"عزومات رمضان" من لحم الغزال والنعام والمندي.. إلى موائد الرحمن
رمضان شهر الخير والبركة، واللمة والعزومات، ففي هذا الشهر الكريم يجتمع الأهل والأصحاب على مائدة الإفطار، مهما اختلفت الطبقات الاجتماعية.
فالأغنياء يتزاورون، وينظمون العزومات والحفلات، وكذلك الفقراء لهم عزوماتهم، وعلى الرغم من أن كل المسلمين يجتمعون أمام المائدة مع انطلاق أذان المغرب، ولكن شتان بين مائدة إفطار الأغنياء، ومائدة الفقراء.
يحرص أصحاب الطبقات الراقية من الأغنياء على أن تشمل المائدة ما لذ وطاب من الأكلات سواء مع أفراد الأسرة، أو في العزومات، وإن كانت العزومات تكون تكاليفها على أعلى مستوى، حيث من الإتيكيت في العزومات أن تشمل السفرة كل ألوان الطعام لإرضاء جميع الأذواق، خاصة أن الجميع صائمون، وينتظرون وقت الإفطار.
فنجد أن عزومات الطبقات الراقية تكون أشبه بالبوفيهات المفتوحة للفنادق والمطاعم، وعادة ما يعدها أكبر الشيفات، فلابد أن تحتوي على كل أشكال الطعام من جميع أنواع اللحوم الحمراء ما بين المشويات والطواجن المختلفة والكفتة والمتبلات، والمندي والمضبي، ولحوم الغزلان والنعام، كذلك الديوك الرومي والدجاج بكل أشكاله وأنواعه.
ولا تخلو المائدة من المأكولات البحرية المختلفة من الجمبري والمحار والاستاكوزا وفواكه البحر وكل ألوان الأسماك المختلفة.
ولا ننسى كل ألوان الفاكهة والحلويات الشرقية والغربية أيضا، فلابد من إرضاء كل أذواق الصائمين.
أما الناس الغلابة، فنجد الأمر مختلفا تماما، فمبدأ العزومات أمر نادر الوجود، فالمهم أن تستطيع كل أسرة توفير إفطار يومها، والذي يبدأ من موائد الرحمن، فنجد العديد من الأسر شديدة الفقر يلتقون على أقرب موائد للرحمن، ويأكلون ما يجدونه، فالهدف ليس ماذا يأكلون، المهم أن يسدوا رمق جوعهم، وجوع أطفالهم.
ومن يستطيعون توفير قوت يومهم، فأقصى طموحاتهم أن تضم المائدة لونا من ألوان الخضروات، والقليل من اللحم، أو دجاجة تكفيهم، إلى جانب القليل من الأرز، أو المكرونة، فهذه هي توليفة مائدة الفقراء، في حين أن مسألة البروتين الحيواني لا تتوافر بشكل يومي، إلا أذا جاد عليهم جيرانهم ميسوري الحال.
ولكن المحصلة أن كل الطبقات ترضى بما لديها، وتشعر بكرم هذا الشهر، وبركته التي تغطي الغني والفقير.