمد مرسي وإيهام السادة المناضلين بأنهم إنما يدافعون عن الدين والإسلام والشريعة.. الشريعة التي جعلته يلهث وراء صندوق النقد الدولي للحصول على قرض، والشريعة التي جعلته يقبل وديعة قطرية بفوائد أعلى من النسبة العالمية، والشريعة التي جعلته يعتذر عن مظاهرة قادها أتباعه أمام السفارة الأمريكية، والشريعة التى تطمس معالم جريمة اغتيال أبنائنا على الحدود فى نهار رمضان، والشريعة التي جعلته يقسم البلاد إلى شعبين عدوين بعد أن كانا شعبا واحدا.
الأكثر إثارة أن عددا كبيرا ممن يحملون السلاح من الفيوم أكثرهم من المتأخونين ومن المستأجرين ودليلي على ذلك أن الفيوم كانت تمنح أصواتها بنسبة تفوق التسعين بالمائة للحزب الوطني وهي ذات النسبة التى حصل عليها تيار الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية ولا يعقل أن يكون أبناء الجماعة هم من كانوا يمنحون أصواتهم للحزب الوطني.
والمحصلة أن انقساما يكاد يصل إلى المطاردة.. مطاردة العناصر الإخوانية ستمثل صدمة عنيفة فى الفترة المقبلة، أتصور أنه أصبح لزاما علينا أن نطفئ نيرانه لأنه سيسبب ما هو أخطر من انقسام أما الذين يجاهدون في رابعة والنهضة سلميا بالمسدسات والبنادق والقنابل فإن الله عليم بما يجاهدون من أجله والشرطة والجيش على علم بمخططاتهم ومن قبلهما الشعب الذى قرر المواجهة.