رئيس التحرير
عصام كامل

"الطبلاوي" إمام القراء فشل في 9 اختبارات للإذاعة واعتمد في العاشر

الشيخ محمد محمود
الشيخ محمد محمود الطبلاوي

الشيخ محمد محمود الطبلاوي واحد من أبرز رموز المدرسة المصرية في قراءة القرآن الكريم فهو شيخ المقارئ المصرية وقارئ مسجد الجامع الأزهر الشريف وواحد من القراء القلائل الذي أتيح له أن يقرأ القرآن في جوف الكعبة بحضور العاهل السعودي الراحل الملك "خالد بن عبد العزيز".


ولد شيخنا الجليل عام 1934 م في قرية ميت عقبة مركز إمبابة بالجيزة ذهب به والده إلى كتاب القرية ليكون من حفظة كتاب الله عز وجل فأتمه حفظًا وتجويدًا في العاشرة من عمره.

بعد أن حفظ الفتى الموهوب القرآن كاملًا بالأحكام ولم يتوان لحظة واحدة في توظيف موهبته التي أنعم الله بها عليه فلم يترك الكتّاب أو ينقطع عنه وإنما ظل يتردد عليه بانتظام والتزم ليراجع القرآن مرة كل شهر.

قرأ الشيخ محمد محمود الطبلاوي القرآن الكريم وانفرد بسهرات كثيرة وهو في الــ12 من عمره ودعي لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن يبلغ الـــ15 واحتل بينهم مكانة مرموقة فاشتهر في الجيزة والقاهرة والقليوبية وأصبح القارئ المفضل لكثير من العائلات الكبرى نظرًا لقوة أدائه وقدراته العالية وروحه الشابة التي كانت تساعده على القراءة المتواصلة لمدة زمنية تزيد على الساعتين دون كلل ولا يظهر عليه الإرهاق، بالإضافة إلى إصرار الناس على مواصلته القراءة شوقًا للمزيد من الاستماع إليه لما تميز به من أداء فريد.

فرض موهبته على الساحة بقوة وساعده على ذلك حرصه الشديد على صوته وصحته مع المواظبة على مجالسة مشاهير القراء والاستماع إليهم مباشرة وعن طريق الإذاعة أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ على محمود والشيخ محمد سلامة والشيخ الصيفي والبهتيمي ومصطفى إسماعيل وغيرهم من قراء الإذاعة.

يعد الشيخ محمد محمود الطبلاوي أكثر القراء تقدمًا للالتحاق بالإذاعة كقارئ بها، وقد يحسد على صبره الجميل الذي أثبت مبدأ وثقة في نفس هذا القارئ تقدم 9 مرات للإذاعة ولم يأذن الله له وفي المرة العاشرة اعتمد قارئًا بالإذاعة بإجماع لجنة اختبار القراء، وأشاد المختصون بالموسيقى والنغم والانتقال من مقام موسيقي إلى مقام آخر بإمكاناته العالية وحصل على تقدير الامتياز.

سافر الطبلاوي إلى أكثر من 80 دولة عربية وإسلامية وأجنبية بدعوات خاصة ومبعوثًا من قبل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ممثلًا مصر في العديد من المؤتمرات ومحكمًا لكثير من المسابقات الدولية التي تقام بين حفظة القرآن من كل دول العالم.

ومن الدعوات المهمة في حياة الشيخ الدعوة التي تلقاها من مستر جون لاتسيس باليونان ليتلو القرآن أمام جموع المسلمين لأول مرة في تاريخ اليونان، وكذلك الدعوة التي وجهت إليه من قبل المسئولين بإيطاليا عن طريق السفارة المصرية لتلاوة القرآن الكريم بـ"روما" لأول مرة أمام جموع غفيرة من أبناء الجاليات العربية والإسلامية هناك.
الجريدة الرسمية