رئيس التحرير
عصام كامل

"عزومات رمضان" من لحم الغزال والنعام والمندي.. إلى موائد الرحمن ‏

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

رمضان شهر الخير والبركة، واللمة والعزومات، ففي هذا الشهر الكريم يجتمع ‏الأهل والأصحاب على مائدة الإفطار، مهما اختلفت الطبقات الاجتماعية.‏


فالأغنياء يتزاورون، وينظمون العزومات والحفلات، وكذلك الفقراء لهم ‏عزوماتهم، وعلى الرغم من أن كل المسلمين يجتمعون أمام المائدة مع ‏انطلاق أذان المغرب، ولكن شتان بين مائدة إفطار الأغنياء، ومائدة الفقراء.

يحرص أصحاب الطبقات الراقية من الأغنياء على أن تشمل المائدة ما ‏لذ وطاب من الأكلات سواء مع أفراد الأسرة، أو في العزومات، وإن كانت ‏العزومات تكون تكاليفها على أعلى مستوى، حيث من الإتيكيت في ‏العزومات أن تشمل السفرة كل ألوان الطعام لإرضاء جميع الأذواق، ‏خاصة أن الجميع صائمون، وينتظرون وقت الإفطار.‏

فنجد أن عزومات الطبقات الراقية تكون أشبه بالبوفيهات المفتوحة للفنادق ‏والمطاعم، وعادة ما يعدها أكبر الشيفات، فلابد أن تحتوي على كل أشكال ‏الطعام من جميع أنواع اللحوم الحمراء ما بين المشويات والطواجن المختلفة ‏والكفتة والمتبلات، والمندي والمضبي، ولحوم الغزلان والنعام، كذلك ‏الديوك الرومي والدجاج بكل أشكاله وأنواعه.‏

ولا تخلو المائدة من المأكولات البحرية المختلفة من الجمبري والمحار ‏والاستاكوزا وفواكه البحر وكل ألوان الأسماك المختلفة.‏

ولا ننسى كل ألوان الفاكهة والحلويات الشرقية والغربية أيضا، فلابد من ‏إرضاء كل أذواق الصائمين.‏

أما الناس الغلابة، فنجد الأمر مختلفا تماما، فمبدأ العزومات أمر نادر ‏الوجود، فالمهم أن تستطيع كل أسرة توفير إفطار يومها، والذي يبدأ من ‏موائد الرحمن، فنجد العديد من الأسر شديدة الفقر يلتقون على أقرب موائد ‏للرحمن، ويأكلون ما يجدونه، فالهدف ليس ماذا يأكلون، المهم أن يسدوا ‏رمق جوعهم، وجوع أطفالهم.‏

ومن يستطيعون توفير قوت يومهم، فأقصى طموحاتهم أن تضم المائدة لونا ‏من ألوان الخضروات، والقليل من اللحم، أو دجاجة تكفيهم، إلى جانب ‏القليل من الأرز، أو المكرونة، فهذه هي توليفة مائدة الفقراء، في حين أن ‏مسألة البروتين الحيواني لا تتوافر بشكل يومي، إلا أذا جاد عليهم جيرانهم ‏ميسوري الحال. ‏

ولكن المحصلة أن كل الطبقات ترضى بما لديها، وتشعر بكرم هذا الشهر، ‏وبركته التي تغطي الغني والفقير. ‏
الجريدة الرسمية