ما هو التفسير الحقيقى لمعنى الأكل والشرب الذى يبطل بهما الصيام ؟
نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك وهناك تساؤلات في الاذهان منها معنى وحدود الأكل والشرب والفحص الطبي والقئ والتبرد بالماء فما المعنى الحقيقى للأكل والشرب ؟ يجيب فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى السابق بالازهر الشريف عن هذه التساؤلات فيقول:
قال تعالى في الصوم في سورة البقرة ( فالان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ثم أتموا الصيام الى الليل ).
روى الجماعة حديث صحابى قال للرسول صلى الله عليه وسلم: هلكت، فسأله "وما أهلكك ؟ قال: وقعت على امرأتى في رمضان، ثم بين له كيف يكفر عن ذلك كفارة عظمى.
المقصود من الصيام
من هنا تدل الاية والحديث على ان الصيام إمساك عن الطعام والشراب والاتصال الجنسى، وان الذى يتناول اى منها فقد أفطر، أي بطل صومه، وقد أجمع الفقهاء على انه يجب عليه قضاء ما أفطره، لأنه دين، ودين الله أحق بالقضاء ن كما ثبت بالحديث الصحيح وهى عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا.
وقد ذهب الفقهاء مذاهب شتى في تفسير الأكل والشرب، ثم فرعوا على ذلك تفريعات متعددة.
الحكمة المقصودة
والمتتبع لأقوالهم يرى ان معظمها مبنى على اصطلاحات ومفهومات حافظت على الشكل الذى يتحقق به الأكل والشرب المبطلان للصوم دون الاهتمام بالحكمة المقصودة من الصيام وهى كف النفس عن أسبابها وجودها الشخصى والنوعى مدة من الزمان..ليقوى سلطان العقل عليها وتصمد ارادته أمام المغريات والشهوات وليتحقق معنى قوله تعالى ( لعلكم تتقون ).
فقالوا: إن الأكل والشرب يتحققان بدخول أي شيء الى الجوف، واختلفوا في هذا الشئ هل هو عام أو خاص، بما فيه غذاء وتلبية لشهوة النفس، كما اختلفوا في المراد بالخوف..هل هو المعدة التي تتلقى الأكل والشرب ن أو هو ما استتر من جسم الانسان عند النظر اليه، أو هو ما يحيل الغذاء والدواء.
وقال الفقهاء ان وضع الاصبع في الاذن، والفحص المهبلى والتبرد بالماء والحقنة الشرجية وابر الدواء الوريد او العضل لا تبطل الصيام،
اصحاب السنن
أما بالنسبة للقئ فقد روى النبى صلى الله عليه وسلم فقال ( من ذرعه القئ أي غلبه فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدا فليقض " رواه أحمد وأصحاب السنن الا النسائى.