في ذكرى وفاته.. هنا عاش ودفن عملاق الفن عبدالله غيث | فيديو وصور
في شوارع قرية كفر شلشلمون التابعة لمركز منيا القمح محافظة الشرقية التى تعتبر من أقدم القرى المصرية والتي وردت باسم «سرو العزى» من أعمال الشرقية في كتاب «التحفة السنية في أسماء البلاد المصرية» لابن الجيعان الذي حصر القرى، تجولت “فيتو”، في القرية التي شهدت مولد الفنان الكبير عبد الله غيث، وبها يوجد قبره الذي تحل ذكرى وفاته اليوم.
والفنان عبدالله غيث يعد واحدا من أهم وأعظم الفنانين في تاريخ السينما المصرية، أيقونة فنية برع في تقديم كل الأدوار، فنان متنوع بمعنى الكلمة، قدم أدوار متنوعة ولعل أبرزها هو دور علوان البكري في مسلسل “ذئاب الجبل” وتجسيد شخصية حمزة بن عبد المطلب في فيلم “الرسالة” مع المخرج العالمي مصطفى العقاد، وكان يقدم شخصية سيدنا حمزة في النسخة الأجنبية هو الممثل العالمي أنتوتي كوين، ووقتها أداء غيث ابهر أنتوني كوين لدرجة أن الممثل العالمي طلب إن عبد الله غيث يقدم مشاهده الأول وهو يصور بعده علشان يتعلم منه.
وعلى الرغم من نجوميته وانشغاله الدائم بالفن لم ينس الراحل أنه من أصول ريفية فقد كان يمتلك عشرات الأفدنة وإسطبل لتربية الماشية فقد كان يستغل دائما الإجازات للسفر إلى مسقط رأسه كفر شلشلمون ليلتقى أبناء قريته فضلا عن مباشرة أعمال الزراعة فى أرضه بنفسه وحل مشاكلهم، الأمر الذي أدى لمطالبتهم له بتولي العمدية ولكنه رفض وتنازل عنها لنجل عمه لارتباطه بأعماله الفنية واستحالة تفرغه لذلك.
“من حبه في التمثيل كان بيزوغ من المدرسة عشان السينما”، هكذا يقول أحد أقاربه "محمد رشدى غيث" نجل عمدة قرية كفر شلشلمون لـ فيتوعن فقيد الفن المصرية موضحا: إنه تعلم التمثيل على يد شقيقه الأكبر الفنان الراحل (حمدي غيث) إلى أن حصل علي معهد الفنون المسرحية وما إن لبث فترة قليلة إلا وذاع صيته بعد أن قدم العديد من الأعمال الناجحة أبرزها أدهم الشرقاوى وفيلم الرسالة والمال والبنون وذئاب الجبل.
وأضاف “رشدى غيث”: إن الفقيد كان محبوبا جدا بين أهالي القرية ويعشق حياة الريف لدرجة أنه في عز مجده الفنى حضر للقرية بعد وفاة والده وتقلد منصب العمودية لمدة 7 سنوات.
وعن أعماله الفنية أشار إلى أن الفنان الراحل كان يختار أدواره بعناية فائقة نظرا لكونه ابن الريف المصري المحافظ دائما علي التقاليد والعادات لافتا انه رفض أداء دور عملاق الفن محمود المليجى في فيلم الأرض الشهير لاعتراضه على مشهد الختام وهو سقوط أبو سويلم وسحله على وجهه وتشبثه بالأرض، وذلك حفاظا على هيبته أمام أهل قريته كما رفض المشاركة في مسرحية ريا وسكينة حيث ان الدور كان يحتاج لممثل كوميدى لكونه لا يرى أنه صاحب موهبة كوميدية قائلا: "هو اللي رشح أحمد بدير للدور".
وبالنسبة لمواقفه الإنسانية تجاه أهل قريته أكد “غيث”ان الفقيد هو من أدخل الكهرباء لقريته لعلاقته الوطيدة بالمسؤولين وقتئذ علاوة علي مساهمته في سفر عشرات الشباب للخارج في رحلة البحث عن فرص عمل لهم.
وأكد "الزناتى عليوة" (60 عاما) نجل الخفير المرافق دائما للفنان الراحل عبد الله غيث أثناء زيارته للقرية: إن كثيرا من الفنانين كانوا يأتون للقرية للسهر معه وتناول الأطعمة الريفية المعروفة مثل الفطير المشلتت والقشطة والجبن والعسل والبط والديوك الرومى منهم أحمد ماهر ومحمد الدفراوى وسميحة أيوب وعزت العلايلي ونبيل الحلفاوى، لافتا أن الراحل كان عاشقا لبعض المأكولات مثل الكلاوى والكبدة كما أنه من عشاق الخيل العربي.
وكشف "محمد عبد الباسط" نجل مربية فقيد الفن العربي ما رآه في قبره بعد وفاته حيث انه اثناء زيارته للقبر شاهد شجرة كافور بنمومن أسفل القبر وعلى الفور أبلغ أقاربه بذلك قائلا: "الله يرحمه كان رجل خير".
يجدر بالذكر أن الفنان الراحل عبد الله غيث رحل عن عالمنا في نفس اليوم عام 1993، أثناء تصويره المسلسل الشهير “ذئاب الجبل”..والفنان الكبير من مواليد 28 يناير 1930.
وبدأ الراحل مشواره الفني في نهاية الخمسينيات بأدوار صغيرة إلا أن أصبح من أهم الفنانين المصريين على مدار التاريخ.