مناخوليا.. دعارة حديثة بعقول خبيثة
فجأة تحولت البنت الشقية إلى مصلحة اجتماعية.. تحل المشكلات.. تأتيها المكالمات والرسالات من البنات والستات.. يطلبون رأيها فيما فعهلن من موبقات.. ويستجدون نصيحتها لما هو آت.. وسبحان مثبت العقول فى "الدماغات".
منتهى المناخوليا الفيسبوكية اليوتيوبية التى انتشرت فجأة وأصبحت تحصد أعلى المشاهدات.. تجلس إحداهن أمام الكاميرا لا تمتلك أى مؤهلات علمية لتستقبل كل يوم مشكلة وهمية.. لا هى دكتورة ولا هى عالمة دين ولا هى أخصائية اجتماعية.. اللهم إلا أن وجهها مستدير وشعرها ناعم كالحرير.. السيناريو والحوار الذى تستقبله مُعد مسبقا ومصنوع بإتقان.. وكل المشكلات إما عاطفية أو بها خيانة زوجية.. أو يتخللها زنا محارم والعياذ بالله
صاحبة المشكلة تتحدث بصوت شجى حنون نائم معسول مخلوط بالآهات والأنفاس المقطوعة لجزب المستمعين وإثارة انتباههم أثناء حكايتها المفبركة.
عشيقى يخوننى مع شقيقة زوجى.. رغم أننى وعدته بأننى أسعى للطلاق من زوجى كى أكون له وحده خاصة بعد أن حملت منه فى الحرام.
وأخرى تروى قصتها مع عمها الذى رباها بعد انفصال والديها وزواج كل منهم بآخرين وتركوها لمصيرها المجهول.. وتروى أن عمها الذى أخذها ليربيها أصبح يتحرش بها عندما بلغت الحلم واستدار جسدها وبات يراودها عن نفسها ويراقبها من خلف الأبواب حين تبديل ملابسها أو خلال استحمامها وحين نومها.. ومتصلة أخرى تروى مشكلتها مع حماتها التى هددتها بأنها ستطلقها من إبنها إذا لم تنجب خلال هذا العام خاصة وانها متزوجة منذ خمس سنوات ولم تنجب.. ولما ذهبت لبيت أبيها وروت مأساتها لعائلتها فما كان من أخيها إلا أنه أخذها إلى حجرته وقال لها أنا سوف أجعلك تحملين وبالفعل مارس معها الجنس.. وأكملت حكايتها منهارة من البكاء وهى تسأل صاحبتنا حلالة المشاكل قائلة: وبالفعل حملت من أخى.. فعلمت أن زوجى هو الذى ليس لديه القدرة على الإنجاب.. فهل أنا مذنبة بعدم إخبار زوجى بما حدث أم أن حماتى تستحق هذه الخيانة خاصة وأنها كانت تهددنى صبح ومساء؟!
هذه هى نوعية المشكلات التى انتشرت مؤخرا على الفيس وعلى اليوتيوب ويستقطبون بها الشباب والمرضى النفسيين والمصابين بالمناخوليا أمثالى الذين يلفت نظرهم كل ما هو غريب ومستحدث على مجتمعاتنا ويجزبهم كل ما يؤدى إلى "المورستان" والخبلان بعيدا عن واقع أشد ألما وقسوة أقل ما يعانى منه هو غلاء أسعار البيض بسبب الحرب الروسية الأوكرانية ومازال يتسائل ما علاقة البيض بروسيا وأوكرانيا إلا أن البائع أكد له أن الحرب هى سبب غلاء الأسعار!